الجديد قديم لأهل زمان كـان .. والقديم جديد لأهل زمان هم الآن .. ومترقب متلهف في أعماق الأرحام .. وراحل مترصد يحسب بواقي الأيام .. وبين ذاك وذاك لمن فطن حكم للأنـام .. من ضيق مخرج لضيق مخرج تجري تلك الأحكام .. الماضي سر من الأسرار .. والقادم لو علموا سر أكبر في المقدار .. قلم يسطر مثقال ذرة لخير من الخيرات .. أو يسطر مثقال ذرة لشرمن الأشرار .. ملك يسجل باليمين وملك يسجل باليسار .. فكيف تكون الخطـوة في مجاهل الأخطار .. فقد لا تكون للأقـدام فرصة التكرار .. وقد تسقط في حفرة من حفر النـار .. فجاء من يرشد ويشير بالإبصار .. أحمد ذلك النبي في زمرة الأبرار .. والأنبياء هم صوت نور في ظلمات القفار .. فكم من يرى الدنيا بغاية الانبهار .. وكم من يراهـا فتنة تستحق الفـرار .. راغب يركض خلف سراب مهما جرى كان الاندثار .. وزاهـد يتوقف لعلمه بأنها لـن تدوم إلى النهـار .. الماضي علمه مجهول في علم الواحد القهار .. والحاضر ابتلاء مقـدر في سجل الأقدار .. والقادم إما عمل في كتاب الأبرار أو عمل في كتاب الفجار .. وذاك يـوم عظيم تبكي له السموات والأرض بالانفطار .. فأين أنت يا أيها الإنسان في حومة تـلك الأسرار ؟؟؟ .
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك