ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-14-2019, 05:41 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
كان للأكراد، حضور مميز في الحضارة العربية والإسلامية، على مختلف المستويات، ولم يقتصر حضورهم الفاعل، على شؤون الجيش والوزارة والإدارة، كما يجنح البعض للاختصار أحياناً. بل امتدّ حضورهم المؤثر إلى ميادين شتى، منها شؤون اللغة العربية التي برز فيها واحدٌ قيل فيه ما لم يقل بغيره، بل إنه انفرد بما يتميز به، عبر ضلوعه في العربية ونحوها، عن عدد من أقرانه العرب، كما أثبتت المصنفات والتراجم التي تطرقت إلى مكانته وما قيل فيه، وما ترك من مصنفات. ابن الحاجب الكردي هو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس، المصري الكردي، المعروف بابن الحاجب، ويلقّب بجمال الدين، 570-647 للهجرة، بحسب ما ضبطه ابن خلكان، في وفيات الأعيان، على غير ما أثبته البعض من تاريخ ولادته حيث يجعلها سنة 590، كما فعل ابن فرحون المتوفى سنة 799 للهجرة، في (الديباج المذهّب في معرفة أعيان علماء المذهب). أحسن خلق الله ذهناًووصفه ابن فرحون بـ"البارع في تحقيق علوم العربية" وينقل مما قيل بابن الحاجب الكردي: "تفجّرت له ينابيع الحكمة"، وقيل بأحد كتبه وهو (الجامع بين الأمهات) إنه "كتاب أتى بعجب العجاب". ووصف ابن الحاجب الكردي بأنه "كان من أذكياء العالم، رأساً في العربية وعلْم النظر، وسارت بمصنّفاته الرّكبان" على حد ما قاله الذهبي شمس الدين محمد بن محمد، 673-748 للهجرة، في المصنف المشهور (سير أعلام النبلاء). وعلى الرغم من كل ما قيل فيه، فهو "متواضع ورع" كما تجمع المصنفات وتناولت الرجل بما لم يقل بغيره، حيث هو الوحيد بين علماء اللغة العربية الذي قيل عنه إنه "من أذكياء العالم". أمّا ابن خلكان، 608-681 للهجرة، صاحب (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان)، فقد جمعته مع ابن الحاجب صداقة حميمة وعلاقة وثيقة، وجمعته به كذلك، الإقامة في مصر، حيث ولد ابن الحاجب في منطقة (إسنا) أو (أسنا) في الصعيد، كما تقول جميع المصادر، ولهذا تدخل في نسبه في بعض التراجم، فيقال (الإسني والأسني) نسبة إلى البلد المصري الذي شهد ولادته. ويقول ابن خلكان عن ابن الحاجب: "كان كردياً، واشتغل بالفقه على مذهب الإمام مالك، ثم بالعربية والقراءات، وبرع في علومه وأتقنها غاية الإتقان، وكان الأغلب عليه علم العربية، وكان من أحسن خلق الله ذهناً". و من سيرة الرجل في التراجم التي تناولت مولده وشخصه ومؤلفاته، فإن الإشارة إلى قوة "ذهن" الرجل، تتكرر في مزيد من المصادر، وها هو ابن الجزري الدمشقي المتوفى سنة 833 للهجرة، يقول عن ابن الحاجب في (غاية النهاية في طبقات القرّاء): "لزم الاشتغال حتى ضرب به المثل، مؤلفاته تنبئ عن فضله كمختَصَري الأصول والفقه ومقدمَتَي النحو والتصريف، ولاسيما أماليه التي يظهر منها، ما أتاه الله من عظم الذهن وحسن التصوّر". وترد في مطارح متفرقة مما كتب عنه عبارات من مثل "صحيح الذهن" و"قوي الفهم". من مصنفاته وضع ابن الحاجب الكردي مصنفات كثيرة في الفقه واللغة العربية والنحو والتاريخ، في مقدمة كتاب (رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب) للسبكي، عبد الوهاب بن علي، 727-771 للهجرة. ومن مصنفاته المشهورة، "ذيل على تاريخ دمشق لابن عساكر" و"الجامع بين الأمهات" و"منتهى السول والأمل في علمي الأصول والجدل" و"مختصر ابن الحاجب" و"إعراب بعض آيات القرآن العظيم" و"الأمالي النحوية" و"الإيضاح في شرح المفصّل" و"شرح الكافية" و"شرح كتاب سيبويه" و"المسائل الدمشقية" و"المكتفي للمبتدي شرح الإيضاح لأبي علي الفارسي" و"الوافية في نظم الكافية" و"الشافية في التصريف" و"شرح الشافية" و"المقصد الجليل في علم الخليل" و"جَمال العرب في علم الأدب" ومصنفات أخرى عديدة. وتجمع غالبية المصادر، على أن ابن الحاجب الكردي دفن في منطقة (باب البحر) في الإسكندرية. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: ثقاقة عامة وشعر |
||||||||||||||
|
|
|