أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم االعلاجي > الطب النبوي
الطب النبوي مواضيع عن الطب النبوي وعن ماجاء عن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-23-2017, 06:59 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 56517
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (03:20 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي الطرق الشرعية لابطال السحر 




الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ثم أما بعد ...


انتشر السحر في الآونة الأخيرة انتشار النار في الهشيم ، وأصبح الخطر عظيم حيث أن هذا الموضوع يؤثر تأثيراً كبيراً على العقيدة والمنهج والدين ، ليس ذلك فحسب إنما تقاطر الناس من كل حدب وصوب يطلبون العلاج والشفاء والعطف والصرف عند من لا خلاق لهم ، وما علموا أن الذهاب إلى هذه الفئة الباغية يعتبر كفراً مخرجاً من الملة والعياذ بالله ، ومن هنا كان لا بد من التوعية العقدية في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة المرئية والسمعية والدعوية ، ولكي أقدم للإخوة الأحباء المنهج الشرعي في علاج هذه الظاهرة الخطيرة بناء على ما ورد في النصوص النقلية الصريحة من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة كان اختيار هذا العنوان آمل من الله التوفيق والسداد ، فما أصبت فمن الله سبحانه وتعالى وحده ، وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله بريئان.


ومن هنا فإني أستعرض الطرق الشرعية لإبطال السحر بإذن الله تعالى وهي على النحو التالي :


1- الرقى والتعاويذ :
إن الرقى والتعاويذ من أعظم ما يزيل السحر بعد وقوعه بإذن الله تعالى ، وهناك بعض الآيات أو السور التي ثبت نفعها في الرقية بشكل عام ، وكذلك ثبت وقعها وتأثيرها في طرد الأرواح الخبيثة وإيذائها بإذن الله تعالى ، وقد تم ذكر ذلك مفصلاً في الصفحة الرئيسية للموقع ، تحت عنوان ( كيف تقي وتعالج نفسك بالرقية الشرعية ؟؟؟ )



2 – قيام الليل :
ومن أنفع وأنجع الوسائل لإزالة السحر هو قيام الليل واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالتضرع والإنابة لرفع المعاناة والألم ، خاصة في الثلث الأخير من الليل ، كما ثبت من أحاديث النزول الصحيحة التي تؤكد ذلك
وينصح المرضى بقيام الليل وقراءة سورة البقرة بركعتين أو أكثر ، لما ثبت لهذه السورة من أثر عظيم ونفع جليل في علاج السحر وإبطاله ، فقد ثبت من حديث أبي أمامة – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله يقول :
(اقرأوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تسطيعها البطلة – أي السحرة - )

( صحيح الجامع 1165 ).


(قصة واقعية)
ذكر لي أحد الإخوة الأفاضل أثناء إعدادي لهذا البحث بأن زوجته كانت تعاني من أعراض وآلام منذ فترة من الزمن ، وقد راجعت أكثر من معالج بالرقية الشرعية حيث بينوا أنها تعاني من السحر بناء على اعتقاد ظني ، واستمرت الأخت الفاضلة بالرقية الشرعية بعد أن وكلت أمرها إلى الله سبحانه وتعالى ، وذات يوم قرأت في جريدة المسلمون عن امرأة كانت تعاني من هذا الداء الخطير – السحر – وبناء على توصية من أحد المعالِجين قامت في الثلث الأخير من الليل بركعتين قرأت فيهما سورة البقرة كاملة ، وبعد أن انتهت من ذلك ، استفرغت مادة غريبة ، وقد شفيت بإذن الله تعالى ، يقول الأخ : فما كان من زوجتي إلا أن فعلت مثلما فعلت تلك المرأة ، وبفضل الله سبحانه وتعالى استفرغت مادة خضراء غريبة وشفيت بإذنه تعالى ، والله تعالى أعلم .


قلت: إن هذا الفعل لا يتعارض مع القواعد والأسس الرئيسة للرقية الشرعية وذلك للأسباب التالية:


1) -إن قيام الليل من النوافل التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى خاصة أن الحق جل وعلا يتنزل في الثلث الأخير من الليل تنزلا يليق بعظمته وجلاله سبحانه وتعالى مع إدراك وفهم هذا النزول بالكيفية التي فهمها السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.


2) -إن اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى من المبتلى بالأمراض والأسقام خاصة تلك التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وعين وحسد وما لها من تأثيرات خطيرة، هو لجوء عبد مضطر إلى رحمة خالقه سبحانه وتعالى، وهو عز وجل قريب من عبده يسمع مناجاته وتضرعه .


3) -إن قراءة سورة البقرة في قيام الليل له نفع وتأثير في علاج الأمراض الروحية خاصة السحر لما ثبت من حديث أبي أمامه – رضي الله عنه – آنف الذكر.


4) -ولا يعني الكلام آنف الذكر إلزام الحالة المرضية المصابة بالسحر بالكيفية المشار إليها، إنما اختيار هذا الوقت لثبوته في أحاديث النزول، وكذلك اختيار هذه السورة العظيمة (البقرة) لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قام بها، ولما لها من فضل في إبطال السحر كما ثبت في الحديث آنف الذكر 0
قال النووي – رحمه الله – معقبا على حديث ابن عمر – رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبوراً " (متفقعليه)
(حث على النافلة في البيت لكونه أخفى وأبعد من الرياء وأصون من المحبطات وليتبرك البيت بذلك وتنزل فيه الرحمة والملائكة وينفر منه الشيطان)(صحيح مسلم بشرح النووي)
قال الشبلي:(الوضوء والصلاة وهما من أعظم ما يتحرز به من الجن ويستدفع شرهم)(أحكام الجان -ص131)
قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( لا بأس بالصلاة عند النوم لدخولها في أدلة قيام الليل ولأن جنس الصلاة مما يعالج بها لقوله تعالى : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ 000 ) ( البقرة – 45 ) ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة رواه أحمد وغيره 0 قال ابن القيم – رحمه الله - في زاد المعاد : والصلاة مجلبة للرزق حافظة للصحة دافعة للأذى مطردة للأدواء مقوية للقلب مبيضة للوجه مفرحة للنفس مذهبة للكسل منشطة للجوارح ممدة للقوى شارحة للصدر مغذية للروح منورة للقلب حافظة للنعمة دافعة للنقمة جالبة للبركة مبعدة من الشيطان مقربة من الرحمن الخ 000 ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – 573 ، 574 ) .


3-معرفة مكان السحر واستخراجه:
وهذه أفضل وأنجع وأسرع وسيلة لفك السحر، كما ثبت من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال لها رسول الله:
(ياعائشة! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟ جاءني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة وجف قال طلعتي ذكر ، قال : فأين هو ؟ قال في بئر ذروان ، يا عائشة ! والله لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين)

(متفق عليه -وقد روي مثل ذلك الحديث عن أم المؤمنين -رضي الله عنها بأسانيد مختلفة )
قال ابن القيم – رحمه الله -:(استخراج السحر وتبطيله هو أبلغ علاج كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأل ربه سبحانه وتعالى في ذلك فدله عليه فاستخرجه من بئر فكان في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر، فلما استخرجه ذهب ما به حتى كأنما نشط من عقال 00 فهذا من أبلغ ما يعالج به المطبوب " المسحور " وهذا بمنزلة إزالة المادة الخبيثة من الجسد)(زاد المعاد – 3 / 104)
يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله -:(ومن علاج السحر أيضا -وهو من أنفع علاجه -بذل الجهد في معرفة موضع السحر من أرض أو جبل أو غير ذلك فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر)(فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – برقم (8016) – الصادرة بتاريخ 22 / 1 / 1405 هـ)


* الوسائل المشروعة لاستخراج السحر وإبطاله:


1) -التوجه الخالص لله سبحانه وتعالى ودعائه لتفريج الكربة وإزالة الغمة:
إن من أنجع وأنفع الوسائل التي قد يسلكها المريض بالسحر هو التوجه إلى الله سبحانه وتعالى ودعائه والتضرع إليه، وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح الإمام مسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها -حيث قالت:
(فدعا ثمدعا ثمدعا)

