مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-12-2020, 06:34 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
تفسير بن كثير يقول تعالى مخبراً منبهاً على قدرته العظيمة، في خلق السماوات السبع بما فيها من الكواكب السيارة والثوابت، والأرضين السبع وما فيها من جبال ورمال وبحار وقفار وما بين ذلك، ومرشداً إلى الاستدلال على إعادة الأجساد بخلق هذه الأشياء العظيمة كقوله تعالى: { لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس} وقال عزَّ وجلَّ ههنا { أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم؟} أي مثل البشر فيعيدهم كما بدأهم، وهذه الآية الكريمة كقوله عزَّ وجلَّ: { أو لم يروا أن اللّه الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى؟ بلى إنه على كل شيء قدير} ، وقال تبارك وتعالى ههنا: { بلى وهو الخلاق العليم * إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} أي إنما يأمر بالشيء أمراً واحداً لا يحتاج إلى تكرار وتأكيد كما قيل: إذا ما أراد اللّه أمراً فإنما * يقول له { كن} قولةً { فيكون} . عن أبي ذر رضي اللّه عنه، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (إن اللّه تعالى يقول يا عبادي كلكم مذنب إلا من عافيت، فاستغفروني أغفر لكم، وكلكم فقير إلا من أغنيت، إني جوّاد ماجد واجد أفعل ما أشاء، عطائي كلام، وعذابي كلام، إذا أردت شيئاً فإنما أقول له كن فيكون) "أخرجه الإمام أحمد عن أبي ذر مرفوعاً"، وقوله تعالى: { فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون} أي تنزيه وتقديس للحي القيوم، الذي بيده مقاليد السماوات والأرض، وإليه ترجع العباد يوم المعاد فيجازي كل عامل بعمله، وهو العادل المنعم المتفضل، ومعنى قوله سبحانه: { فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء} كقوله عزَّ وجلَّ: { تبارك الذي بيده الملك} فالملك والملكوت واحد في المعنى كرحمة ورحموت، ورهبة ورهبوت، ومن الناس من زعم أن { الملك} هو عالم الأجساد، و الملكوت هو عالم الأرواح، والصحيح الأول، وهو الذي عليه الجمهور من المفسرين وغيرهم. روى الإمام أحمد، عن حذيفة بن اليمان رضي اللّه عنه قال: قمت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذات ليلة فقرأ السبع الطوال في ركعات، كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: (سمع اللّه لمن حمده، ثم قال: الحمد للّه، ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة، وكان ركوعه مثل قيامه، وسجوده مثل ركوعه، فانصرف وقد كادت تنكسر رجلاي) "أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بنحوه". عن عوف بن مالك الأشجعي رضي اللّه عنه قال: قمت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليلة فقام، فقرأ سورة البقرة، لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ، قال: ثم ركع بقدر قيامه، يقول في ركوعه: (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة)، ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بآل عمران، ثم قرأ سورة "أخرجه أبو داود في سننه، والترمذي في الشمائل والنسائي عن عوف بن مالك الأشجعي". تفسير الجلالين { إنما أمره } شأنه { إذا أراد شيئا } أي خلق شيء { أن يقول له كن فيكونُ } أي فهو يكون، وفي قراءة بالنصب عطفا على يقول. تفسير الطبري الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِنَّمَا أَمْره إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولهُ لَهُ كُنْ فَيَكُون } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { إِنَّمَا أَمْره إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُول لَهُ كُنْ فَيَكُون } وَكَانَ قَتَادَة يَقُول فِي ذَلِكَ مَا : 22400 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَات وَالْأَرْض بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُق مِثْلهمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاق الْعَلِيم } قَالَ : هَذَا مَثَل إِنَّمَا أَمْرُه إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُول لَهُ كُنْ فَيَكُون , قَالَ : لَيْسَ مِنْ كَلَام الْعَرَب شَيْء هُوَ أَخَفّ مِنْ ذَلِكَ , وَلَا أَهْوَن , فَأَمْر اللَّه كَذَلِكَ الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِنَّمَا أَمْره إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولهُ لَهُ كُنْ فَيَكُون } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { إِنَّمَا أَمْره إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُول لَهُ كُنْ فَيَكُون } وَكَانَ قَتَادَة يَقُول فِي ذَلِكَ مَا : 22400 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَات وَالْأَرْض بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُق مِثْلهمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاق الْعَلِيم } قَالَ : هَذَا مَثَل إِنَّمَا أَمْرُه إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُول لَهُ كُنْ فَيَكُون , قَالَ : لَيْسَ مِنْ كَلَام الْعَرَب شَيْء هُوَ أَخَفّ مِنْ ذَلِكَ , وَلَا أَهْوَن , فَأَمْر اللَّه كَذَلِكَ ' تفسير القرطبي قوله تعالى: { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا} نبه تعالى على وحدانيته، ودل على كمال قدرته في إحياء الموتى بما يشاهدونه من إخراج المحرق اليابس من العود الندي الرطب. وذلك أن الكافر قال : النطفة حارة رطبة بطبع حياة فخرج منها الحياة، والعظم بارد يابس بطبع الموت فكيف تخرج منه الحياة! فأنزل الله تعالى: { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا} أي إن الشجر الأخضر من الماء والماء بارد رطب ضد النار وهما لا يجتمعان، فأخرج الله منه النار؛ فهو القادر على إخراج الضد من الضد، وهو على كل شيء قدير. معني بالآية ما في المرخ والعفار، وهي زنادة العرب؛ ومنه قولهم : في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار؛ فالعفار الزند وهو الأعلى، والمرخ الزندة وهي الأسفل؛ يؤخذ منهما غصنان مثل المسواكين يقطران ماء فيحك بعضهما إلى بعض فتخرج منهما النار. وقال: { من الشجر الأخضر} ولم يقل الخضراء وهو جمع، لأنه رده إلى اللفظ. ومن العرب من يقول : الشجر الخضراء؛ كما قال عز وجل: { من شجر من زقوم فمالئون منها البطون} [الواقعة : 52]. ثم قال تعالى محتجا: { أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم} أي أمثال المنكرين للبعث. وقرأ سلام أبو المنذر ويعقوب الحضرمي: { يقدر على أن يخلق مثلهم} على أنه فعل. { بلى} أي إن خلق السموات والأرض أعظم من خلقهم؛ فالذي خلق السموات والأرض يقدر على أن يبعثهم. { وهو الخلاق العليم} وقرأ الحسن باختلاف عنه { الخالق} . قوله تعالى: { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} قرأ الكسائي { فيكون} بالنصب عطفا على { يقول} أي إذا أراد خلق شيء لا يحتاج إلى تعب ومعالجة. وقد مضى هذا في غير موضع. { فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء} نزه نفسه تعالى عن العجز والشرك. وملكوت وملكوتي في كلام العرب بمعنى ملك. والعرب تقول : جبروتي خير من رحموتي. وقال سعيد عن قتادة: { ملكوت كل شيء} مفاتح كل شيء. وقرأ طلحة بن مصرف وإبراهيم التيمي والأعمش { ملكة} ، وهو بمعنى ملكوت إلا أنه خلاف المصحف. { وإليه ترجعون} أي تردون وتصيرون بعد مماتكم. وقراءة العامة بالتاء على الخطاب. وقرأ السلمي وزر بن حبيش وأصحاب عبدالله { يرجعون} بالياء على الخبر. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة |
||||||||||||||
|
|
|