تصنع البكاء في دعاء القنوت

تصنع البكاء في دعاء القنوت

الدعاء في القنوت عندنا أمر مستحب فقط قال "مالك":(وذلك كله شيء خفيف غير كثير) هذا القنوت على القول بالاستحباب ذلك كله شيء خفيف غير كثير وما قاله "مالك" هو الحق وهو ما يدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم ودعاؤه فما عرف عن النبي صلى الله عليه وسلم قط أنه كان يقوم في قنوته ويطيل في الدعاء حتى يحتاج القائم إلى الجلوس والجالس إلى النوم من كثرة القيام وهذا للأسف نراه في مساجدنا بالمغرب فتجد الإمام يطيل الدعاء أكثر من نصف ساعة وهذا لا يخفى فيه تكلف وتصنع ويعلم الناس الرياء والمراءاة والتصنع لأنه يحتاج إلى أن يبكي فالغرض من صلاته وقيامه هو ان يصل الإمام إلى الدعاء ويبكي فتجده في الشهر كله تمر عليه آية التهديد والوعيد والزجر والقيامة والعذاب وجهنم ولا يبكي وإذا شرع الإمام في البكاء صار يبكي ويشهق ويصيح حتى يخرج عن ادب الصلاة .

لكن هل يعني أن البكاء في الصلاة عيب وقبيح لا لكن تصنع البكاء هو العيب أن يصير البكاء هو المقصود فيتصنع المرء لكي يبكي هذا هو العيب فتجد القلب قاسيا أقسى من الحجارة ومع ذلك تجد الرجل يتصنع البكاء والصياح وحتى اذا كان البكاء غير متصنع فإن رفع الصوت والشهيق يخرج صاحبه عن ادب الصلاة .

فإذا كنت ببنك وبين ربك في خلوة قائما لليل فابك وتخشع وتضرع ابك ولو بدمعتين خفيفتين هذا البكاء نعم البكاء هو فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبكي حتى تخضل لحيته من البكاء وما علم أنه كان يصيح ويشهق كان يسمع له ازير كازير المرجل نعم لكن ليس كما نراه شهيق ونحيب وصياح وحتى الصحابة كان اذا غلبهم البكاء اخفوا ذلك مخافة الرياء والتصنع وهذا ما قصده "مالك" بقوله:(وذلك كله خفيف غير كثير).

إذن اذا اردت ان تبكي في دعائك قف ببنك وبين ربك ولو ركعتين في الليل وابك ولو بدمعتين خفيفتين لكن اياك ان تجهش وتصيح بالبكاء أمام الملأ فما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يطيل في دعاء القنوت أبدا وما ثبت عنه ولا عن الصحابة انهم كانوا يجهشون ويصيحون فكلا الأمرين غير ثابتين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله تعالى اعلى واعلم.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة