أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم المتنوع > ثقاقة عامة وشعر
ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-22-2018, 05:37 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 56509
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (12:36 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي هكذا تَسَلْطَنَ شارلي شابلن على عرش الفكاهة ملكاً للكوميديا الصامتة 





هكذا تَسَلْطَنَ شارلي شابلن على عرش الفكاهة ملكاً للكوميديا الصامتة

تأتي هذه الكلمة عن صاحب الفلسفة الراقية في الإضحاك، الممثّل والمؤلّف والمخرج الكوميدي البريطاني العالمي العبقريّ، الأيقونة الإبداعيّة الأشهر في تاريخ السينما الضّاحكة/ الساخرة، الكلاسيكية بالأبيض والأسود، أسطورة الأفلام الصامتة «تشارلي شابلن» (16 أبريل 1889- 25 ديسمبر 1977) Charlie Chaplin، تزامنا مع ذكرى رحيله، واحتفالاً بمناسبتها التي تصادف الأيام النهائية من الشهر الأخير من هذا العام (25 دجنبر/2018)، ولا نريد لها قطعاً أن تمرّ علينا، أو نمرّ بدورنا عنها مرور الكرام.. بقدر ما استوجبت كلمة لا بد منها في حقّ فناننا المُفَضّل- ولو كانت بسيطة، ووقفة لازمة معه- ولو كانت لبرهة قصيرة؛ غير أنهما ضروريتان لو كنتم تعلمون.

لماذا نُحِبُّ شابلن؟

لم يطارد شارلي شابلن الناس من ورائهم متربصا بظهورهم كي يجلدهم عليها بسوط غليظ، أو يرفع في وجههم صوتا مُنكِراً، لكي يفرض عليهم اهتماما من نوع ما، أو يستقطبهم كي يحظى باحترامهم، بل مكّنهم من محبّته، وعلّمهم كيف يقدرونه، وكيف يحترموه، حين استوطن في قلوب الجماهير وتجاذب مع عقولهم واتصل بمشاعرهم، وتسلل إلى كياناتهم ووجداناتهم- الغريبة، واتخذها ملاذاً آمناً لإقامة المُبدع الدائمة، بالضحك الجميل، والفكاهة المرحة، وحدهما، دون أن يرغمهم أو يخيفهم طبعا.

هكذا، بالفعل، حاز هذا الفنان الأليف، والودود بلا شك، نتيجة لذلك، شعبيّة ذائعة الصيت، كاسحة، وحظي بشهرة واسعة طبّقت الآفاق، ونال تقديرا كبيرا ومحبّة غامرة من الناس لشخصه وفنّه، لأسباب كثيرة بعضها متداول معروف، وبعضها الآخر مجهول ربما.

ويمكن القول مع كل فرصةٍ متاحةٍ للقيام بتفسير انجذاب الناس إليه، ومحاولةٍ تتوخّى إدراك وفهم محبّتهم له، بأنها لن تفي حقّها بالطبع، بل ناقصة ستشرع بالكاد أمام كل إرادةٍ لإنجازِ تعليلٍ أو تحليلٍ وتأويلٍ لها؛ لكن مع ذلك نغامر بإبداء رأي خاص ضمن أبعادها المحتملة التي ينحاز أغلب ظنّنا فيها إلى التأكيد على أنّ عبقرية شارلي شابلن يُتنسّم عليلها اللطيف، في قدرته على الوصول إلى جمهوره بمرونة، والتآلف مع الحشود بنعومة، في كل بقاع المعمورة. عمقه كامنٌ في بساطة فنّه بغير تعقيد، وفي درجة إلهاميّته وفي قدرته على الانتشار والتأثير والإبهار ولو من بعيد.

شابلن ممثّلٌ من طراز مُختلف، كوميديٌّ رفيع المستوى، برهن للتاريخ وللناس مع الوقت في حياته وما تلاها، على أنه موهوب كبير، وفنانّ راسخ الحضور المُستمرّ، طويل الباع، فارع القامة في ميدانه، مُبدع ساطعٌ، ومُخترع بارعٌ، ومجسّدٌ أقدَم عتيد أصيل، فاضل، وأثيل، أمثل وأنبل، للصورة الأنموذجية، والمثالية العميقة، لذلك «الآخر الضّاحِك» (The other Laugher -L’autre riant)، الأثير في الكوميديا، المُغاير، والمؤثّر، السّاخِر والسّاحر؛ الذي نهض بأعباء رسالته الفنيّة الإبداعية المُلهِمة، المهمّة، القيّمة، الواعية والنبيلة، بصدقٍ ووفاءٍ وأمانةٍ، والاِستغراق الجادّ في عمله بحبٍّ، وولعٍ، وشغفٍ كلِفٍ به؛ فكانت هذه الخطوات مثلاً، عطفاً على شهرته، ونجاحه، من أقوى الأسباب التي شكّلت اسمه، وصَنْعَته، وسُمْعته، وعَمْلقته، وأسطورته، ووصوله إلينا، مؤلفاً لقصص أفلامه، ولموسيقاها، ممثّلاً فيها، مخرجاً ومنتجاً لها، قدَرَ على تحويل المأساة الإنسانية إلى مَلْهاة طازجةٍ طريّةٍ طريفةٍ، ومتهكّمة مقبولة بالمقابل، بل وغالبا ما تقدم نفسها في أحيان كثيرة أبعد من ذلك، أنّى رامتْ كوميدياه التجلّي في هيئة جدّية، نقدية، مُوبّخة، واخزة، أليمة، عقلانية ومنطقيّة في نهاية المطاف.

تَسَلْطَنَ شابلن على كرسيّ عرش الفكاهة ملكاً للكوميديا الصامتة، قائدا عظيما لمدرستها وزعيماً للضاحكين والساخرين فيها بلا منازع، وأيقونة كوميدية سبقت زمنها بقرون، وعلامةً إبداعية سينمائيّة مُفضّلة اتّصلت أعمالها باقتران مباشر مع قلوب وألباب جمهورٍ غفيرٍ من محبيّها، كما استطاعت أن تكون في تماسٍّ قريب مع السلوك البشري، وتتسلّل إلى أغواره، ثم تدلف إلى نفسيّته النائية، لكي تقوم في محاولتها، شبه ما فعلت أيضاً في إبداعاتها السينمائية وتجربتها التمثيلية الصامتة المتنوعة، بتشخيص أدوائه، والتحذير بخطورة مصادر الخلل فيه، والتنبيه بمنابع دواهيه ومصائبه وعواقبه الوخيمة، ثم سعَت علاوةً على ذلك، في الإبداعات والأعمال نفسها، إلى تقديم حلول ومعالجات لأدويته، من دون أن تفسّر السلوك كمَيْسم، وقضيّة، وظاهرة في أصعب حالاتها وأعقَد تحوّلاتها الإنسانيّة العميقة، بتمثّلاتها المختلفة، ومظاهرها وتمثيلاتها ووضعيّتها المتعدّدة.

ولئن كان الناس لا يزالون يستحضرون شخصيّة شارلي شابلن العالميّة، بين الحين والآخر، ويميلون فطريًّا إلى إعلان احترامهم له وإعجابهم واهتمامهم به، بلا أن يملّوا أبداً من ترديد الحديث عنه وتطييب القول واللحظة بذكر اسمه بألسنتهم وأقلامهم- سيان، فلأنَّ الإبداع عموماَ- من ناحية أولى- مجالُ إعمالٍ للعقلِ وللخيال وللشعور المتوهّج والسفر المُبتهج السعيد والبعيد للأفكار، نائمٌ على الأسرار العظيمة، وحافل بالمفاجآت المدهشة، غير المتوقعّة، السائرة ضدّ العادي، الفارِقة للرائج، والمبتذل، والمرتفعة إلى الأعلى خارجةً من أسوار العقل مُتحرّرةً من أصنامه المصنوعة، لخلق هالةٍ من الضوء تحيط بها علوّها واستدارتها الصوفية في سمائه، تماماً مثلما يفعل نوعٌ من الطيور الجميلة وهي تغادر أسرابها المُمِلّة، منفصلة عنها، لتخفق بأجنحتها طامحة وجامحة، في سموّ وسموق، اِرتقاءً إلى أجواء الفضاء الفسيح وأنواره العليا.

ولأنّ شابلن- من ناحية ثانية- الغائص في أعماق بحر هذا الإبداع، في شطرٍ منه يهمّ مجال اشتغاله خاصّةَ، يعتبر - بحقّ، وبصدقٍ كذلك- رمزاً للحركة النجيبة، والبهجة المُنطلقة المُحلّقة المطاردة للسّأم والكآبة، وحالة إبداعية اِستثنائية، عجيبة، بديعة زمانها، فريدة، ماهرة ونادرة جدا، كما يُعَدّ فضلاً عن هذا، واحداً بارزاً بقوّة مِنْ بين الظواهر والقامات، النّخْلِيّات الشامخات، والأصول الفنّيّة الأقلّ من القليلة، المخترعة لأعمالٍ عظيمة تتسامى عن واقع المنافسة التجارية الرّائجة، وتتعفف عن منطق السوق النّفعي، لكي تنتمي إلى التراث الإنساني المشترك، الممنوحة إلى الحياة والإبداع، هديّةً جميلةً خَلقتْ سعادةَ الناسِّ وأشاعَتْ حُبورَهم وبَهْجَتهم ومُتعتهم وسُرورهم وفَرْحَتهم.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 01:29 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024