و ما أسألكم عليه من أجر

و ما أسألكم عليه من أجر

يقول تعالى في سورة "الشعراء":(وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين)

عندما تقرأ القرآن الكريم تجد أن هذه الآية وردت في جميع قصص الأنبياء الذين ورد ذكرهم في سورة "الشعراء" عدا النبيين الكريمين "موسى" و "إبراهيم" عليهما السلام فما السر في هذا الأمر؟ اكيد ان هناك حكمة إلهية في ذلك.

-فموسى عليه السلام لم يقل لفرعون:(وما أسألكم عليه من أجر) ذلك ان موسى عليه السلام تربى في كنف فرعون وفي قصره وفرعون نفسه ذكر موسى بهذا الأمر كما قال تعالى:(ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين) مع ان موسى عليه السلام منزه عن طلب الأجرة من فرعون ومن غيره إلا أنه تأدبا مع فرعون لم يطلب منه الأجر ولم يقل له:(وما أسألكم عليه من أجر).
-اما "إبراهيم" عليه السلام فلم يقل لقومه:(وما أسألكم عليه من أجر) لأنه من جملة مخاطبيه من قومه هو أبوه فلم يقل ذلك تأدبا واحتراما وسمعة لأبيه لهذا السبب لم يقل لهم:(وما أسألكم عليه من أجر).

خلاصة الكلام إذن أن "موسى" عليه السلام لما تربى في كنف فرعون وفي قصره لم يطلب منه الأجر احتراما له ولما لقي منه في صغره في قصره ولما كان والد "إبراهيم" عليه السلام من بين مخاطبيه لم يطلب منهم الأجر احتراما له لأنه من قلة الأدب ان تطلب الأجر من والدك فكل كلمة في القرآن الكريم إلا وتوضع في مكانها الخاص بها حسب السياق الذي جاءت فيه وهذا من بديع القرآن وبيان نظمه مما يدل على أنه من عند الله تعالى.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة