06-26-2014, 05:45 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4
|
العلاقة بالمرض: مصابة |
المهنة: لا شيء |
الجنس ~ :
أنثى |
المواضيع: 57003 |
مشاركات: 6368 |
تاريخ التسجيل : Aug 2010
|
أخر زيارة : يوم أمس (07:12 PM)
|
التقييم : 95
|
مزاجي
|
اوسمتي
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
ربح العقلاء والحكماء وخسر الجهلاء الأغبياء !!
القراءة تكون ظالمة حين تكون النوايا مسبقة .. فالأعين ترى الحقائق ولكن القلوب تتعمد النكران .. وحينها يقع الظلم على الإنسان .. والموازين لو تعدت قدسية القسط والعدل فإنها تورث الهلاك .. ومن الموبقات أن يجري التلاعب في كفوف الميزان .. وما أدراك ما الميزان إذا جرى الظلم من صاحب يملك في كفه الأوزان .. ذلك الوالي الذي يقدر على الكبت والكتمان .. أو ذلك القاضي الذي يقدر على السجن والسجان .. هؤلاء الذين يتناسون غضب الرحمن .. والذين يرجحون كفة من الكفوف لمجرد الميل والهوى والعصيان .. وفي هذا العصر من الناس من يبحث الباطل ليجعله حقاً مكتسباً .. ثم يجد في الحكام والقضاة من يعينه على سلب حقوق الآخرين .. ذلك هو أشد أنواع الظلم الذي يقع على المظلومين .. والله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه .. وجعله محرماً بين الناس .. والحكم حينئذ يفقد العدالة السماوية حيث يسلب حقاَ لمستحق ويورث باطلاَ لغير مستحق .. وحتى ولو أجتهد الوالي أو القاضي بحكم يراعي المساواة بين الخصوم في حق يحق لطرف دون الآخر فإن المساواة تكون ظلماَ وليس عدلاً .. ولذلك يقال ( ليس كل مساواة عدل ) .. فإذا كان الحق لطرف مطلقاَ دون الآخر فلا عدالة في مساواة بين الأطراف .. حيث حق مسلوب يتم لظالم ترضية باسم المساواة .. وتلك من مظاهر هذا العصر الذي يجيد فيه الناس أنواع التلاعب في الحقوق .. يرقص ذلك الراقص الذي ينهب موقعاَ أو أرضاَ لضعيف من الضعفاء بمعاونة السلطات ثم يقيم عليها العمارات والأبراج العالية .. ولا يدري ذلك الظالم أنه يبني طوبة هنا في الدنيا وفي المقابل بيني هنالك مليون طوبة في سرادق جهنم والعياذ بالله .. ثم يمكث في قصور الدنيا تلك السنوات الفانية القليلة مهما كثرت .. بعدها سوف يرحل ليسكن في قصور جهنم خالداَ مخلداَ .. ذلك الإنسان الظالم يظن فوزاَ عظيماَ في هذه الحياة الدنيا وهو الظالم المهلك لنفسه في الآخرة .. مقادير من الغفلة لا يطؤها إلا جاهل لا يعطي العواقب وزناَ .. وما أكثر تلك الأمثلة في هذا العصر .. نسمع ونقرأ هنا في بلادنا وهنالك في بلاد الآخرين أن جهة ما متسلطة قد نهبت حقوق ضعفاء لا حوله ولا قوة لهم .. ثم أقامت العمارات العالية والأبراج التي تعانق السماء .. أو أقامت المزارع والحدائق .. لا يبالي بدموع الفقراء والضعفاء .. ولا يظن أن الله الذي خسف بدار قارون يراقبه من فوق السماء .. ذلك الإنسان في التيه والجبروت والغفلة الكبيرة وهو أخسر الناس في الدنيا والآخرة .. ولو علم الآخرة وشدة العقاب فيها لأبى ورفض أن يرث كل قصور الأرض وما احتوت .. وحكيم يقطن كوخاَ يبتغي وجه الله خالصاَ ولا يريد الدنيا وزينتها هو خير مليون مرة من ذلك الناهب الظالم الذي يريد أن يبتلع كامل الدنيا في جوفه .. ربح العقلاء والحكماء وخسر الجهلاء والأغبياء .. يقال أن أحدهم يبني قصراَ به من الغرف ما يعادل عدد أيام السنة .. ثم يعجز ذلك الأحد أن يزور كل تلك الغرف في حياته .. ثم يرحل للآخرة تاركاَ خلفه ركاماَ من الأوهام التي لم تكن له يوماَ .. وآخر من الحكماء قد يعيش سعيداً في ركن متواضع ثم يرحل للآخرة لأنه يدرك جيداَ أن الكثير والقليل مصيره الزوال .. وذلك الصاحب للسلطة والقاضي الذي يحكم كيف يشاء ويظلم حسب الأهواء لو أدرك حقيقة العقاب والمآل لتنصل وهرب من هول الأحوال .. ولبكى كثيراَ وضحك قليلاَ .. فهو قد يقدر على الظلم هنا في الدنيا وتلك مقدرة تجلب لصاحبها الويلات والحسرات يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .. وفي سيرة الصالحين قرأنا كثيراَ حيث كان الولاة والقضاة يسلكون مسارات العدل والصلاح .. ثم يبكون ليلاَ ونهاراَ خشية هفوة توردهم الهلاك والتهلكة .. أما اليوم فلا نرى تلك العلامات من الخشية والخوف من الله في الولاة والقضاة .. كما لا نرى تلك الدموع في أحداقهم عند الزلات وكثرة الظلم والظلمات . ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|