05-22-2016, 03:32 AM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4
|
العلاقة بالمرض: مصابة |
المهنة: لا شيء |
الجنس ~ :
أنثى |
المواضيع: 56613 |
مشاركات: 6368 |
تاريخ التسجيل : Aug 2010
|
أخر زيارة : اليوم (07:05 PM)
|
التقييم : 95
|
مزاجي
|
اوسمتي
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
المشــــي فـــــوق الخـــــط المرســـــوم !!
ليس بالضرورة أن يكون العقل هو الدليل .. ذلك هو الجديد في عالم الآن .. لا تفكر ولا تخطط .. فهنالك من يفكر عنك .. وهنالك من يخطط عنك .. وهنالك من يضحك عنك وهنالك من يبكي عنك .. وهنالك من يأكل عنك .. وهنالك من يشرب عنك .. فأنت مجرد ترس في الآلة الكبيرة .. محدود الإرادة .. ومسلوب الفكرة .. إذا أردت أن تحيا مصاناَ ومعافياَ فيجب أن تكون سندا وعضداَ لفكرة من أفكار الاحتكار .. والإنفراد في غابة التيارات السارية في عالم اليوم يعتبر غفلة يسهل الصيد والنيل والقنص .. ويكون هو السبب الأساسي في كل ألوان الشقاء والعناء .. كما أنه يعتبر فكرة ساذجة في عالم الوحوش الكبيرة .. كن عميلاَ حتى يراك الآخرون .. وكن ذليلاَ حتى تنال الاحترام .. وكن متملقاَ تفقد ماء الوجه والعفاف .. وحينها تكون صاحب المقام .. ولا تكن شريفاَ عفيفاَ فإن تلك النعوت قد تجردك من نعيم الأحوال .. لن تصل لبر الأمان إذا كان اعتمادك على الأجنحة الخاصة .. ولا تسهر الليالي اجتهادا في التلقي فإنك لن تبلغ الجبال طولاَ .. ولن تقدر بجهد الإنفراد أن تتقدم قيد أنملة .. فأنت محاط بسياج الحقد والكبت والاحتكار حين تتقدم وحين تتأخر .. ولن تنال الثناء والاستحسان إذا كان اعتمادك على الإخلاص والأمان .. فتلك صفات الحسن تعد من نواقص الصفات .. وهنالك صفات العصر التي تجلب الثناء .. فاليد الماهرة هي التي تسرق .. وتكنى في هذا العصر باليد الشريفة !.. أما اليد الخائبة فهي تلك التي لا تسرق .. توصم صاحبها بالفاشل المتكاسل .. ذلك الصاحب الذي يدخل في شيمة الغارقين في عوالم الغباء والضياع .. حيث أجندة العصر تقول المنافع الذاتية قبل الثوابت الأخلاقية .. والعمل لحسنات الجيوب أفضل من العمل لحسنات الآخرة .. فتلك الأعراف السارية في عالم اليوم هي البعيدة كل البعد عن حدائق الأنبياء والصالحين .. والكتل الغالبة في المجتمعات هي تلك الخشب المسندة التي تعجب بالأجسام وتخذل بالأفعال .. التي تطيع الهوى وتبتعد عن مسار التقوى .. والحريص على نعيم الحياة في الدنيا مجبر على طاعة الأولياء المتسلطين .. وعليه الالتزام بالسير فوق الخط المرسوم .. دون الميل أو الحياد عنه يميناَ أو يساراَ .. أما ذلك المجتهد الذي يكد من أجل الآخرة وثوابها فهو ذلك القابض للجمرة في باطن الكف .. يتعايش حياةَ فوق قمم الأشواك والحمم والنيران .. حيث ضائقة الحلقات في كل خطوة ومسار .. فتلك ساحات الموبقات والمفاسد تعج بكل أنواع المغريات .. فالعين لا ترى إلا مشاهد الحرام ومناظر الفتن .. والأذن لا تسمع إلا الغث من موبقات الكلام .. والقليل من يلوذ بحبائل الفضائل ويحتمي بقيود الحلال .. أما الأكثرية الساحقة فهي تلك النافرة الوافرة التي تتنافس في ساحات الانحلال والإذلال .. وقد تفشى سوء النوايا بين الناس .. فالغدر والخيانة أصبحت من صفات البطولة .. وأقرب الأقربين قد يكون في جوقة المخادعين والأفاكين .. والإنسان في هذا العصر قد يخون الأخوة ولا يبالي .. يغش في الأقوال والأفعال ولا يبالي .. يطعن في الظهر ولا يبالي .. يتحايل ويسرق وينهب ولا يبالي .. يبخس أشياء الناس حين يشتري .. ويرفع مقام الأشياء حين يبيع للناس .. وإياك أن تثق في مظهر إنسان لمجرد أنه يوحي بالصلاح .. فإنه قد يكون مراوغاَ مخادعاَ بارعاَ .. تجري عليه صفة المثل الذي يقول : ( بالنهار يسبح وبالليل يذبح !! ) .. وتلك سمة أصبحت في الأغلبية من الناس .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|