مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-31-2020, 05:21 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
مع حلول عيد الأضحى المبارك ينشغل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بالأضحية، فهي أعظم القربات إلى الله في هذه الأيام المباركة، كما تجسد شكر المسلم لخالقه على نعمه، فضلاً عن أنها فرصة للتوسعة على الفقراء والمحتاجين ووسيلة لزيادة المودة وتعميق مشاعر الرحمة بين الأسر. لذلك من الطبيعي أن تكثر تساؤلات المسلمين في كل مكان عن أحكام الأضحية الشرعية ومواصفاتها ووقت ذبحها وكيفية توزيعها حتى تتحقق المقاصد الشرعية منها وحتى ينال المسلم الأجر والثواب الذي بشرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها. سألنا عدداً من علماء الشريعة الإسلامية عن فضل الأضحية، وكيفية توزيع لحوم الأضاحي، والوقت الشرعي لذبحها وحكم الشرع فيمن يذبح ويستأثر بلحومها لنفسه.. وهل لا بد من أن يذبح كل مسلم أضحيته بنفسه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الفقيه الأزهري الدكتور نصر فريد واصل عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتي مصر الأسبق يحث المسلمين في كل مكان الحرص على الأضحية، فهي من أفضل الأعمال التي ينبغي أن يتقرب بها المسلم إلى خالقه في هذه الأيام المباركة، فقد ورد الأمر الإلهي بها في قول الحق سبحانه وتعالى: «إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر».. والمعنى الذي تحمله الآيات الكريمة: إنا أعطيناك يا محمد النهر العظيم المسمى بالكوثر، فداوم على الصلاة، وعلى نحر الإبل تقرباً إلى الله، وتصدق بلحومها على الفقراء والمساكين. إحياء سنة إبراهيم ويضيف د. واصل: لقد رغبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحية من خلال العديد من الأحاديث النبوية الكريمة، حيث أخبرنا بأنها (أي الأضحية) تأتي بقرونها وأشعارها وأظلافها تشفع لصاحبها يوم القيامة.. وكان عليه الصلاة والسلام القدوة والمثل في الفداء والتضحية، وقد ثبت أنه ضحى بكبشين، أي بخروفين، أملحين (أي يخالط بياضهما سواد) أقرنين، (أي لهما قرون). لذلك كانت الأضحية في شريعتنا الإسلامية «سنة مؤكدة» يحرص عليها المسلم طمعاً في أجرها وثوابها، ويكره له تركها إذا كان قادراً عليها، والقدرة هنا تتوافر بوجود المال الذي يفي بحاجة الأضحية من دون حرج أو استدانة. وعن المقاصد الشرعية لتقديم الأضحية يقول: شرعت الأضحية لمقاصد كثيرة منها: شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه المتعددة، فالله سبحانه وتعالى قد أنعم على الإنسان بنعم لا تعد ولا تحصى كنعمة البقاء من عام لعام آخر. ونعمة الإيمان ونعمة السمع والبصر والمال؛ فهذه النعم وغيرها تستوجب الشكر للمنعم سبحانه وتعالى، والأضحية صورة من صور الشكر لله سبحانه وتعالى، حيث يتقرب العبد بها إلى ربه بإراقة دم الأضحية امتثالا لأمره سبحانه وتعالى، حيث قال جلَّ جلاله: »إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر«.. كما أن في الحرص على الأضحية إحياء سنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه السلام في يوم النحر، وأن يتذكر المؤمن أن صبر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وإيثارهما طاعة الله ومحبته على محبة النفس والولد كان ذلك كله هو سبب الفداء ورفع البلاء. أيام تراحم وسخاء ومن المقاصد الشرعية للأضحية التوسعة على النفس وأهل البيت وإكرام الجيران والأقارب والأصدقاء والتصدق على الفقراء، وهنا يؤكد د. واصل ضرورة أن يكون المسلم سخياً كريماً في هذه الأيام