اللي سبق أكل النبق

اللي سبق أكل النبق

روي أنه جاء إلى قراقوش شاب مضروب يشكو من ضربه فأرسل قراقوش معه أحد غلمانه ليحضروا الضارب اليه ؛ فلما وصل الخبر إلى الضارب أسرع الى قراقوش يشكو ويبكى تأثر قراقوش وقف إلى جانبه ولـما عاد المضروب مع غلام قراقوش سارع الضارب إلى القول هو الذي ضربني حتى أشرفت على الموت .


فقال قراقوش: احبسوا هذا الشاب الذي جاءني أولا فإن الذي يشكيه قد سبقه في الشكاية، أما هو فقد تأخّر مع من أرسلته معه.


فقال الشاب المضروب: يا سيدي كنا نبحث عنه فما وجدناه، وأسأل غلامك الذي كان معي.
فقال قراقوش: لا حقَّ لك في الشكاية، فالحق لمن سبق وأنت تأخرت ولهذا أُسقِطَ حقك ولا أسمع قولك.
فقال الناسُ “والله لن نبقى في هذا البلد ما دمت حاكماً فيها”.
ومن هذه القصة انطلق المثل القائل “اللي سبق أكل النبق”.


وكما هو واضح فمعنى هذا المثل يتلخص بان من يسبق في العمل أو في الحضور فهو الذي يحصل على القسم الأجود والأفضل، كمن يسبق إلى نبتة النبق فيقطف اجود ثمرها قبل وصول الغير إليها. ومن يسبق أولاً في تبرير نفسه تكون له الأفضلية في إثبات رأيه.


وهذا يدعونا ألا نسمع من طرف واحد، ونحكم بل الأفضل أن نسمع الطرفين.


فالإنسان تعود أن يلقي اللوم على الآخرين بدءاً من سيدنا آدم وحواء وحتى زمننا هذا.


فمن نسمعه أولاً نظن أننا قد عرفنا منه الحق، ولكن إذا أتى الطرف الآخر وفند ما سمعناه من الطرف الأول، قد يظهر لنا ان ذاك الطرف هو الخاطئ. لذلك ليس من الحكمة ولا من العدالة أن نصدر حكماً-ولو في فكرنا-دون فحص الأمر من كل جوانبه.


فكم يليق بنا كبشر أن ننصت لكل الأطراف لإحقاق الحق. آخذين بعين الاعتبار أن كل طرف إنما يتطلع إلى الأمر من وجهة نظره مبرراً تصرفاته ملقياً بكل اللوم على الطرف الآخر، وكم في زمننا هذا من يحكم بيننا حكم قراقوش ويفتقر في فحصه فلك الخيار والاختيار في فحصك الأمور وحكمك عليها.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: ثقاقة عامة وشعر