مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-23-2017, 05:57 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا، دعاء فتية أهل الكهف الذي ذكره الله تعالى في السورة وقال عنه العلماء: يغنى عن دعاء سنين وقال تعالى:”إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا” هذا الدعاء يشمل رحمة الدنيا مثل الصحة والعافية والمال والزوجة الصالحة والمطر والإنبات والتوفيق إلى آخره من رحمة الله بعباده في الدنيا ورحمة الآخرة. ويقول الدكتور عبدالفتاح عاشور – أستاذ التفسير بجامعة الأزهر - جاء في تفسير السعدي أن هذه الآية تتحدث عن قصة أهل الكهف وما جرى لهم وأنها من آيات الله العجيبة لأن هؤلاء الشباب لجأوا إلى الكهف يريدون التحصن والتحرز من فتنة قومهم لهم، وأنهم توجهوا إلى ربهم وخالقهم يدعونه من رحمته ليثبتهم ويحفظهم من الشر ويوفقهم إلى الخير وييسر لهم كل الأسباب الموصلة إلى الرشد، وأن يصلح لهم دينهم ودنياهم فجمعوا بين السعي والفرار من الفتنة، إلى مكان يمكن الاختباء فيه وبين تضرعهم وسؤالهم الله لتيسير أمورهم وعدم اتكالهم على أنفسهم وعلى الخلق، ولذلك استجاب الله دعاءهم وقيض لهم ما لم يكن في حسابهم والرحمة هنا المقصود بها الهداية في الدين والمغفرة وقيل الرزق ولذلك قال النبي – صلى الله عليه وسلم - :”من سره أن يستجيب الله له في الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء”. هجر الدنيا هذه الآية صريحة في الفرار بالدين وهجرة الأهل والبنين والأقارب والأصدقاء والأوطان والأموال خوف الفتنة وما يلقاه الإنسان من المحنة وقد خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فارا بدينه وأصحابه ومكث في الغار وهجر مع أصحابه أوطانهم وتركوا أرضهم وديارهم وأهاليهم وأولادهم وأقاربهم وإخوانهم من أجل السلامة بالدين والنجاة من فتنة المشركين. وقال العلماء الاعتزال عن الناس يكون في الجبال والشعاب وفي السواحل والرباط وفي البيوت وجعلت طائفة من العلماء العزلة عن الشر وأهله بالقلب والعمل وقال ابن المبارك في تفسير العزلة: أن تكون مع القوم فإذا خاضوا في ذكر الله فخض معهم وإن خاضوا في غير ذلك فاسكت وروي عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:”المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم” وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :” نعم صوامع المؤمنين بيوتهم” وقال عقبة بن عامر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - :ما النجاة يا رسول الله؟ فقال :”يا عقبة أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك “وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :”إذا كانت سنة ثمانين ومئة فقد حلت لأمتي العزبة والعزلة والترهب في رؤوس الجبال” وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:” يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من فر بدينه من شاهق إلى شاهق أو حجر إلى حجر فإذا كان ذلك لم تنل المعيشة إلا بمعصية الله فإذا كان ذلك حلت العزبة” قالوا: يا رسول الله كيف تحل العزبة وأنت تأمرنا بالتزويج؟ قال:”إذا كان ذلك كان فساد الرجل على يدي أبويه فإن لم يكن له أبوان كان هلاكه على يدي زوجته فإن لم تكن له زوجة كان هلاكه على يدي ولده فإن لم يكن له ولد كان هلاكه على يدي القرابات والجيران “ قالوا وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال:”يعيرونه بضيق المعيشة ويكلفونه ما لا يطيق فعند ذلك يورد نفسه الموارد التي يهلك فيها”. التيقن من الإجابة و”الدعاء مخ العبادة “ حديث نبوي صحيح يحضنا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن نلجأ إلى الله تعالى بالدعاء ونحن موقنون بالإجابة والدعاء قربة يتقرب بها العبد إلى ربه ولا يكون إلا عن إيمان به سبحانه وبحاجة العبد إليه وبغناء الله عن عبده ويدل على يقين العبد بأنه - عز وجل - يعطى بسؤال وبغير سؤال ولكن السؤال مظهر من مظاهر العبودية وقد دعا رسل الله الكرام ربهم في حاجاتهم الدينية والدنيوية كما أخبرنا كتاب الله فسنوا للمؤمنين الدعاء تضرعا وخفية فدعا ربهم الأولياء والصالحون فاستجاب لهم تبارك وتعالى كما استجاب لأهل الكهف بعدما دعوا ربهم فقال تعالى: فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا استجاب الله لدعائهم وضرب على آذانهم في الكهف سنين عددا أنامهم الله 309 سنين لينجيهم من القوم الكافرين وفي تلك الفترة الزمنية الطويلة التي مكثوا فيها في الكهف ونتيجة لدعائهم فقد نشر الله لهم من رحمته في هذا الكهف الضيق وبالرغم من ضيق الكهف عليهم فإن رحمة الله هي التي جعلته يسعهم وجعلتهم يلقون فيه الراحة والطمأنينة وقد هيأ الله من أمرهم مرفقا فجعل الشمس تدخل عليهم في الصباح يمين الكهف وتدخل يساره وقت الغروب وهم في الوسط وجعلهم الله يتحركون كأنهم غير نائمين فيتقلبون يمينا ويسارا وعندهم كلبهم حارس عليهم وهذا من رحمة الله حتى يحرسهم ويحميهم من الوحوش الضارية. دخول الجنة وغفران الذنوب رحمة الله التي جاءت في الدعاء تشمل الدنيا والأخرة ومنها الرزق الواسع والزوجة الصالحة والأبناء الأبرار، ومنها قبول الأعمال الصالحة ودخول الجنة وغفران الذنوب، كما جاء في الحديث القدسي :”يابن آدم إنك مادعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي. يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة “ فرحمة الله ترغب العصاة في التوبة والإقبال عليه وتبدل سيئاتهم حسنات إذا تابوا وآمنوا وعملوا الصالحات وكان الله غفورا رحيما قال تعالى:” ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون” سورة الأعراف الآية 156 فمن أراد رحمة الله تعالى فليتق الله في كل أموره بفعل الطاعات واجتناب المعاصي وليؤد حق الله في ماله وليؤمن بكل ما جاء عن الله. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة |
||||||||||||||
|
|
|