ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-28-2015, 06:42 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
عائض_القرني ********************** بعد رحلة عمرية وتجارب وصوﻻت وجوﻻت اقتنعت فيها أن المجد الدنيوي مثله كمثل لعبة الطفل كلما أعطي لعبة ملّها وكسّرها وبحث عن لعبة أخرى وهذا حال الدنيا تفرح بمنصب أو بيت أو زوجة أو مال أو نجاح كما تتوق إلى أهداف أخرى ومتع شتى ونجاحات مختلفة فإذا وصلتها ومللتها وبحثت عن غيرها في حياة كلها لهث وشره وطمع وجشع وتبحث عن نفسك في هذا الزحام والركام فتجدك ما بين قلق وتمزق وهم وغم وكد ونكد فأين اﻻستقرار وأين الرضا؟ جلست وحدي أفكر في حال الدنيا فإذا أمامي الزعيم الكبير الذي تهتز له اﻷرض وتحف به الجنود والبنود وترفع فوقه اﻷعﻼم ثم يذهب سريعاً وينسى سريعاً وكأن شيئاً لم يكن مع أنه كان محروماً من اﻻستقرار والرضا والسكينة واﻷمن الداخلي وقد يكون من الذين ليس لهم نصيب عند الله في اﻵخرة ورأيت التاجر الكبير الغني الشهير وهو يملك القناطير المقنطرة والكنوز النفيسة وهو في لهث مستمر يجمع ويكنـز ويحوش ويدخر ثم يموت فجأة وينسى فجأة ويصبح نسياً منسياً بعد حياة التعب والضنك والمشقة والعنت ثم يحاسب في اﻵخرة بأمواله وقد تكون سبب شقاءه ورأيت الشاعر المشهور والخطيب المبرز والكاتب الﻼمع في صراع طويل لنيل المجد الدنيوي ثم يموتون وكأنهم ما عاشوا ﻻ عين وﻻ أثر وقلت في نفسي: ما الفرق بين هؤﻻء المشاهير والنجوم والرموز وبين البسطاء المساكين المحرومين المنسيين وقد تكون خاتمة هؤﻻء الضعفاء عند الله خيراً وأبقى وأيضاً قد تكون حياتهم اهنأ وأسهل وأطيب واهدأ وأقول: أﻻ تتفقون معي أن عجوزاً فقيرة كسيرة عمياء مؤمنة بربها تعبد خالقها على بصيرة أفضل عند الله من رمز كبير وإنسان خطير كانت ترتج له الدنيا ولكنه عدو لله رافض لطاعته إذن فالعبرة في المعاني والمقاصد واﻷسرار والمصير عند الله، هل سألت نفسك ما هو المجد الحقيقي؟ هل المجد الحقيقي منصب أعذب به ادفع ثمنه من عرقي وأعصابي وراحتي وسكوني وأمني ليقال رجل خطير مرموق؟ هل المجد الدنيوي مال كثير وفير أفني في جمعه عمري وأحطم من أجله أعصابي وأذيب من أجله روحي، ثم تكون استفادتي منه كاستفادة أي فقير من طعامه أو لباسه مع ما ينتظرني من الحساب في اﻵخرة؟ هل المجد الدنيوي أن أكون شاعراً بارزاً يتناقل الناس قصائدي في النوادي والمهرجانات وقد ﻻ أوجر على حرف واحد منها عند الله، بل قد أحساب عليها حساباً عسيراً؟ هل المجد الدنيوي أن أكون كاتباً ﻻمعاً ونجماً ساطعاً يقرأ الناس رواياتي في سهراتهم وخلواتهم ويحملون كتبي في حقائبهم ويرددون كلماتي وقد تكون ضدي عند عﻼم الغيوب أحساب عليها كلمة كلمة وجملة جملة؟ كل منصب تذكرته أو موهبة فكرت فيها قد سبقني إليها، بل إلى أعظم منها مﻼيين البشر والكثير منهم عاشوا تعساء أشقياء ثم نسوا سريعاً وحُسبوا بأفعالهم ومواهبهم وأموالهم، إذاً ما هو المجد؟ أقول لكم : المجد يا أحبابي بعد معرفة وعلم وخبرة وتجربة هي في قوله سبحانه (رضي الله عنهم ورضوا عنه) وفي قوله تعالى: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي واﻵخرة حسنة وقنا عذاب النار) إن المجد هو العمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله والرضا بأمر الله والسكون إلى وعد الله والقناعة بعطية الله ومن جرب تجربتي وعرف معرفتي أدرك حقيقة وصيتي."" ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: ثقاقة عامة وشعر |
||||||||||||||
|
|
|