وقفة مع "ماكثين فيه أبدا"

وقفة مع "ماكثين فيه أبدا"

يقول تعالى في سورة "الكهف":(ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا) لماذا قال تعالى:"ماكثين" ولم يقل خالدين؟ ما السر البياني في هذه الكلمة؟
بداية "المكث" في اللغة هو:(الأناة واللبث والانتظار) وليس بمعنى الخلود
الله تعالى في هذه الآية يتحدث عن الأجر (ان لهم أجرا حسنا) والأجر الذي يدفع مقابل العمل وننظر ماذا يحصل بعد الأجر
والجنة تكون بعد أن يوفى الناس أجورهم وفي الآية "أجرا حسنا" فالمقام إذن مقام انتظار وليس مقام خلود بعد وعلى قدر ما تأخذ من الأجر يكون الخلود فيما بعد الأجر وهو الخلود في الجنة
ومن حيث الدلالة اللغوية الأجر ليس هو الجنة لذا ناسب ان يأتي بالمكث وليس الخلود للدلالة على الترقب لما بعد الأجر
خلاصة الكلام إذن أن الله تعالى تحدث في الآية عن الأجر الذي يكون قبل الجزاء اي قبل دخول الجنة ولما كان هذا الأجر مؤقتا جاء بلفظ "ماكثين" لأن المكث يكون لفترة مؤقتة عكس الخلود الذي يكون في الجنة فقط وهو الدوام نسأل الله أن يجعلنا من اهلها وهكذا فكل كلمة في القرآن الكريم إلا وتوضع في المكان المناسب لها للسياق الذي جاءت فيه وهذا من بديع القرآن الكريم وجماله مما يدل على أنه من عند الله تعالى.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة