05-08-2015, 10:29 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4
|
العلاقة بالمرض: مصابة |
المهنة: لا شيء |
الجنس ~ :
أنثى |
المواضيع: 56937 |
مشاركات: 6368 |
تاريخ التسجيل : Aug 2010
|
أخر زيارة : اليوم (07:29 PM)
|
التقييم : 95
|
مزاجي
|
اوسمتي
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
الزوايــا المظلمــة في مســار البشـــر !!
ارتداد في قيمة الإنسان .. والوفرة في تعداد البشر قد أرخص الصنف .. بذلك القدر الكبير الذي لا يبكي النفوس عند الفقدان .. وقد تعودت ألآذان في عالم اليوم أن تسمع مقتل العشرات والعشرات والمئات من الناس في اليوم الواحد .. ثم تمر الأنفس مرور الكرام دون علامات الحسرة ودون أن تمتلئ الأحداق بالدموع .. تلك المؤثرات التي تفترض في سلوكيات الإنسان حيال أخيه الإنسان .. وحتى تلك الإشارات التي تفترض في ملامح الوجوه قد انعدمت .. وكأن الأمر مجرد أحداث لألعاب الفيديو .. حيث يلعب اللاعبون وحيث العداد الذي يحسب مقدار الخسارة والمكاسب بوتيرة حريصة للغاية .. باعتبار أن الأمور مجرد لعبةَ ومزحةَ .. وأنفس البشر تتناول الأمور في هذه الأيام بطريقة عادية تحير الألباب .. خمول وبلادة في الأحاسيس والشعور .. والأنباء ترصد جهارا ونهاراَ جثث وأشلاء الأطفال والنساء والكبار والصغار .. كما ترصد حالات الانتهاكات للأعراض وحالات الإبادة الجماعية .. ثم الدمار والخراب الذي يطال جهد ومكتسبات الشعوب لمئات السنين .. ثم تلك الهجرات الجماعية فراراَ من ساحات الموت .. وبعدها التشرد والويلات في الخيام والعراء والمعسكرات .. تلك المحن المضروبة على الناس قسراَ وجبراَ .. وإنسان اليوم دون ذنب مطلوب منه أن يتحمل تلك العواصف الهوجاء التي تجتاح الكثير من مناطق العالم الساخنة .. والأحداث كثيرة ومتشعبة ومعقدة .. كما أنها تطول في فتراتها لتفوق مقدار أعمار الناس أحياناَ .. ففي بعض المناطق أجيال وأجيال تولد وتترعرع ثم تموت في ظلال الأحداث الهالكة المهلكة .. وعندها تفقد الحياة معناها ومذاقها .. حيث التنقل في بروج الويلات من المهد إلى اللحد .. وعالم اليوم يفقد جولات العقل والهدنة والتريث التي تعني استرداد الأنفاس .. جولات تعني اللقاء والالتقاء حول موائد الحوار والوفاق والاتفاق .. كما أنه لا توجد في عرف العالم اليوم استراحات الأشهر الحرم التي تمثل الواحة والراحة في مسارات الحروب والاقتتال .. تلك المهلات والأشهر التي تسترد فيها الناس أنفاسها وتدفن فيها موتاها وتداوي فيها جراحها .. وتتقبل فيها التعازي .. فهل أدمنت الناس روائح الدماء والموت ؟؟ .. ولما الشر دائماَ يسبق الخير في إنسان اليوم ؟؟ .. ولما العداء يبرز قبل الإخاء ؟؟ .. ولما التحدي هو اللغة السائدة في عالم اليوم ؟؟.. ولما الكل يرى الصواب في التقتيل ولا يرى الصواب في الأمن والسلام ؟؟.
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|