الطيبة، وأن يحرص على إهراق الدم في عيد الأضحى ما دام قادراً.. ولذلك هو يقدر مشاعر البسطاء الذين يحرصون على إحياء هذه السنة ويربون الأضاحي في بيوتهم أو يدخرون ثمنها على مدى شهور قبل العيد حيث يرى في هذا السلوك تجسيداً لحرص المسلم على أداء شعيرة إسلامية والتأسي بما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرط أن يلتزم في توزيعها بما حث عليه الإسلام وأن يطعم منها الفقراء والمحتاجين ولا يستأثر بها لنفسه ولأهل بيته كما يفعل كثير من البسطاء ومحدودي الدخل. وعن الأصناف التي تجوز التضحية منها يقول مفتي مصر الأسبق: الأضحية تجوز من الإبل أو البقر أو الغنم من الذكور أو الإناث، ويجب أن تكون سن الإبل خمس سنوات، والبقر سنتين، والغنم سنة ويدخل في الغنم الماعز، وأجاز بعض الفقهاء أن تكون سن الغنم ستة أشهر. أما الماعز فلا تقل عن سنة، وتكفي الناقة أو الجمل عن سبعة أشخاص وكذلك البقرة.. أما الشاة فتكفي عن شخص واحد. متى نذبح؟ والوقت الشرعي للذبح كما يوضح د. واصل بعد صلاة عيد الأضحى، فالحق سبحانه وتعالى هو الذي حدد لنا هذا الوقت بقوله «فصل لربك وانحر».. لكن إذا لم يتمكن المضحي من ذبح أضحيته في يوم العيد، جاز له أن يذبحها في الأيام الثلاثة التي بعد يوم الأضحى. ولذلك لا يجوز ذبح الأضحية قبل صلاة عيد الأضحى، ومن فعل ذلك فهي صدقة وليست أضحية، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح «من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه أي عبادته وأصاب المسلمين». لذلك ينصح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر بعض المسلمين الذين يتعجلون الذبح يوم وقوف عرفة أو وقت الليل قبل أداء صلاة العيد بالتمهل حتى يحظوا بأجر وثواب الأضحية.. لكنه يؤكد أن منأراد أن يذبح يوم عرفة ليتصدق باللحم على الفقراء والمحتاجين والتوسعة عليهم في هذا اليوم المبارك له أجره وثوابه. ومن السنة أن يذبح المسلم أضحيته بنفسه إن كان يحسن الذبح، فقد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.. لكن من لا تسمح ظروفه بذلك أو كانت مشاعره لا تتحمل أن يذبح بنفسه يجوز له توكيل من يقوم بالذبح نيابة عنه ويفضل أن يكون من أهل بيته، فإن حالت الظروف دون تحقيق ذلك فعليه أن يوكل من يقوم بهذه الشعيرة الإسلامية.. فدين الله يسر لا عسر، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها. صكوك مشروعة ويتحدث العالم الأزهري د. محمد رأفت عثمان أستاذ الشريعة الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر عن صكوك الأضحية التي انتشرت في العديد من البلاد الإسلامية والتي تقوم بها بنوك إسلامية وجمعيات خيرية للقيام بالأضحية نيابة عن القادرين الذين لا تسمح ظروفهم بالقيام بها بأنفسهم فيقول: من الأفضل أن يذبح المسلم بنفسه لكي يوسع على أسرته ويهدي بعض لحوم الأضحية للأهل والأقارب.. لكن لو حالت ظروف المسلم من دون أن يذبح ولجأ إلى هذه الصكوك فلا حرج فهي صكوك مشروعة، وسوف يكتب الله له كامل الأجر والثواب ما دام يتعامل مع جهة موثوق بها ويضمن أنها ستؤدي هذه الشعيرة نيابة عنه. رفق ورحمة ويؤكد د. عثمان ضرورة أن يتعامل المسلم برفق ورحمة مع الأضحية، لأن التعامل مع الحيوان بقسوة أمر ترفضه شريعة الإسلام وتدين سلوك كل مسلم يفعل ذلك ولذلك جاءت توجيهات الفقهاء بضرورة توافر شروط معينة عند الذبح، فلا بد أن يكون الذبح بآلة حادة حتى لا يتألم الحيوان، وأن يسرع الذابح عند الذبح، وأن يحد شفرة الذبح بعيداً عن الحيوان، حيث يروى عن ابن عباس رضي الله عنه أن رجلا أضجع شاة يريد أن يذبحها وهو يحد شفرته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أتريد أن تميتها موتتين؟ هلا حددت شفرتك قبل أن تذبحها؟» ومن مظاهر الرفق بالذبيحة قبل ذبحها ما أورده الفقهاء في كتب الفقه من ضرورة سوق الذبيحة إلى المذبح برفق، وعرض الماء على الذبيحة قبل ذبحها، وعدم المبالغة في القطع حتى يبلغ الذابح النخاع، أو يفصل رأس الذبيحة حال ذبحها، وكذلك بعد الذبح، وقبل أن تبرد، وكذلك سلخها قبل أن تبرد، لما في ذلك من إيلام لا حاجة إليه. هذا وغيره مما قال به فقهاء الإسلام في مسألة الذبح يؤكد رفق الإسلام بالحيوان، ولذلك فأمر الأضحية لا يحتاج إلى مزايدة من جمعيات الرفق بالحيوان هنا وهناك. كيف توزع الأضحية؟ وعن كيفية توزيع لحوم الأضاحي يقول أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر: من المستحب أن يأكل المضحي وآل بيته من الأضحية ويطعم غيره ويدخر للأيام القليلة المقبلة.. فالله سبحانه وتعالى يقول: «فكلوا منها وأطعموا البائس والفقير»، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في كيفية التعامل مع لحم الأضحية: «كلوا وتزودوا وادخروا». لذلك قال العلماء إن أفضل أسلوب للتعامل مع الأضحية عند توزيعها هو تقسيمها أثلاثا، ويعطي منها الغني والفقير، فقد روى ابن عباس أنه قال في أضحية النبي صلى الله عليه وسلم: «ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤال بالثلث».. وقال بعض الفقهاء يعطى لأصدقائه وجيرانه ثلث الأضحية حتى لو كانوا من القادرين. ومن هنا يتضح لنا أن الأضحية لا تهدف إلى التوسعة على الفقراء والمحتاجين فحسب.. فهي إلى جانب ذلك تحقق التواصل وتعميق صلات المودة والتعاون وتغرس فضيلة التهادي بين المسلمين. من هنا يرفض العلماء سلوك بعض المسلمين الذين يضحون ويستأثرون بلحوم الأضاحي لأنفسهم ولا يتقربون إلى الله بالتصدق ببعضها على الفقراء في هذه الأيام المباركة.. لأنهم بذلك يحرمون أنفسهم من أجر وثواب الأضحية، ويستسلمون لرذيلة البخل والشح والأنانية. أسئلة ملحة } ما الحكم إذا كان رب الأسرة يعمل في دولة عربية وباقي أفراد الأسرة في بلده.. هل يذبح هو أم تذبح أسرته؟ - تجيب عن هذا السؤال دار الإفتاء المصرية: إذا سافر رب الأسرة للعمل في بلد ما فله أن يذبح في بلد عمله وله أن ينيب من يذبح عنه الأضحية في بلد أسرته، وهو هنا صاحب الخيار وفقا لظروفه وظروف أسرته. } وما الحكم لو كان أحد أفراد الأسرة يؤدي فريضة الحج؟ هل يكفي الهدي الذي يذبح ويغني عن الأضحية؟ - تقول دار الإفتاء المصرية: الذبح في أثناء الحج لا علاقة له بالأضحية المطلوبة من الأسرة، وسبب مشروعية كل منها مختلف، فالذي يذبح في الحج هو إما هدي تمتع وهو لشكر الله تعالى على الجمع بين نسكي العمرة والحج والتحلل بينهما، وهو واجب، وإما هدي قران وهو للجمع بين الحج والعمرة في سفرة واحدة وهو واجب أيضاً.. وقد يكون الذبح في الحج لترك واجب من واجبات الحج، أو كفارة عن فعل محظور من ممنوعات الحج، وكلاهما واجب.. وكل هذا مختلف عن الأضحية التي شرعت للتوسعة على الفقراء والمحتاجين ولشكر الله تعالى على دوام الحياة إلى هذه الأيام الفاضلة، كما شكر نبي الله إبراهيم ربه بذبح الكبش العظيم لبقاء حياة ابنه إسماعيل، على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، ولشكر الله تعالى على شهود هذه الأيام المباركة وعلى التوفيق فيها للعمل الصالح، لأنها خير أيام العام التي أقسم الله عز وجل بها «والفجر وليال عشر»، وقال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام». ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة |
||||||||||||||
|
|
|