أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم المتنوع > ثقاقة عامة وشعر
ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-2022, 01:41 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 56610
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (03:51 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي تلخيص تاريخ اليمن 




كيف تحول اليمن السعيد إلى اليمن التعيس، فسقطت بوابة العرب الجنوبية، بعدما كان اليمن أقوى وأغنى البلاد.

اذا رجعنا إلى قرون وعصور تاريخية سابقة، سنجد فيها شيئا مشتركا وهو مدى الإزدهار والثراء الذي كان يتمتع به اليمن، سواء في عصور ما قبل الميلاد، أو القرون التي سبقت الإسلام أو التي أتت بعد إنتشار الإسلام في اليمن.
-
فمثلا سنجد أن المؤرخ هيرودوت منذ القرن الخامس قبل الميلاد قد وصف اليمن بأنها أرض ذات القصور الغنية والمليئة بالبوابات الذهبية والفضية وأسقفها مرصعة بالذهب والأحجار الكريمة، وأسرة النوم من المعادن الثمينة، وحتى في القرآن الكريم تم ذكر مدى إزدهار اليمن فذكر الجنتان في سبأ عن اليمين والشمال، وذكر كيف الله يجري المياه في أرضها فيخرج الزرع ليأكل منها البشر والأنعام، وذكر الإزدهار التجاري بذكر رحلة الشتاء والصيف، وحتى بعد الإسلام ظهر في سجلات الدولة العباسية بأن اليمن إحدى أكثر الولايات إزدهارا، ولها دور كبير جدا في الحركة التجارية في الدولة العباسية، فاليمن كانت من أهم مصادر البخور والبهارات والمر والذهب.
-
-
تاريخ اليمن قبل الإسلام
-
-
ظهر في اليمن في قرون ما قبل الميلاد عدة دول مزدهرة مثل مملكة سبأ وحمير وقتبان وأوسان وحضرموت، وفي فترات القوة السياسية إمتدت سيطرة اليمن إلى إفريقيا والجزيرة العربية فكانت اليمن لقرون عديدة مركز الأرض، والحصن المنيع الذي يستحيل إختراقه، لدرجة إنتشرت عن اليمن أسطورة تقول بأن ثروات اليمن تحميها أفاعي ذات أجنحة.
-
ومن حوالي عام 1200 ق.م كانت مملكة سبأ وعاصمتها مأرب هي التي تقود وتوحد بلاد اليمن، ولكن نتيجة إنهيار سد مأرب والهجرات والحرب الأهلية إنتقلت الزعامة في عام 110 ق.م إلى مملكة حمير وعاصمتها ظفار يريم.
-
واستطاع الحميريون أن يزيدوا من قوة اليمن، فمثلا في الوقت الذي كان فيه الرومان يقهرون العالم ويحتلون البلاد، فشلوا أمام اليمن وتعرضوا لهزيمة مدوية في عام 25 ق.م، حينما أرسل الإمبراطور أغسطس حملة عسكرية بقيادة حاكم مصر الروماني أيليوس غالوس، فتمت إبادة الجيش الروماني على يد اليمنيين.
-
واستمر اليمن قويا تحت حكم مملكة حمير حتى عام 525م حيث إشتعلت الفتنة بين المسيحيين اليمنيين واليهود اليمنيين، فطلب المسيحيون الدعم من الحبشة والرومان وطلب اليهود الدعم من بلاد فارس، فاستطاعت الحبشة إحتلال اليمن عام 525م، وخلال حكم أبرهة الحبشي حاول أن يدمر الكعبة في عام الفيل، واستمر الحكم الحبشي لليمن إلى أن إستطاع سيف بن ذي يزن أن يطرد الأحباش في عام 570م وأتى بالإحتلال الفارسي مكانهم، واستطاع الفرس أن يحكموا اليمن حكما مباشرا حتى عام 627م.
-
-
تاريخ اليمن بعد الإسلام
-
-
في عام 627 م أرسل النبي محمد (ص) الصحابي علي بن ابي طالب (ك) إلى والي اليمن الفارسي باذان بن ساسان واقتنع باذان بالإسلام فاعتنق الإسلام وأعلن تبعيته للنبي محمد (ص)، وأصبحت اليمن أكبر داعم بالمال والرجال لحملات الفتوحات الإسلامية، وبقي اليمن مزدهرا زمن الدولة الأموية ولكن زمن الأمويين إزداد إنقسام العرب بين حزبين وهما قيس ويمن، فتم إعتبار اليمن هو سيد حزب يمن.
-
واهتم العباسيون باليمن فالخليفة العباسي أبو العباس السفاح زمن الأمويين أتى إلى اليمن ليطلب دعمهم للثورة العباسية، والخليفة العباسي أبو جعفر المنصور تزوج من أروى بنت منصور حفيدة ملوك حمير، وأنجب منها إبنه الخليفة العباسي محمد المهدي، وسعى العباسيون لإنهاء صراع قيس ويمن وبناء أنظمة تدير البلاد.
-
وأما مؤسسة حكم اليمن فهي من تنظيم الخليفة العباسي المأمون والذي أسس نظام واضح للحكم في اليمن، وهذا نتيجة لثراء اليمن وكثرة القضايا التجارية وكذلك بسبب النزاعات القبلية ومصلحة اليمن بأن يكون فيها والي ذو صلاحيات، وأن لا ينتظر أهل اليمن قرار الخليفة كلما حدث أمر، بل يكون والي الخليفة هو الذي يحل قضاياهم بأسرع وقت، فقام المأمون بإرسال الوالي محمد بن عبد الله بن زياد ومنحه صلاحيات أوسع، وأن تكون اليمن وعاصمتها زبيد ولاية لابن زياد ولنسله، مقابل الخطبة للعباسيين وإرسال الخراج وتنظيم التجارة وحفظ الأمن وتنظيم العلاقة بين القبائل.