ويقول الحق جل وعلا في محكم كتابه:
(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)

(سورة النمل – الآية 62)
قال الحافظ بن حجر في الفتح: (بحيث أنه توجه إلى الله ودعا على الوضع الصحيح والقانون المستقيم ووقع في رواية ابن نمير عند مسلم ( فدعا ، ثم دعا ، ثم دعا ) وهذا هو المعهود منه أنه كان يكرر الدعاء ثلاثا وفي رواية وهيب عند أحمد وابن سعد ( فرأيته يدعو ) قال النووي : فيه استحباب الدعاء عند حصول الأمور المكروهات وتكريره والالتجاء إلى الله تعالى في دفع ذلك
وقال -رحمه الله -:(سلك النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة -يعني قصة السحر -مسلكي التفويض وتعاطي الأسباب، ففي أول الأمر فوض وسلم لأمر ربه فاحتسب الأجر في صبره على بلائه، ثم لما تمادى ذلك وخشي من تماديه أن يضعفه عن فنون عبادته جنح إلى التداوي ثم إلى الدعاء، وكل من المقامين غاية في الكمال)(فتح الباري – 10 / 228)
ورسول الله قد أخبر بوحي السماء عن ذلك الأمر، فعلم بالساحر ومكان السحر المعقود كما ثبت في الصحيح، أما بالنسبة لنا فقد يحصل ذلك الأمر بإحدى طريقين :


* الأول:الدعاء :
أن يدعو المصاب ربه ويجتهد قدر طاقته في البحث والتحري عن مكان السحر حتى يوفق لرؤيته والعثور عليه ومن ثم إبطاله، هذا وسوف يعرج على هذا الموضوع بالتفصيل لاحقا.


* الثاني: الرؤى والمنامات:
كثيرا ما توجه بعض المرضى بالدعاء والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، وفرج الله كربتهم عن طريق رؤى رأوها في منامهم تبين لهم من خلالها مكان السحر، ويتطابق ذلك مع الواقع في بعض الأحيان فيزيلون مادة السحر ويتلفونها ويحمدون الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به عليهم من نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

(قصة واقعية)

أذكر قصة واقعية حدثني بها أخي الفاضل الشيخ ( صالح بن حمود التويجري ) نقلا عن والده العلامة ( حمود بن عبدالله التويجري ) عن امرأة كانت بارة بجدها ، وكتب الله سبحانه وتعالى لها أن تزوجت بأحد علماء القصيم ، وبعد الزواج شعرت هذه المرأة الصالحة بكراهية شديدة للزوج ، ولكنها لم تفاتحه بالأمر ، وما توانت ولو للحظة واحدة عن أداء حقوقها الزوجية ، وصبرت وتحملت إلى أن ضاق بها الأمر وأخبرت الزوج عن حالها فذكرها بالله وبالصبر والاحتساب ، وذات يوم رأت في نومها جدها وهو يبين لها الداء الذي تعاني منه ، حيث أخبرها بأنها تعرضت لسحر ، وأنه معقود لها وموجود في مكان معين ، وفي الصباح لم تعر تلك الرؤيا أي اهتمام ، حتى جاء اليوم الثاني ، فرأت ما رأته في اليوم الأول ، ونامت وفي اليوم الثالث رأت مثل سابقيه ، عند ذلك أخبرت الزوج بالأمر ، فما كان من الزوج إلا أن ذهب إلى حيث أشارت الرؤيا ، وفعلا وجد السحر في ذلك المكان فقرأ عليه وأحرقه ، وعادت الألفة والمحبة بين الزوج وزوجه ، ولله الحمد والمنة والفضل والله تعالى أعلم



2) -معرفة مكان السحر عن طريق الجن والشياطين:
وهنا لا بد من الإشارة لنقطة هامة جدا وهي أن يكون المعالِج على قدر كافي من العلم الشرعي والخبرة والتجربة والفراسة التي تؤهله لمعرفة صدق أو كذب الجني الصارع ، وأن يكون السؤال بقصد الاختبار والامتحان لا أن يكون بقصد التصديق والإقرار دون الدخول في أية مناقشات لا فائدة منها البتة ولا يتحقق من ورائها أي مصلحة شرعية .


3 -الاستخدامات المباحة:


أ) -الاستحمام بالماء:
ومما جاء في علاج السحر ما ذكره ابن كثير في تفسيره حيث قال:
(أخبرنا أبو جعفر الرازي عن ليث وهو ابن أبي سليم قال: بلغني أن هذه الآيات شفاء من السحر بإذن الله تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور
والآيات هي:(فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ)(يونس – الآية 79،82)
(فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِىَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا ءامَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ)(الأعراف – الآية 118،122)
(وَأَلْقِ مَـا في يَمِينِـكَ تَلْقـَفْ مَـا صَنَعُــوا إِنَّمَــا صَنَعُــوا كَيْــدُ سَاحِــرٍ وَلا يُفْلِــحُ السَّاحِـرُ حَيْثُ أَتَى)(طه – الآية 65،69)(تفسير القرآن العظيم – 2 / 428)
قلت: ولا بأس بعد قراءة ما ذكر في الماء أن يشرب منه بعض الشيء ويغتسل بالباقي، وبذلك يزول الداء بإذن الله تعالى.


ب) -تمر عجوة المدينة:
للوقاية من السحر يستخدم سبع عجوات أو تمرات من تمر المدينة، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة، فقد ثبت من حديث عامر بن سعد عن أبيه – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله:
(من تصبح بسبعة تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر) وقال غيره " سبعة تمرات«)

(متفق عليه)
قال الخطابي:(كون العجوة تنفع من السم والسحر، إنما هو ببركة دعوة النبي e لتمر المدينة، لا لخاصية في التمر)(فتح الباري – 10 / 239)
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله -:(الصواب أنه علاج مستمر إلى يوم القيامة لإطلاق الحديث الشريف حديث سعد المذكور، والصواب أيضا أن ذلك ليس خاصا بالعجوة بل يعم جميع تمر المدينة لقوله صلى الله عليه وسلم في رواية مسلم: " مما بين لابتيها " والله ولي التوفيق)(فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين – ص 173 )
قال فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان – حفظه الله - : ( وإن تيسر التصبّح بسبع تمرات من تمر العجوة فهذا سبب شرعي وحصن حصين من كل ساحر مريد ، ففي الصحيحين وغيرهما من حديث عامر بن سعد عن سعد – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من تصبح بسبع تمرات من تمر العجوة لم يصبه سم ولا سحر " ( متفق عليه ) 0 وقد اشترط كثير من أهل العلم في التمر أن يكون من العجوة على ما جاء في الخبر ، ولكن ذهب آخرون من أهل العلم إلى أن لفظ العجوة خرج مخرج الغالب فلو تصبّح بغير تمر العجوة نفع ، وهذا قول قوي وإن كنت أقول إن تمر العجوة أكثر نفعاً وتأثيراً إلاّ أن هذا لا يمنع التأثير في غيره ) ( نشرة لفضيلة الشيخ بتاريخ 21 / 1 / 1417 هـ – ص 3 )
قلت: والذي أراه في هذه المسألة أن المنفعة والفائدة باقية في تمر العجوة خاصة وتمر المدينة عامة إلى قيام الساعة، وأن ذلك ليس مخصوصا بزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بتمر العجوة عما سواه، مع أن الخبرة والتجربة العملية في هذا الميدان أكدت بما لا يدع مجالا للشك تأثير تمر العجوة على السحر خاصة والمنفعة العظيمة له قبل أو بعد وقوعه، وهذا ما ذهب إليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله – والله تعالى أعلم.


ج) -استخدام السدر:
ذكر ثلة من أهل العلم منفعة استخدام السدر كعلاج فعال للسحر بإذن الله سبحانه وتعالى
* قال الحافظ بن حجر في الفتح:(وذكر ابن بطال أن في كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر، فيدقه بين حجرين، ثم يضربه بالماء، ويقرأ آية الكرسي والقواقل ، ثم يحسو منه ثلاث حسيات ، ثم يغتسل به ، فإنه يذهب عنه كل ما به ، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله ) ( فتح الباري - 10 / 233 )
القواقل : ( السور التي تبدأ بـ ( قل ) وهي : الجن ، الكافرون ، والإخلاص ، الفلق ، والناس )
* ذكر سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله تعالى - أن علاج السحر بعد وقوعه وهو علاج نافع - بإذن الله - للرجل إذا حبس عن جماع أهله أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب عليه من الماء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيها آية الكرسي و( قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ )و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )و( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) وآيات السحر في سورة الأعراف وهي قوله تعالى : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ ) ( 117 ، 119 ) والآيات في سورة يونس وهي قوله سبحانه : ( وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِى بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) ( 79 ، 82 ) ، والآيات في سورة طه : ( قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِىَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِى نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأعْلَى*وَأَلْقِ مَا فِى يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) ( 65 ، 69 ) وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء ) ( مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - 3 / 279 - 280 )

يقول فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين –حفظه الله-:(وكذا رقيت على بعض الأقارب أو الأحباب الذين حبسوا عن نسائهم، بما ذكره ابن كثير من ورقات السدر، وقراءة الآيات التي ذكرها، فوقع الشفاء بإذن الله)(الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – ص 606)
علما بأن استخدام ماء السدر بالكيفية المشار إليها خاصة في علاج المربوط عن أهله قد أفاد فائدة عظيمة بفضل الله عز وجل، وكثير من المعالجين يعلم هذه الحقيقة، وهذا لا يعني اقتصار الفائدة المرجوة على هذا الجانب فحسب فيمكن أن يستخدم للمصروع والمعيون والمسحور بشكل عام.


د)-الحجامة:
كما ذكر أهل العلم أن الحجامة من الطرق الفعالة والناجحة لعلاج السحر باستفراغ المادة من المكان الذي استقرت فيه
قال ابن القيم : ( وقد ذكر أبو عبيد في كتاب ( غريب الحديث ) له بإسناده ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على رأسه بقرن حين طب 0 قال أبو عبيد : معنى طب أي سحر ، وقد أشكل هذا على من قل علمه ، وقال : ما للحجامة والسحر ، وما الرابطة بين هذا الداء وهذا الدواء ، ولو وجد هذا القائل أبقراط ، أو ابن سينا ، أو غيرهما نص على هذا العلاج لتلقاه بالقبول والتسليم ، وقال : قد نص عليه من لا يشك في معرفته وفضله فعلم أن مادة السحر الذي أصيب به صلى الله عليه وسلم انتهت إلى رأسه إلى إحدى قواه التي فيه بحيث كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولم يفعله ، وهذا تصرف من الساحر في الطبيعة والمادة الدموية بحيث غلبت تلك المادة على البطن المقدم منه ، فغيرت مزاجه عن طبيعته الأصلية ) ( الطب النبوي – 125 )
وقال – رحمه الله -في سياق ذكر طرق علاج السحر:(واستعمال الحجامة في ذلك المكان الذي تضررت أفعاله بالسحر من أنفع المعالجة إذا استعملت على القانون الذي ينبغي)(زاد المعاد – 4 / 125،126)
وقال أيضا:(وكان استعمال الحجامة إذ ذاك من أبلغ الأدوية وأنفع المعالجة فاحتجم وكان ذلك قبل أن يوحى إليه أن ذلك من السحر)(الطب النبوي – ص 118)


