10-31-2015, 02:29 AM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4
|
العلاقة بالمرض: مصابة |
المهنة: لا شيء |
الجنس ~ :
أنثى |
المواضيع: 56708 |
مشاركات: 6368 |
تاريخ التسجيل : Aug 2010
|
أخر زيارة : اليوم (04:37 AM)
|
التقييم : 95
|
مزاجي
|
اوسمتي
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
هل تعرف قدر نفسك؟ - للأستاذ سعيد الأطرش
الإنسان القوي هو ذلك الإنسان الذي يعرف قدر نفسه فلا يجلد ذاته ولا يزهو بها زهواً يصل به إلى حد الغرور. وإذا عرفت قدر نفسك عرفت الطريق إلى القوة والطريق إلى حب نفسك وحب الآخرين، وتأكد عززي القارئ أنك لن تستطيع أن تحب الآخرين ما لم تحب نفسك. فإذا كان رأيك في نفسك ضعيفا سواء لسبب أو لغير سبب انعكس ذلك على موقفك من المحيطين بك.وإذا كانت هناك أوقات تشعر خلالها بأنك لست قويا أو كثير الإخفاق فإن سخطك على الوضع الذي ترى نفسك فيه سيزداد ويتوهج وقد يتحول إلى كراهية ومقت لنفسك وللناس جميعا، ذلك لأنك تشعر بالضعف والعجز عن مواجهة مشكلتك الخاصة مع نفسك و إيجاد حل لها.وطبيعي جداً أنه تمر علينا أوقات يتضاءل فيها اعتزازنا بأنفسنا وافتخارنا بذواتنا جراء زلة لسان مثلا أو نسيان أو تصرف أناني أو ما إلى ذلك من التجارب المختلفة التي قد تُشعرنا بأن هناك خلل ما بداخلنا « ما حملتش راسي » وقد يتولّد هذا الشعور أيضا من عدم الحصول على اهتمام الآخرين « ما عبرونيش، ما عطاونيش وقت » أو عدم الحصول على الدعوة التي توقعناها « ما عرضوش عليا » أو عدم الحصول على الاستحسان الذي ننتظره « ما كالوش ليا تبارك الله عليك »ولكن مثل هذا الشعور المؤقت ما هو إلا تأرجح طبيعي في ميزان تقديرنا لأنفسنا واعتدادنا بها ثم لا يلبث الميزان أن يستوي من جديد وننسى اختلاله. والخطورة كل الخطورة في إحساس الإنسان بالنقص، فهذا ما يجعله ضعيفاً ويعاني من نتائج هذا الضعف لأن هذا الإحساس بالنقص أو ما يُعرف بعقدة النقص فمصدره ليس هذه المشاكل الصغيرة التي قد تواجهنا في حياتنا اليومية وإنما هو انحراف في الشخصية والشخص الذي يعانى من النقص يكون لديه الإحساس بأن الناس جميعا أفضل منه في شيء أو في آخر… وهذا الشعور هو مأساة تحلّ بالأشخاص الذين لا يقدرون أنفسهم لأنهم لا ينعمون بالسكينة التي يرغبون بها، فهم يبذلون جهداً جبارا للتعويض عن نقائصهم سواء كانت حقيقية أو متوهَّمَة، وهم في ذلك أشبه بنابليون بونابرت الذي شيّد إمبراطورية وتزوج من فتاة أرستقراطية تعويضا عن قِصر قامته ووضاعة شأنه.وقد تكون جهودهم للتعويض عن نقائصهم من الشدة بحيث تُشكّل ذوقهم في اختيار ثيابهم وانتقاء أصدقائهم، وطبيعة أحلامهم وطريقة حديثهم ومثلهم العُليا وغيرها من الصفات العديدة المتداخلة في الشخصية الإنسانية.ولأن مشكلة الكثيرين تكمن في إحساسهم بالنقص وهو ما يمنعهم من أن يصبحوا أقوياء وناجحين بمعنى الكلمة. وبعد أن اطلعت على ما يقوله علماء النفس على اختلاف مدارسهم في هذا الموضوع، وجدت أغلبهم يؤكدون أن الشعور بالنقص لا يعنى محدودية الذكاء على الإطلاق ولا محدودية القدرات، فعندما تشعر بالنقص يمكن أن تكون عالي الذكاء ولكن ناقص نفسيا لأنك تقارن بين نفسك وبين ميزة أو ميزتين يتمتع بهما الآخرون ونتيجة لذلك يطغى عليك الشعور بالضعف الذي يعطّل فاعليتك وكفاءتك عن الظهور.فالذكاء موجود لدى هؤلاء الذين يشعرون بالنقص أو الضعف ويبقى السؤال ما الذي يدفع الشخص الذكي إلى أن يبخس قدر نفسه ويبُث فيه الفكرة بأنه شخص ضعيف، أو غير قادر أو لا قيمة له؟ ….والجواب يختلف من شخص إلى آخر ومن حالة إلى أخرى، وقد يقتضي الأمر محللا نفسيا ليستكشف الأسباب الحقيقية وراء كل حالة. ولا يسعني إلا أن أُشير في الأخير إلى أن الذين يعانون الإحساس بالضعف عموما يتصفون بالكثير من الصفات الجميلة والأخلاق الحميدة التي لو أحسنوا استثمارها لتبدلت أحوالهم تماماً وتعافوا من الإحساس بالنقص وتحولوا إلى أناس يعرفون أنفسهم جيدا ويعطونها حق قدرها عندها سيكونون أكثر قوة ونجاح بكل تأكيد. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|