أنت أقوى من التصلب المتعدد " تقدر عليه "

أنت أقوى من التصلب المتعدد " تقدر عليه "

-لكل مريض إم اس ومن يحيطون به " قصتي مع التصلب " إقرأ ومش هتندم.
= ولو ندمت.؟
- عادي مش اول قرار تندم عليه
أتذكر يوم دخولي المستشفى ٩ يناير ٢٠٢٠
كنت بين أصحابي أضحك واداعب هذا وذاك فجأة وصلتني رسالة جعلت الهاتف يسقط من يدي من الصدمة وسقطت في تشنج عصبي
كانت الساعة العاشرة مساءً لا أعلم ماذا حدث وكيف تم نقلي كل ما أتذكره في هذا اليوم أني استيقظت الساعة الرابعة فجر اليوم التالي
لا أعرف أين أنا جمعت تركيزي وإذ بي ملقى على سرير بأحد المستشفيات والأجهزة على جسدي والأطباء حولي والتمريض
سألت ما الذي حدث سمعت كلمه من الدكتور يقول لي حمدالله على سلامتك يا بطل أنت زي الفل متقلقش تشنج بسيط والحمد لله انت كويس وهتكون كويس بس هتقعد يومين مشرفنا لحد ماتتحسن والتشنجات تمتنع عنك
عدى اليوم الأول والثاني وحالتي بدأت تتدهور
ازدواجية في الرؤية
ثقل في القدمين
صداع كاد أن يفجر دماغي
تنميل في باقي أطراف جسدي مع وخذ إبر يكاد يهلكني
كنت أصرخ من الألم تشنجات متكررة وهم لا يفعلون إلا اعطائي مهدئات وفحوصات طبيه
مرت الأيام بين تعب وصراخ وبكاء من الألم حتى وصل بي الحال نزول ضباب على عيني اليمنى وضعف باليسرى
وفقد الحركة تماماً بكافة أطراف جسدي
وبعد فحوصات كثيرة تم نقلي من هذه المستشفى إلى مستشفى آخر جامعي
تم عمل بذل للنخاع وأشعة رنين طيفي حتى تم تشخيصي بالتصلب المتعدد
ولكن في هذا الوقت قد فات الأوان وفقدت البلع وتم تركيب أنبوب للطعام في انفي يصل للمعدة
الكل أجزم أني قد انتهيت والطبيب صارحني وقال لي لا تقلق سوف تتحسن هذه الأعراض ولكن ستعيش على كرسي متحرك
قلت في نفسي الله معي ولله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار
حتى جاء لي أمي وأبي في زيارة وقالوا لي كلمات أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك لي فيهم لأنها من أسباب تحسن حالتي
رأيت الحسرة والكسرة في أعينهم لمرضي وحالتي هذه كانت الدموع تنزل من عيني دون أن أشعر
وتمر الأيام والليالي وبدأت اتحسن من معظم الأعراض حتى مرت قرابة الثلاثة شهور وزيادة
خرجت من المشفى وأنا لا أتحرك بقدماي نهائياً وكنت على كرسي
رأيت كثيراً ممن حولي يتخلون عني ويبعدون عني من الأصدقاء والأحباب والاقارب حتى أقرب الناس إلي
وسمعت كلمة من أحدهم يقول لي لن أستطيع أن أعيش مع إنسان عاجز
نزلت الكلمة على قلبي وسمعي كالصاعقة ولكن كانت بمثابة الدافع الأساسي بعد كلمات والدي وأمي لي أن انهض ولا استسلم
وقلت في نفسي إذا أخذ الله منك مالم تتوقع ضياعه فسوف يعطيك مالم تتوقع يوماً أن تملكه
تحديت نفسي والجميع حتى رأي الأطباء وواصلت العلاج الطبيعي والغذاء الصحي بدون كلل ولا ملل
حتى تخليت عن الكرسي واكملت مع عكازي الجميل
يمر يوم بعد يوم والتحسن لله الحمد والمنة ملحوظ
حتى تركت العكاز نهائياً
لم أسمع لكلام أحد ولم أنصت لأي أحد
وكان الفضل لله ثم لأهلي وأخص منهم أخي أحمد بارك الله له في عمره وأولاده
كان لا يمل من مساعدتي وتشجيعي كنت أشعر وكأنه الأب والاخ والسند لي في كل شيء
ووقفت على قدمي لاول مرة في حياتي بعد إصابتي بالتصلب ومن شدة الفرح كنت أبكي وسجدت لله باكياً شاكراً لفضله ونعمته

التصلب أصبح بداية حياة جديدة لي بعيداً عن المتصنعين والمتلونين والمنافقين في حبهم لي
شغلت أكثر من مكانة لم أكن أتوقع أو أحلم بنصفها وأعظمها هو شعوري وتأكدي من حب الله لي أن ابتلاني بكل هذا ليبين حقيقة كل من حولي
وبسببه رزقني بإخوة مثلكم أشهد الله أني أحبكم في الله
التصلب واعراضه ليست نهاية الحياة
قف وانهض وعافر ودعك من الناس ثق في ربك وأحسن الظن به فالله عند ظن عبده به
لا تجعل نصب عينك كلام كل أفاق يقول لك ستنتهي بك الحياة بكرسي وعجز
لا تلتفت لرضى الناس فرضى الناس غاية لا تدرك ورضى الله غاية لا تترك فاترك مالا يدرك لأجل مالا يترك
لا تجعل أي صدمة أو أي أمر يؤثر عليك في الحياة وافعل الخير ولا تنتظر شكر من أحد وتوقع أي شيء من أي شخص في أي وقت
ضع أمام عينيك أنك أقوى من أي شيء وأنك تستطيع
وأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها لذلك فأنت تستطيع
أنت أقوى من التصلب وأقوى من أي تحدي

أحبكم في الله
أخيكم عمر مهران

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: تجارب مع التصلب اللويحي