مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-10-2021, 05:39 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
إن الأولياء هم عباد الله الصالحون الذين يتقربون إليه بأداء ما افترضه عليهم، ويجتهدون في عبادته وطاعته، طمعاً في نيل رضاه فيمتثلون لأوامره ويبتعدون عن نواهيه، ويسعون بكل جهدهم في مخالفة النفس وعصيان الشيطان، ويصبرون على الابتلاءات والمحن التي تواجههم في سبيل الوصول إلى ربهم سبحانه، فيملأ قلوبهم بنور معرفته، وإذا تكلم أحدهم تكلم بحمد ربه والثناء عليه، وإذا اجتهد اجتهد فيما يقربه إليه سبحانه، وهم لا يتوجهون بقلوبهم إلا إليه سبحانه، وإذا ما وصل العبد إلى هذا المقام والكيفية اصطفاه سبحانه بقربه ورحمته، وجعله ولياً وكان له سبحانه ناصراً ومعيناً على طاعته وعبادته، ويحفظه من الشر والمعاصي، ويشرفه بمرتبة محبوبيته وهذا من أعظم درجاته ومراتبه، والأمر لا يقتصر على ذلك وحسب بل يجعل له القبول في أهل السماء والأرض، ويجعل حبه وتعظيمه في قلوب خلقه، كما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: (إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ...،). (صحيح مسلم: 2637) قال عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] رحمه الله تعالى في شرح هذا الحديث الشريف: محبَّة الله تعالى لعَبدِه هِيَ إرادَتُه الخَيرَ له وهدايَتُه وإنعَامُه عَلَيه ورَحمَتُه...، وحُبُّ جِبْرِيلَ والملائِكةِ يُحْتَمَلُ وَجهَينِ أَحَدُهُما: استِغفَارُهُم له وثَناؤُهُم عَلَيْهِ ودُعاؤُهُم، والثَّانِي: أَنَّ مَحَبَّتَهُم عَلَى ظَاهِرِهَا المعرُوفِ مِنَ المخلُوقِينَ وهُوَ مَيْلُ الْقَلبِ إليه واشتِياقُهُ إلَى لِقائِه، وسَبَبُ حُبِّهِم إِيَّاهُ كَوْنُهُ مُطِيعًا لِلَّهِ تعالى مَحبُوبًا له، ومَعْنَى (يُوضَعُ له الْقَبُولُ فِي الْأَرْض) أَي الحُبُّ فِي قُلُوبِ النَّاسِ وَرِضَاهُم عَنْهُ فَتَمِيلُ إليه القُلُوب وَتَرْضَى عَنْه...، (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج: 16/184) فهؤلاء الجماعة جماعة الصالحين مقتدين بالنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وأصحابه والتابعين رضوان الله تعالى عليهم، وهم زينة للأرض وضياء للزمان والعالم يفوح بعطر معرفتهم، وهم يثبتون عند المحن والابتلاءات مُضَحِّين بأمنياتهم ورغباتهم لنيل رضى ربهم سبحانه، ولا يخافون من التضحية والفداء بنفوسهم وحياتهم في سبيله سبحانه، الناس يأكلون ويشبعون وهؤلاء يبقون جائعين صائمين، والناس يقضون لياليهم في النوم والاستراحة وهؤلاء يمضون لياليهم باكين قائمين وساجدين، فهؤلاء الناس أولياء الله الصالحين الذين زيَّن الله رؤوسهم بتاج الولاية، وشرح قلوبهم بعرفانه، وأطلعهم على أسراره، وما أجمل وأحسن فضائلهم وما أعلى وأولى مراتبهم وما أرفع وأعظم منزلتهم عند ربهم سبحانه فقد بين تعالى فضائلهم وكمالاتهم في كتابه الكريم وعلى لسان حبيبه الذي لا ينطق عن الهوى: حيث قال جل وعلا: (أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ (62) ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ). (يونس: 62 - 63) بين المفسرون أقوالًا عديدة في تفسير هذه الآية الكريمة، بعض منها على النحو التالي:
وكذلك في الحديث الشريف بين الحبيب صلى الله تعالى عليه وآله وسلم منزلة ولي الله تعالى ومكانته، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ...، (صحيح البخاري: 6502) يقول الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى تحت هذا الحديث الشريف: العبد إذا واظب على الطاعات بلغ إلى المقام الذي يقول الله كنت له سمعًا وبصرًا، فإذا صار نور جلال الله سمعًا له سمع القريب والبعيد، وإذا صار ذلك النور بصرًا له رأى القريب والبعيد، وإذا صار ذلك النور يدًا له قدر على التصرف في الصعب والسهل والبعيد والقريب. (التفسير الكبير: جـ21، صـ436) وكذلك روى الإمام الحاكم في مستدركه حديثاً يدل على مكانتهم عند ربهم سبحانه حيث نقل: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «الْيَسِيرُ مِنَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَمَنْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللَّهِ فَقَدْ بَارَزَ اللَّهَ بِالْمُحَارَبَةِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْأَبْرَارَ الْأَتْقِيَاءَ الْأَخْفِيَاءَ، الَّذِينَ إِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُعْرَفُوا، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى، يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ». ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة |
||||||||||||||
|
|
|