يا صاحبي ...

يا صاحبي ...

تأتي عليك لحظات...
تشعر فيه أن رأسك يغلي ...
تحمل هموما أكبر من ان تبوح بها ...
تلتقطك كل فكرة كئيبة...
لا يشعر بك أحد ...
تحزن من ابسط كلمة ...
تحب الوحدة وتكره الجلوس وحيدا ...
تتمنى أن تنام وتستيقظ وتجد كل شيئ قد انتهى ...
نحن حينما نفهم أنفسنا ...
نصبح أقوى من كل ظروفنا ...
لأننا نستطيع أن نشكل هذه الظروف ونتوافق معها ...
يا صاحبي ..
كن قاسيا مع نفسك ...
لتتمكن من مجابهة قسوة العالم من حولك ...
فإن أنت تمكنت من نفسك ...
تمكنت من كل شيئ
لا تشتري ما يعوض ...
وتخسر ما لا يعوض ...
قد لا يعوضك به القدر مرة أخرى ...
وندمك فقط سيكون تخفيف الشعور بالذنب وستقبل به ...
إفعل دائما ما ترضى عنه الآن ...
وما ترضى عنه أكثر مستقبلا ...
لا تطرق باب أحد أكثر من مرة ... إلا باب الله ...
فالأولى مذلة ...
والثانية قرب ومعزة !
لوّ أرادك الله صلبا ...
لخلقك صخرة ...
لكن لين الطين فيك ...
كان مقصودا ...
فهذا الكون لا يواجه بالقوة وحسب . ..
احتضن يقينك برفق ...
و لا تدعه يقف في طريق نمائك ...
لا تضعه في صندوق ...
و اسمح له بأن يتنفس و يرتقي و يتطور ...
و لا تعاتب نفسك كثيرا على تبدل أحوالها و محتوياتها ...
وتنظر الى كل تغير على أنه خيانة و ضعف ...
فالتغير و التبدل هو ما يحول البذرة الى شجرة ...
و اليرقة الى فراشة و الجاهل الغر الى عالم حكيم ...
لا تستهن بيقينك و اعتنقه بقوة و سر على هديه ...
و لكن اترك له حيزا ليتفاعل مع كل جديد ...
فيتلون به و يعيد صياغة نفسه مرة بعد أخرى ...
لا تخف من اهتزاز الأرض تحت قدميك من وقت لآخر ...
و ابحث عن أرض جديدة تحمل ذاتك المتجددة ...
وضع ثقتك في نفسك المؤمنة الخيرة العاقلة المميزة ...
ولا تسلم نفسك الى قبو السكون و الثبات المظلم ...
حتى لا تصاب بالشلل.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: البرمجة اللغوية العصبية