مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-10-2018, 07:20 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
يظن البعض أن اعتقاد إجابة المضطر خاص بالمؤمنين ، وهذا غلط في الفهم ، بل الآية أتت في سياق الاستدلال بما يقر به المشركون على ما ينكرونه ، فالله عز وجل يبين أن المشركين يقرون بأن الله سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه ، فكيف يشركون معه إلها غيره في حال الرخاء؟! ونظير هذه الآية قوله تعالى : ” فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ” . وللمضطر حالة لا يوازيها أي حالة ، فقد تقطعت حبال التعلق بالمخلوق ، وعلم أنه لن ينجيه من كربته إلا الله سبحانه ، ولذلك يقوم في القلب تعظيم وإجلال وتضرع وانكسار ، وبراءة من الحول والقوة ، ومن كل أسباب الدنيا ، وتعلق بالله سبحانه وتعالى . وفي الدعاء أسرار عجيبة ، ومنها أنه قد يحبس عنك ما أنت له راغب برهة ، فتلجأ إلى الله التجاء عظيما ، ولا يتم أمرك ، فتلجأ له مرات ومرات ، حتى إن العبد ليجد لذة الانكسار والمسكنة في ذلك الالتجاء بين يدي الله ما ينسيه حاجة ، ولربما أفاض الله عليه بسبب هذا التضرع من المقامات الإيمانية ، التي لا تحصل له لو استجيب له من المرة الأولى ، أو حصل مطلوبه بلا دعاء ، ولهذا لا تمل من كثرة دعاء ربك ، فإن الصحابة لما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إذاً نكثر يا رسول الله ! ” قال عليه الصلاة والسلام العبارة العظيمة التي نطق بها وهو أعلم الخلق بالخالق ” الله أكثر ” فسبحان من يده ملأى لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار ! سأحدثكم بقصة حصلت لي -أسأل الله أن يكتبها أجرها وأن يجعلها ذكرى – هذه القصة كانت في عام 1417 حججت بزوجتي وأختي مع إحدى الحملات ، وبعد أن اعتمرنا عمرة التمتع ، أحرمنا بالحج يوم التروية ، كان إحرامنا ضحى ، وكان موقع المخيم في الجهة الشمالية الشرقية من منى . في حدود الساعة 11 قبل الظهر ، اندلع حريق في الجهة الجنوبية من منى ، خرجنا من المخيم لننظر في الحريق ، وكان معنا شخص يعمل في الدفاع المدني ، قال : حريق بسيط سهل السيطرة عليه. كانت المشكلة في انفجارات اسطوانات الغاز ، وكانت تنقل الحريق من مخيم إلى مخيم . رجعنا جلسنا في المخيم في قسم الرجال ، أصبح البعض يتسرب من المخيم ولم يبق منا إلا القليل ، صلينا الظهر ، ثم خرجنا من مخيمنا ، فإذا منظر مهول ، لم تر عيني مثله . نار عظيمة تمتد في السماء ، وتسوقها الريح الجنوبية جهة الشمال ، وتسابقها اسطوانات الغاز لتهيأ لها مخيما تلتهمه ، جبال منى اكتست بالبياض فالحجاج لجأوا إليها ، فالدفاع المدني يصيح ” اطلع الجبل يا حاج ، اطلع الجبل ياحاج ” خرج الحريق عن السيطرة ، وكان كثير من الناس يمشي جهة الشمال ، فالنار تسوق الناس سوقا ، ذكرني ذلك بالنار التي تخرج من عدن تسوق الناس إلى المحشر . الله أكبر ، والله إنها لتسوقهم كما يسوق الراعي الغنم بعصاه ، تحيط بهم ، لا يدرون أي جهة ستنفجر فيها اسطوانات الغاز لتعلن حريق مخيم يعقبه مخيمات . رجعت للمخيم لآخذ شنطتي ، ثم ذهبنا لمخيم النساء ، لآخذ نسائي ، نادينا بصوت عال ، لم يجبنا أحد ! ثم نادينا مرة أخرى فلم يجب أحد ! دخلنا مخيم النساء ، فلم نجد أي امرأة !! سألنا أحد الواقفين في طرف المخيم : أين ذهب النساء؟ قال : أتى عسكري ، وفتح طرف المخيم الآخر ، وأخرجهن !!! يا الله ، نعرف نساءنا لن يتسلقن الجبل ، ولسن ذات سرعة في المشي خصوصا ومعهن شنطهن الثقيلة حيث لم أجد أثر لتلك الشنط ، والنار تقترب بسرعة وتزداد كثافتها ! لا أدري أي طريق سلكن ؟! ولا في اتجاه ذهبن؟! هل ذهبن مع الطريق الذي يقع غرب المخيم ، أو شرقيه ؟ الباب من جهة الشرق ، والعسكري فتح رواق الخيمة من جهة الغرب . اخترت جهة الشرق فسلكت الطريق ، صرت أهيم على وجهي ، أبحث عن نسائي ، فآخذ ذات اليمين مرة وعيني ترقب الجهة اليسرى ، ثم آخذ جهة اليسار مرة و عيني ترقب جهة اليمين ، في هذه الأثناء لم يكن تنطق شفتي إلا بهذه الآية :” أمن يجيب المضطر إذا دعاه ” دعوت دعاء المضطر وأنا أبحث عنهن ، انقطع تفكيري عن كل شيء ، إلا من التضرع لله سبحانه ، لم أيأس ، لكني كنت في كرب ، تذكرت حينها شرحي لطلابي كتاب التوحيد ، في باب قول الله تعالى :” أمن يجيب المضطر إذا دعاه ” إ إنها ساعة التطبيق العملي للتقرير النظري ! ألححت في الدعاء بقوة ، لا أذكر أنه مر علي في حياتي مثل ذلك الموقف . لم أفتر عن الدعاء ، كان التأخر في المشي خطرا على حياتي. وبعد أن قطعت شوطا كبيرا في المشي ، والتنقل يمين الطريق ويساره ، اقتربت من النفق الذي يؤدي بك إلى الخروج من منى ، بدأ اليأس يتسلل إلى نفسي ، وفي لحظة كنت فيها عن يسار الطريق ، لمحت من بعيد على الجهة اليمنى حقيبة لونه كلون حقيبة زوجتي ، لكن حقيبة زوجتي كبيرة ، تدف دفا ، والتي رأيتها كانت على متن امرأة ، وليس مظهرها مظهر زوجتي ، قلت في نفسي لعل الحقيبة صغرت في عيني من التعب ، ولعله كذلك على تصور مظهر زوجتي. كنت أسلي النفس ، وإلا فأنا في داخلي موقن بأنه لا المرأة زوجتي ولا الحقيبة حقيبتها ، لكنه تشبث المضطر بخيط العنكبوت. انطلقت جهة هذه الحقيبة ، وكلما اقتربت منها ضعف احتمال أنهن نسائي ، فلما وصلت إلى حاملة الحقيبة ، أتيقنت أن المرأة ليست زوجتي ولا أختي ، وهنا وصلت مرحلة اليأس ! وما أشد الإحباط بعد بصيص أمل فات . وقفت عند هذه المرأة والجبل أمامي والناس تتسابق إليه ، والنفق بدأت الناس تدخله والدفاع المدني يحذر من دخوله . وفجأة ، فإذا صوت من خلفي ينادي ” صالح صالح صالح ” فالتفت فإذا أختي وزوجتي ومعهما ثلاث نساء من المخيم. يا الله ما لطفك! ما أرحمك ! ما أكرمك ! لم يكن لدينا وقت للعتاب ، لم خرجن بدون علمي ؟! فالنار يزداد لهبها ، وتقترب . أخذت تلك الحقيبة الكبيرة أدفها ، حيث لا يمكن حملها ، مع أن الذي أتى بي إلى هذا المكان حقيبة محمولة لا تشبهها إلا باللون فقط . خرجنا من النفق مسرعين ، قلن النسوة التي معي : لنصعد الجبل ! قلت : نساء نجد يحسن العدو ، ولا يحسن صعود الجبل ! أسرعنا في المشي ودخلنا ، والخشية من الاختناق داخله ، فالدخان بدأ يلج فيه ، لكنه كان في بداياته ، ثم خرجنا منه سالمين ، ولله الحمد. “أمن يجيب المضطر إذا دعاه” صدق الله العظيم الحليم. صالح بن مطلق الحمادي – الدوادمي 1437/5/2 ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة |
||||||||||||||
|
|
|