هـ) -الاستفراغ:
كذلك من الأساليب النافعة والفعالة في علاج السحر ما ذكره أهل العلم من استفراغ مادة السحر وبخاصة إذا استقرت في المعدة
قال ابن القيم -رحمه الله -:(الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر، فإن للسحر تأثيرا في الطبيعة، وهيجان أخلاطها، وتشويش مزاجها، فإذا ظهر أثره في عضو، وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو، نفع جدا انتهى ) ( الطب النبوي – ص 125 )
ولذلك تستخدم الحجامة لاستئصال مادة السحر إن توصلت للرأس بواسطة الطرد، وأما إن استقرت المادة في المعدة وهذا غالبا ما قد يحصل، فيكون بالاستفراغ إما عن طريق الفم أو الشرج، وهناك بعض الملينات التي يمكن استخدامها كمسهل للأمعاء، ومن هذه المسهلات:



1-زيت الخروع (CASTOROIL):
زيت الخروع مسهل قوي يؤثر على الأمعاء لحدوث التأثير المطلوب.


2-أقراص ملينة (DULCOLAX):
وهو ملين بالتلامس عند إعطائه بالفم أو عن طريق الشرج يحدث حركة دودية طبيعية بتأثيره المباشر على مخاطية القولون، ينشأ عنه عادة براز لين، وهو خال من الأعراض الجانبية الشديدة، ولا توجد أية موانع معروفة لاستعماله، ويمكن إعطاؤه للأطفال ولكبار السن وللحوامل والسيدات المرضعات، وللمرضى فاقدي الحيوية، وعلى أي حال يجب توخي الحذر خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، ويجب استشارة الطبيب قبل إعطاء الملين للأطفال أقل من 4 سنوات .



3-شراب ملين -لاكت ولوز(LACTULOSE):
لاكتيولوز من السكريات الثنائية المخلقة، يؤخذ عن طريق الفم، ولا ينبغي أن يؤخذ مطلقا على معدة خالية ويجب أن يؤخذ فقط بعد الأكل .



4) -السنا المكي:
أكدت الأدلة النقلية الصريحة على أن السنا المكي يعتبر شفاء من كل داء إذا استخدم على الصفة المطلوبة

يقول الدكتور محمد علي البار: ( ولا شك أن السنا من أفضل الملينات ، إن لم يكن أفضل الملينات على الإطلاق وذلك لأن مفعوله لا يبدأ إلا في القولون حيث يتم تحلله بواسطة البكتيريا القولونية ولذا فإنه لا يؤثر على المعدة ولا الأمعاء الدقيقة ولا يؤثر بالتالي على امتصاص الغذاء كما تفعل بعض الملينات والمسهلات ولا يسبب إمساكا بعد فترة الإسهال ، كما تفعل بعض المسهلات التي يحدث بعد استعمالها خمول لحركة الأمعاء فيحدث الإمساك بعد الإسهال ويضطر المرء إلى معاودة تعاطيها ، والتعود عليها ولا يسبب السنا تقلصات في الأمعاء كما تفعل معظم المسهلات الأخرى ، وقد يحدث منه مغص خفيف سرعان ما يزول ويبدأ التأثير والإسهال عندما يصل السنا إلى القولون وذلك يستدعي 6 – 12 ساعة أو أكثر ولا يمتص السنا من الأمعاء ، وبالتالي لا يؤثر على الجنين ، كما أن الأم المرضع تستطيع استعماله لأنه لا يفرز في لبنها من الثدي ) 0 ( الطب النبوي للألبيري - شرح وتعليق د محمد علي البار 227 – 228 ) 0
ولابد من المشورة الطبية بالنسبة لكافة الاستخدامات السابقة، مع مراعاة توفر الشروط التي تم ذكرها آنفا وهي: الكمية المستخدمة، وطريقة الاستخدام الصحيحة والفعالة، وطريقة الحفظ الصحيحة، وفترة الاستخدام
هذا ما تيسر لي في هذه العجالة التي تبين وتوضح الطرق الشرعية والفعالة النافعة بإذن الله سبحانه وتعالى في علاج السحر، سائلاً المولى عز وجل أن يقينا شر السحر وأهله، ونسأله أن يرد كيد السحرة إلى نحورهم إنه سميع مجيب الدعاء، والله تعالى .


أعلم،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بارك الله في الجميع، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية.


أخوكم المحب / أبو البراء

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 03:21 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024