أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم المتنوع > ثقاقة عامة وشعر
ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-20-2015, 02:48 AM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 56878
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (08:35 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي شكراً على تدخّلك في حياتي ! / بقلم : عائشة العمران 





شكراًعلى تدخّلك في حياتي
بقلم : عائشة العمران

يقول: درستُ في الخارج أنا وصديقي، قررنا أن نتزوج من ذلك البلد الأجنبي حيث أَحبّ كل منا زميلته في الدراسة، ما إن عدت للوطن وأخبرت أهلي برغبتي هذه حتى شنّوا الحرب علي، شعرت بالظلم والقهر واستسلمت لضغوطاتهم فتخليت عمن أحبها قلبي، أما صديقي فقد تزوج فعلاً من ذلك البلد وحقق ماكنت أتمنى تحقيقه.

ومرت السنوات، تزوجت فيها فتاة من بلدي برضا أهلي وأصبحت أباً لأبناءٍ أكبرهم اليوم على أعتاب المرحلة الجامعية، حاولت أن أطوي تلك الصفحة من حياتي بكل ما فيها من ألم إلا أن الجرح لم يلتئم بالكليّة، حتى أتى اليوم الذي التقيت فيه بصديقي القديم فكانت المفاجأة.

نظر لي وفي عينيه ألف كلمة، سألته عن أخباره فتنهد بعمق وقال: من أين أبدأ؟ من أبنائي الصغار الذين لايتحدثون إلا لغة والدتهم، أم من ابني الأوسط الذي أخجل من الحديث عنه، أم من مصيبتي الكبرى ابنتي البكر التي ورثت تمردي وعنادي، أسميتها باسم والدتي فغيرته ليلائم ديانة والدتها وهربت مع صديقها الذي وشمت اسمه على جسدها كما هربتُ أنا من جلدي قبلها بعشرين عاماً فتزوجت أمها في يومٍ أتمنى الآن لو لم تشرق علي شمسه.

عدت إلى المنزل ذلك اليوم بخواء غريب، اختفى الغضب الذي حملته في داخلي عمراً،اختفت الغبطة التي كنت أشعر بها نحو صديقي، اختفى الوهم الذي أَثقَلتُ كتفي بحمله، ما أجمل الواقع، أي امتنان أشعر به الآن للأهل الذين نجحوا في منعي من اتخاذ ذلك القرار، أي راحة تسكنني الآن في بيتي حيث زوجتي الصالحة وأبنائي، كلهم يتحدثون لغة أفهمها، لا أعني هنا لهجة الوطن الجميلة فحسب، وإنما لغة من نوع آخر.. أفهمه.
أنتهت قصة هذا الرجل...وصديقه

أما أنا فقد أعادتني هذه القصة للمواقف التي منعني فيها والداي مما كنت أريد، تذكرت بكائي المرير وأنا طفلة عندما منعتني أمي من المبيت لدى الجيران رغم أن أمهات صديقاتي يسمحن بذلك، تذكرت حزني الشديد حين أجبرني أبي على الاستمرار في الجامعة بعد أن قررت الانسحاب في لحظة تهوّر، وتذكرت الكثير.

يتدخل الأهل أحياناً بدافع الحب ليمنعونا من إيذاء أنفسنا وإن لم نقدّر ذلك لصغر السن وقلة الخبرة حيث لا نرى الحياة كما تراها أعينهم الناضجة، فكما يُجبر الأهل أطفالهم على حقن التطعيمات مهما زلزل بكاؤهم أركان المستشفى؛ يستمرون على ذلك طوال العمر لاسيما في المجتمع الشرقي الذي يقدّر تضحياتهم ويحض على برّهم.

الأهل الصالحون لايهمهم بكاء الطفل الذي يريد تناول ماسيضره، فصحّته أثمن من دموعه التي ستجف بعد حين، الأهل الصالحون لايهمهم صراخ الطفلة التي لم يسُمح لها باستخدام الأجهزة الالكترونية طوال اليوم، فعيناها أهم من رضاها، الأهل الصالحون لن يسمحوا لابنهم الشاب بتدمير مستقبله بقرار اتخذه في لحظة طيش.

ويظل تدخلّهم في حياة أبنائهم سافراً و رائعاً لايخضع لقوانين البشر ولايعترف بالخصوصية، تحرّكه أقوى الدوافع على الإطلاق: حب غير مشروط، فلاأحد سيحب أبناءهم بقدرهم، ولا هم يطالبون بحب مقابل حب، هدفهم الأوحد أن نكون بخير، غياب المصلحة الدنيوية أمر مذهل،

اللهم حرّم أجساد والدينا على النار.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 09:10 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024