وقفة مع "كلام الله و كلمات الله "

وقفة مع "كلام الله و كلمات الله "

يقول تعالى في سورة "التوبة":(وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه)
وقال في سورة "لقمان":(ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله إن الله عزيز حكيم) فقال في الآية الأولى "كلام الله" وقال في الآية الثانية "كلمات الله" فما السر البياني في هذا الإختلاف بين هاتين الآيتين؟
جاء عند عامة اهل التفسير ان كلام الله هو القرآن الكريم اما كلمات الله فهي علمه وشرعه وهداه فجاء في الآية الأولى بجمع الكثرة وقال "كلام الله" وجاء في الآية الثانية بجمع القلة وقال "كلمات الله"
يقول تعالى في الآية الأولى:(وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) والاية تأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعطاء الأمان للكفار عند سماع القرآن الكريم إذن هو سياق استمالة لقلوب الكفار وترغيب لسماع القرآن الكريم ودعوة إلى الإسلام ولا ريب أن سماع الكثير من القرآن الكريم ادعى للقبول من سماع القليل لذا جاء بجمع الكثرة وقال:(حتى يسمع كلام الله)
أما في الآية الثانية فقد قال تعالى:(ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله) وهذه الآية تبين عظيم هدى الله وعظيم علمه وشرعه والمعنى لو ان أشجار الأرض كلها أقلام والابحر كلها مداد يكتب به علم الله وشرعه ما نفذ القليل من كلمات الله ولا ريب أن جمع القلة هنا أنسب من جمع الكثرة إذ هو يبين عظيم علم الله وشرعه
خلاصة الكلام إذن أن الله تعالى لما تحدث عن سماع الكفار للقرآن الكريم جاء بصيغة الكثرة فقال:"كلام الله" لان سماع الكثير من القرآن الكريم ادعى للقبول وجعلهم يدخلون إلى الإسلام ولما تحدث عن عظيم شرع الله وهداه وأن مداد البحر كله لن يكفي لكتابة ولو جزء صغير من شرعه جاء بجمع القلة فقال:"كلمات الله" فكل كلمة في القرآن الكريم إلا وتوضع في المكان المناسب لها للسياق الذي جاءت فيه وهذا من بديع القرآن الكريم وجماله مما يدل على أنه من عند الله تعالى

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة