أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم الإسلامي > مواضيع إسلامية عامة
مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-2018, 07:20 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 57003
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (07:12 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي أمن يجيب المضطر إذا دعاه .. قصة واقعية 




يظن البعض أن اعتقاد إجابة المضطر خاص بالمؤمنين ، وهذا غلط في الفهم ، بل الآية أتت في سياق الاستدلال بما يقر به المشركون على ما ينكرونه ، فالله عز وجل يبين أن المشركين يقرون بأن الله سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه ، فكيف يشركون معه إلها غيره في حال الرخاء؟! ونظير هذه الآية قوله تعالى : ” فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ” . وللمضطر حالة لا يوازيها أي حالة ، فقد تقطعت حبال التعلق بالمخلوق ، وعلم أنه لن ينجيه من كربته إلا الله سبحانه ، ولذلك يقوم في القلب تعظيم وإجلال وتضرع وانكسار ، وبراءة من الحول والقوة ، ومن كل أسباب الدنيا ، وتعلق بالله سبحانه وتعالى . وفي الدعاء أسرار عجيبة ، ومنها أنه قد يحبس عنك ما أنت له راغب برهة ، فتلجأ إلى الله التجاء عظيما ، ولا يتم أمرك ، فتلجأ له مرات ومرات ، حتى إن العبد ليجد لذة الانكسار والمسكنة في ذلك الالتجاء بين يدي الله ما ينسيه حاجة ، ولربما أفاض الله عليه بسبب هذا التضرع من المقامات الإيمانية ، التي لا تحصل له لو استجيب له من المرة الأولى ، أو حصل مطلوبه بلا دعاء ، ولهذا لا تمل من كثرة دعاء ربك ، فإن الصحابة لما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إذاً نكثر يا رسول الله ! ” قال عليه الصلاة والسلام العبارة العظيمة التي نطق بها وهو أعلم الخلق بالخالق ” الله أكثر ” فسبحان من يده ملأى لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار !

سأحدثكم بقصة حصلت لي -أسأل الله أن يكتبها أجرها وأن يجعلها ذكرى – هذه القصة كانت في عام 1417 حججت بزوجتي وأختي مع إحدى الحملات ، وبعد أن اعتمرنا عمرة التمتع ، أحرمنا بالحج يوم التروية ، كان إحرامنا ضحى ، وكان موقع المخيم في الجهة الشمالية الشرقية من منى . في حدود الساعة 11 قبل الظهر ، اندلع حريق في الجهة الجنوبية من منى ، خرجنا من المخيم لننظر في الحريق ، وكان معنا شخص يعمل في الدفاع المدني ، قال : حريق بسيط سهل السيطرة عليه. كانت المشكلة في انفجارات اسطوانات الغاز ، وكانت تنقل الحريق من مخيم إلى مخيم . رجعنا جلسنا في المخيم في قسم الرجال ، أصبح البعض يتسرب من المخيم ولم يبق منا إلا القليل ، صلينا الظهر ، ثم خرجنا من مخيمنا ، فإذا منظر مهول ، لم تر عيني مثله . نار عظيمة تمتد في السماء ، وتسوقها الريح الجنوبية جهة الشمال ، وتسابقها اسطوانات الغاز لتهيأ لها مخيما تلتهمه ، جبال منى اكتست بالبياض فالحجاج لجأوا إليها ، فالدفاع المدني يصيح ” اطلع الجبل يا حاج ، اطلع الجبل ياحاج ” خرج الحريق عن السيطرة ، وكان كثير من الناس يمشي جهة الشمال ، فالنار تسوق الناس سوقا ، ذكرني ذلك بالنار التي تخرج من عدن تسوق الناس إلى المحشر . الله أكبر ، والله إنها لتسوقهم كما يسوق الراعي الغنم بعصاه ، تحيط بهم ، لا يدرون أي جهة ستنفجر فيها اسطوانات الغاز لتعلن حريق مخيم يعقبه مخيمات .

رجعت للمخيم لآخذ شنطتي ، ثم ذهبنا لمخيم النساء ، لآخذ نسائي ، نادينا بصوت عال ، لم يجبنا أحد ! ثم نادينا مرة أخرى فلم يجب أحد ! دخلنا مخيم النساء ، فلم نجد أي امرأة !! سألنا أحد الواقفين في طرف المخيم : أين ذهب النساء؟ قال : أتى عسكري ، وفتح طرف المخيم الآخر ، وأخرجهن !!! يا الله ، نعرف نساءنا لن يتسلقن الجبل ، ولسن ذات سرعة في المشي خصوصا ومعهن شنطهن الثقيلة حيث لم أجد أثر لتلك الشنط ، والنار تقترب بسرعة وتزداد كثافتها ! لا أدري أي طريق سلكن ؟! ولا في اتجاه ذهبن؟! هل ذهبن مع الطريق الذي يقع غرب المخيم ، أو شرقيه ؟ الباب من جهة الشرق ، والعسكري فتح رواق الخيمة من جهة الغرب . اخترت جهة الشرق فسلكت الطريق ، صرت أهيم على وجهي ، أبحث عن نسائي ، فآخذ ذات اليمين مرة وعيني ترقب الجهة اليسرى ، ثم آخذ جهة اليسار مرة و عيني ترقب جهة اليمين ، في هذه الأثناء لم يكن تنطق شفتي إلا بهذه الآية :” أمن يجيب المضطر إذا دعاه ” دعوت دعاء المضطر وأنا أبحث عنهن ، انقطع تفكيري عن كل شيء ، إلا من التضرع لله سبحانه ، لم أيأس ، لكني كنت في كرب ، تذكرت حينها شرحي لطلابي كتاب التوحيد ، في باب قول الله تعالى :” أمن يجيب المضطر إذا دعاه ” إ إنها ساعة التطبيق العملي للتقرير النظري ! ألححت في الدعاء بقوة ، لا أذكر أنه مر علي في حياتي مثل ذلك الموقف . لم أفتر عن الدعاء ، كان التأخر في المشي خطرا على حياتي. وبعد أن قطعت شوطا كبيرا في المشي ، والتنقل يمين الطريق ويساره ، اقتربت من النفق الذي يؤدي بك إلى الخروج من منى ، بدأ اليأس يتسلل إلى نفسي ، وفي لحظة كنت فيها عن يسار الطريق ، لمحت من بعيد على الجهة اليمنى حقيبة لونه كلون حقيبة زوجتي ، لكن حقيبة زوجتي كبيرة ، تدف دفا ، والتي رأيتها كانت على متن امرأة ، وليس مظهرها مظهر زوجتي ، قلت في نفسي لعل الحقيبة صغرت في عيني من التعب ، ولعله كذلك على تصور مظهر زوجتي. كنت أسلي النفس ، وإلا فأنا في داخلي موقن بأنه لا المرأة زوجتي ولا الحقيبة حقيبتها ، لكنه تشبث المضطر بخيط العنكبوت. انطلقت جهة هذه الحقيبة ، وكلما اقتربت منها ضعف احتمال أنهن نسائي ، فلما وصلت إلى حاملة الحقيبة ، أتيقنت أن المرأة ليست زوجتي ولا أختي ، وهنا وصلت مرحلة اليأس ! وما أشد الإحباط بعد بصيص أمل فات . وقفت عند هذه المرأة والجبل أمامي والناس تتسابق إليه ، والنفق بدأت الناس تدخله والدفاع المدني يحذر من دخوله . وفجأة ، فإذا صوت من خلفي ينادي ” صالح صالح صالح ” فالتفت فإذا أختي وزوجتي ومعهما ثلاث نساء من المخيم. يا الله ما لطفك! ما أرحمك ! ما أكرمك ! لم يكن لدينا وقت للعتاب ، لم خرجن بدون علمي ؟! فالنار يزداد لهبها ، وتقترب . أخذت تلك الحقيبة الكبيرة أدفها ، حيث لا يمكن حملها ، مع أن الذي أتى بي إلى هذا المكان حقيبة محمولة لا تشبهها إلا باللون فقط . خرجنا من النفق مسرعين ، قلن النسوة التي معي : لنصعد الجبل ! قلت : نساء نجد يحسن العدو ، ولا يحسن صعود الجبل ! أسرعنا في المشي ودخلنا ، والخشية من الاختناق داخله ، فالدخان بدأ يلج فيه ، لكنه كان في بداياته ، ثم خرجنا منه سالمين ، ولله الحمد.

“أمن يجيب المضطر إذا دعاه” صدق الله العظيم الحليم.

صالح بن مطلق الحمادي – الدوادمي

1437/5/2


ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 08:42 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024