12-05-2014, 04:36 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4
|
العلاقة بالمرض: مصابة |
المهنة: لا شيء |
الجنس ~ :
أنثى |
المواضيع: 56924 |
مشاركات: 6368 |
تاريخ التسجيل : Aug 2010
|
أخر زيارة : اليوم (12:06 PM)
|
التقييم : 95
|
مزاجي
|
اوسمتي
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
ليـس كل من يصطـاد هـو ذلك الصيـاد !!
البعض يتوخى الاعتدال حتى يتجنب سخط الساخطين .. رغم أن الحق أولى أن يقال .. والحكمة في ذلك مراوغة الإعصار حتى يفقد الإعصار قوة البطش .. أو حتى يتم بلوغ الحصن الحصين ثم الاحتماء خلف جدر الحماية والحمى .. والاتقاء من شرور الجهل والجهلاء .. وذلك مسلك من مسالك الدهاء والمهارة لعقول تتفادى القباحة وجهاَ لوجه .. كما تتفادى الكثير من الخسارة والويلات والحسرات .. وهو مسلك يعني الالتفات حول مجسات اللسعات واللدغات بحرص شديد .. والهدف في النهاية هو تحقيق المرام بعد تخطي مخاطر الوسيلة .. والوصول إلى الغايات بأبواب السلامة .. خطوات كبيرة لعقول عظيمة .. تلك العقول الواعية التي دائما على الوفاق والشمل أحرص .. وعلى تجنب الفتن أقدر .. رغم أن المسالك دائما تكون في أيدي متسلط من المتسلطين .. ذلك الغشيم الأصم الأخرس !!.. وهو ذلك الكبير بالجسم والحجم وفي نفس الوقت هو ذلك الطفل بالعقل والفهم والسلوك .. وعدم المراوغة باللين والسياسة قد يؤدي إل ذلك الجدل القاتل الفاتك .. وملاطفة تلك العقول الصغيرة ومهادنتها حتى نهاية الأمر يتطلب الصبر والمثابرة والهدوء .. كما يتطلب نوعاَ من البصارة العميقة الواعية المتفهمة .. وفي المثل يقال يجب ملاطفة ذلك الديك الذي يعبث فوق أواني الزجاج .. فإن محاولة إمساكه أو طرده بالقوة قد يحدث الإرباك والفوضى .. ذلك الإرباك الذي قد يسبب في تحطيم الأواني الزجاجية ويسبب الخسارة الكبيرة .. كما قد يتسبب في إفلات الديك المزعج المنزعج !! .. فالحريص هو من يتريث حتى يغادر الديك ساحة الأواني الزجاجية من تلقاء نفسه !! .. ثم المهادنة والمراوغة حتى يتم القبض عليه في حين غفلة .. وعند ذلك لكل حدث حديث .. وما أكثر تلك الديوك المتسلطة المتطفلة في الكثير من البلاد !! .. ولكن مهما تطول الأزمان فلا بد من تلك النهايات لكل ألوان المشاوير .. ومن المخاطرة الجسيمة إخراج الأفاعي من جحورها بالقبض على رؤوسها !! .. واللبيب من يبدأ الحرب بالذيول حتى يحين دور الرؤوس ! .. فلسفة تحدد المسافة بين المتعجل الخاسر وبين المتأني الحكيم .. والدوائر أبداَ تدور في مسارات الحياة .. بتلك المفرحات وبتلك المنغصات .. والمدارات تدور فيها شموس قاتلة كما تدور فيها شموس نافعة .. ومع ذلك فإن الدروب حين تمهد تقتضي الحكمة أن تتعامل بمهلة دون عجالة .. فتزال عنها الأشواك شوكة بعد شوكة .. وتزال عنها العوائق عائقاً بعد عائق .. كما تغطى فيها الحفر حفرة بعد حفرة .. وفي النهاية تتواجد سماحة المسالك خاضعة ذليلة .. والغشيم الأحمق من يتحدى ليركب الدروب رغم الأشواك والعوائق فإنه قد يصل للنهايات بعد جهد قاتل أو قد لا يصل إطلاقاَ .. عناد وإفراط بغير حكمة ومعنى .. وهنا تتجلى عبقرية إنسان عن عنجهية إنسان ! .. وشتان بين طبيب يعالج الأسقام بروية وحكمة بعد فحص ودراسة وبين طبيب يعجل الشفاء ويعجل قتل الأسقام بإنهاء الحياة !!
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|