أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم الإسلامي > مواضيع إسلامية عامة
مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-2013, 03:31 PM   #1


الصورة الرمزية مونمون
مونمون غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 44
 العلاقة بالمرض: متصفح
 المهنة: ـــ
 المواضيع: 2431
 مشاركات: 1635
 تاريخ التسجيل :  Sep 2010
 أخر زيارة : 06-04-2015 (04:07 PM)
 التقييم :  75
 مزاجي
 اوسمتي
المشرفة المميزة 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,462
تم شكره 3,976 مرة في 2,568 مشاركة
افتراضي وقفات مع اسم الله الجميل * سبحان الله * 




الجَميلُ

قال النبي: «إن اللَّه جميلٌ يحبُ الجمال»([1])، فهو سبحانه جميلٌ بذاته

، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، فلا يُمكن مخلوقاً أن يعبر عن بعض جمال



ذاته، حتى أن أهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم المقيم، واللذّات والسرور


والأفراح التي لا يقدّر قدرها، إذا رأوا ربّهم، وتمتعوا بجماله، نسوا ما هم فيه



من النعيم، وتلاشى ما هم فيه من الأفراح، وودّوا أنْ لو تدوم هذه الحال،




واكتسبوا من جماله ونوره جمالاً إلى جمالهم، وكانت قلوبهم في شوق دائم



ونزوع إلى رؤية ربِّهم، ويفرحون بيوم المزيد فرحاً تكاد تطير له القلوب.

وكذلك هو الجميل في أسمائه؛ فإنها كلها حسنى، بل أحسن الأسماء على



الإطلاق وأجملها، قال تعالى ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْـحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾([2])، وقال تعالى: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾([3])،



فكلها دالّة على غاية الحمد والمجد والكمال، لا يُسمّى باسم منقسم إلى كمال وغيره.

وكذلك هو الجميل في أوصافه؛ فإنّ أوصافه كلها أوصاف كمال، ونعوت ثناء



وحمد، فهي أوسع الصفات وأعمّها وأكثرها تعلقاً، خصوصاً أوصاف الرحمة، والبرّ،



والكرم، والجود.

وكذلك أفعاله كلها جميلة؛ فإنها دائرة بين أفعال البرّ والإحسان التي يحمد




عليها، ويُثنى عليه ويُشكَر، وبين أفعال العدل التي يُحمد عليها لموافقتها للحكمة


والحمد، فليس في أفعاله عبث، ولا سفه، ولا سدى، ولا ظلم، كلها خير، وهدى،



ورحمة، ورشد، وعدل: ﴿إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾([4])، فلكماله الذي لا




يُحصي أحد عليه به ثناء كملت أفعاله، فصارت أحكامه من أحسن الأحكام،



وصنعه وخلقه أحسن خلق وصنع: أتقن ما صنعه: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾([5])، وأحسن ما خلقه. ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾([6])، ﴿وَمَنْ




أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾([7]).



والأكوان محتوية على أصناف الجمال، وجمالها من اللَّه تعالى فهو الذي



كساها الجمال، وأعطاها الحسن، فهو أولى منها لأن مُعطي الجمال أحقّ




بالجمال، فكل جمال في الدنيا والآخرة باطني وظاهري، خصوصاً ما يعطيه




المولى لأهل الجنّة من الجمال المفرط في رجالهم ونسائهم، فلو بدا كفّ



واحدة من الحور العين إلى الدنيا، لطمس ضوءَ الشمس كما تطمس الشمس



ضوءَ النجوم، أليس الذي كساهم ذلك الجمال، ومنّ عليهم بذلك الحُسْنِ




والكمال،أحقّ منهم بالجمال الذي ليس كمثله شيء، فهذا دليل عقلي واضح





مُسلَّم المقدمات على هذه المسألة العظيمة وعلى غيرها من صفاته، قال




تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْـمَثَلُ الأَعْلَىَ﴾([8])، فكل ما وجد في المخلوقات من كمال




لا يستلزم نقصاً، فإنّ معطيه وهو اللَّه أحقُّ به من المُعطَى بما لا نسبة بينه





وبينهم، كما لا نسبة لذواتهم إلى ذاته، وصفاتهم إلى صفاته، فالذي أعطاهم





السمع، والبصر، والحياة، والعلم، والقدرة، والجمال، أحقّ منهم بذلك، وكيف




يعبّر أحد عن جماله وقد قال أعلم الخلق به: «لا أُحصي ثناءً عليك أنت





كما أثنيت على نفسك»([9])،وقال صلى الله عليه وسلم : «حجابه النور



لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه»([10])،



فسبحان اللَّه وتقدّس عما يقوله الظالمون النافون لكماله علواً كبيراً، وحسبهم



مقتاً و خساراً أنهم حُرموا من الوصول إلى معرفته والابتهاج بمحبته([11]).



قال النبي في الحديث الصحيح: «لا أحد أصبر على أذىً سمعه من اللَّه،



يجعلون له الولد وهو يعافيهم ويرزقهم»([12])، وقال أيضاً في الصحيح: قال



اللَّه تعالى: «كذَّبني ابن آدم، ولم يكُن له ذلك. وشتمني ابن آدم، ولم يكُن له




ذلك. فأما تكذيبه إيَّاي فقوله: لن يعيدني كما بدأني. وليس أول الخلق بأهون




عليَّ من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: إنَّ لي ولداً، وأنا الأحد الصَّمد الذي



لم يلد ولم يولدْ، ولم يكُن له كفواً أحد»([13])، فاللَّه تعالى يدرّ على عباده



الأرزاق المطيع منهم والعاصي، والعصاة لا يزالون في محاربته وتكذيبه وتكذيب




رسله والسعي في إطفاء دينه، واللَّه تعالى حليم على ما يقولون وما يفعلون،





يتتابعون في الشرور، وهو يتابع عليهم النعم، وصبره أكمل صبر لأنّه عن كمال




قدرة، وكمال غنىً عن الخلق، وكمال رحمة وإحسان، فتبارك الربُّ الرحيم الذي




ليس كمثله شيء، الذي يحب الصابرين ويعينهم في كل أمرهم([14]).


([1]) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه، برقم 91.




([2]) سورة الأعراف، الآية: 180 .




([3]) سورة مريم، الآية: 65 .




([4]) سورة هود، الآية: 56 .




([5]) سورة النمل، الآية: 88 .



([6]) سورة السجدة، الآية: 7 .




([7]) سورة المائدة، الآية: 50 .




([8]) سورة النحل، الآية: 60 .




([9]) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود،



برقم 486.





([10]) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب في قوله u: إن الله لا ينام، برقم 179.





([11]) توضيح الحق المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين من الكافية



الشافية، للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، ص29-32، بتصرف يسير .





([12]) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ]إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ



الْـمَتِينُ[، برقم 7378، ومسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب لا أحد أصبر على أذى



من الله برقم 2804.




([13

]) أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب سورة الإخلاص، برقم 4974.




([14]) الحق الواضح المبين، ص57-58، بتصرف يسير .


-

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 10:39 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024