-
وفي عام 1012م قام العباسيون بتعيين النجاحيون وعاصمتهم زبيد كولاة على اليمن، ثم استلم الأيوبيون وعاصمتهم زبيد حكم اليمن عام 1173م ثم استلم الرسوليون وعاصمتهم تعز حكم اليمن عام 1229م ثم استلم الطاهريون وعاصمتهم المقرانة حكم اليمن عام 1454م، وكانت هذه الدول تخطب للخليفة العباسي، وبقي اليمن خلال حكم هذه الدول مزدهرا سعيدا نتيجة حسن إدارة حكام تلك العصور، وبنوا المدن والمدارس والقصور والجسور وشقوا الطرق، واهتموا بالزراعة، وأصبح اليمن يسيطر على طريق البحر الأحمر التجاري وطريق التجارة مع الهند، وأصبح البن السلعة الرابحة لليمن، فكان اليمن أنذاك من أغنى بلاد العالم.
-
-
تحول اليمن من السعيد إلى التعيس
-
-
وأما العام المفصلي الذي تحول فيه اليمن من السعيد إلى التعيس، فكان عام 1513م عندما احتل البرتغاليون بقيادة ألفونسو دي ألبوكيرك جزيرة سقطرى وشنوا عدة هجمات فاشلة على عدن صدها الطاهريون، ومع إزدياد عدد الأساطيل البرتغالية طلب الطاهريون الدعم من المماليك، فأرسل المماليك جيشهم وأسطولهم عام 1515م.
-
ولكن جيش المماليك عندما دخل اليمن طمعوا بثرواتها وسعوا لإسقاط الطاهرين وتحالفوا مع الزيديين المعارضين للطاهريين، وقتلوا السلطان الظافر الطاهري عام 1517م وهو السلطان الذي طلب دعمهم، فانهار الحكم الطاهري ولم يبقى لهم إلا عدن، وتقسم اليمن إلى الدولة الكثيرية والزيدية والعمودية والواحدية والعوالقية.
-
ويعتبر هذا أكبر خطأ في تاريخ المماليك فمن ناحية أدى هذا الخطأ إلى إنهيار اليمن، ومن ناحية أخرى أدى إنشغال المماليك في اليمن وإرسال جيوشهم له إلى هزيمتهم أمام العثمانيين في معركة مرج دابق عام 1516م ومعركة الريدانية عام 1517م، فضاعت كل جهود المماليك في اليمن حيث انهارت دولتهم في الشام ومصر، فدخلت اليمن تحت الحكم العثماني عام 1517م، بإعلان حكام اليمن ولائهم للسلطان العثماني، وفي عام 1538م قام العثمانيون بشنق عامر الطاهري.
-
ولم ينظر العثمانيون لليمن إلا كمصلحة اقتصادية تجارية، ونجد هذا من كلام خادم سليمان باشا قائد الجيش العثماني الذي دخل اليمن حينما قال: "اليمن بلد بلا حاكم، مقاطعة خالية. لن يكون احتلالها ممكنًا فحسب بل سهل وعندما نسيطر عليها، ستصبح سيدة أراضي الهند ترسل كميات كبيرة من الذهب والمجوهرات لإسطنبول".
-
وكان الحكم العثماني لليمن على أساس استغلال صراع القبائل وصراع السُنة والزيدية، وبعد أن كان اليمن منفتحا على العالم، أصبح بلدا منغلقا فلم يواكب التغيرات التي حدثت في البلاد الأخرى.
-
وقد عانى العثمانيون في اليمن، حيث تراجعت سيطرتهم فلم يبقى لهم منها إلا الأجزاء، وخلال الفترة ما بين 1538 و1547 فقط، أرسل العثمانيون ثمانين ألف جندي إلى اليمن، بقي منهم سبعة آلاف ويقول أحمد حلبي، دفتردار مصر خلال تلك الفترة:

"ما رأينا مسبكًا مثل اليمن لعسكرنا، كلما جهزنا إليها عسكرًا ذاب ذوبان الملح ولا يعود منه إلا الفرد النادر".
-
وهكذا تحول اليمن من بلد شديد الثراء ينشغل في العمل والتجارة، إلى بلد فقير ينشغل بالحروب الداخلية والفتن، وكلما خرج من إنقسام وفتنة يدخل في أخرى، من صراع القبائل المختلفة إلى السنة والزيدية إلى انصار الامام والسلطان إلى الملكيين والجمهوريين إلى الشماليين والجنوبيين إلى الحوثيين والشرعيين، ليستمر اليمن في السير في نفق مظلم لم يخرج منه حتى الآن.

***** المصادر:

1) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، جواد علي
2) تاريخ اليمن القديم، زيد بن علي عنان
3) تاريخ الخلفاء، السيوطي
4) اليمن في ظل الإسلام منذ فجره حتى قيام دولة بني رسول، عصام الدين الفقي
5) The Ottoman Age of Exploration, Giancarlo Casale.

*******************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
*******************

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 05:55 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024