أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم الإسلامي > رسول الله صلى الله عليه وسلم
رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام

 

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-19-2015, 06:08 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 56592
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (03:17 AM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي الهجرة النبوية الشريفة عزّت بها الأمة وانطلقت دعوة الحق إلى الخلق 




قال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة أن الهجرة النبوية الشريفة جمعت شتات المؤمنين وألفت قلوبهم ووحدت كلمتهم حتى ذلت لهم الأكاسرة والقياصرة، فأقاموا منهج الله في مشارق الأرض ومغاربها.

وأوضح سماحة المفتي أنه لعظم شأن الهجرة أجمع المسلمون على أن يجعلوها ميقاتا تاريخيا لأمتهم، لأن الأمة ولدت بالهجرة، بعدما كان أفرادها محتقرين، وأوزاعا مشتتين، وبها أصبحت أمة عزيزة، منيعة، حية، انطلقت في أرجاء الأرض حاملة دعوة الحق إلى الخلق. وأضاف سماحته: على الأمة الإسلامية أن تستمسك بالتاريخ الهجري وأن تجعله ميقاتا لها، لأن جميع العبادات منوطة به، كالصيام والحج وعدد النساء وسائر العبادات وأن عدولها إلى غيره تنكر لماضيها المجيد.. جاء ذلك في سياق محاضرة سماحته بهذه المناسبة العظيمة.. فإلى الجزء الثاني والأخير منها:

استرسل سماحة الشيخ المفتي العام للسلطنة الحديث عن هذه المناسبة العطرة قائلا: إن الهجرة لم تكن أمراً هينا لأنها لم تكن هجرة إلى قطر واسع الأرجاء مترامي الأطراف فيه كثير من الموارد والدخل، وإنما كانت هجرة إلى مدينة محدودة المساحة محدودة الموارد، وإذا بهؤلاء الأنصار الذين تبوأوا الدار والإيمان يستقبلون هؤلاء المهاجرين، يستقبلون أفواج المهاجرين كما يستقبلون أفرادا قليلين ويؤونهم في ديارهم، ويؤثرونهم على أنفسهم وعلى أولادهم، والله سبحانه وتعالى يذكر لهم هذه المحمدة ويخلدها في كلامه عندما قال عز من قائل: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). فهؤلاء الأنصار استقبلوا هذه الأفواج من المهاجرين بالحب والحنان، على أن من طبائع البشر أن تضيق نفوس المواطنين من المهاجرين، فمن شأن البشر أن يروا أن المهاجرين الذين يأتون إلى ديارهم يقاسمونهم في خيراتهم ويشاركونهم في أرزاقهم ويضايقونهم في ديارهم، ولكن الأنصار كانوا بخلاف ذلك، كانوا يحبون هجرة المهاجرين ويحبون هؤلاء المهاجرين ويقدمونهم على أنفسهم وعلى فلذات أكبادهم، كانوا يؤثرونهم بالرزق ويؤثرونهم بالخير ويحبونهم من أعماق نفوسهم، بل كان الأنصاري يشطر ماله شطرين ويأتي بأخيه المهاجر ويقول له: اختر أي الشطرين هو خير لك، وإن كانت عنده زوجتان يخيره فيما بينهما ويقول: انظر أيتهما أحب إليك لأطلقها لك.



مؤاخاة

وأوضح سماحته بالقول: ولكن المهاجرين- مع هذا العرض الكريم ومع حاجتهم- أهل عفة وأهل نزاهة وطهارة، كانوا يحرصون على أن لا يرزأوا إخوانهم الأنصار شيئا من أموالهم ولا شيئا من أهليهم، بل يحرصون على الكدح معهم مع ما يقدمه الأنصار إليهم من خير ومن فضل بتوفيق الله تبارك وتعالى، وقد أراد الله سبحانه وتعالى تصفية هذه الطبائع طبائع أولئك المهاجرين والأنصار بما شرعه من أحكام وقتية في ذلك الوقت، فمن هذه الأحكام المؤاخاة التي كانت بين المهاجرين والأنصار، كانت بينهما مؤاخاة يترتب عليها ما يترتب من التوارث، ويترتب عليها ما يترتب من العقل وتحمل المغارم، كانت هذه المؤاخاة كمؤاخاة النسب، أراد الله تبارك وتعالى أن لا تكون الاستجابة لداعي الفطرة بإقامة العلاقات النسبية فيما بين الأقربين استجابة لداعي الجاهلية وإنما جاء ذلك استجابة لداعي الله سبحانه، فشرع أولا هذا التآخي ما بين المهاجرين والأنصار الذي يترتب عليه ما يترتب من الأحكام، وكان ذلك أمرا وقتيا إلى أن استقرت الأوضاع وقويت شوكة المسلمين وانمحت من الصدور تلك الأحقاد المتوارثة وتلاشت تلك العادات الجاهلية المألوفة، وتحابَّ الناس في ذات الله سبحانه وتعالى.
وقال: وعندئذ أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام (وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).. وفي هذا ما لا يخفى من الاستجابة لداعي الفطرة ولكن في ظل العقيدة لا في ظل مواريث الجاهلية العصبية التي لا تمت إلى العقيدة الحقة بأي صلة من الصلات.



وأضاف سماحته قائلا: ولأجل عظم الهجرة كانت من صميم الدين ولم تكن أمرا طافيا على سطح حياة هذه الأمة، والله تبارك وتعالى بيّن أن الإيمان بالحق إنما يتم بالهجرة في ذلك الوقت، فقد قال عز من قائل: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).. حصر الله تبارك وتعالى المؤمنين حقا في هذا الصنف من الناس الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا، هؤلاء هم المؤمنون، فبالنسبة إلى أهل المدينة لا بد من الإيواء والنصرة، وبالنسبة إلى أهل الآفاق -أهل مكة وسائر البقاع الذين يسلمون- لا بد من الهجرة، وأما من لم يهاجر فإنه -وإن أسلم- لا تكون بينه وبين المؤمنين صلة الولاية التي تكون بين المهاجرين والأنصار، فالله سبحانه وتعالى بين أن الولاية تتوقف على الهجرة، يقول سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).. ترون أن الله سبحانه وتعالى جعل هنا الولاية منوطة بالهجرة، فإن لم تكن هناك هجرة فلا ولاية وإن آمن هذا الذي لم يهاجر ورضي أن ينضم إلى عقيدة الإسلام وأن يدين بها وأن يدين بواجباتها، وإنما لو حاول أحد فتنة هؤلاء المسلمين وصدهم عن سبيل الله كان على المسلمين أن يناصروهم، اللهم إلا إذا كان ذلك بين هؤلاء وبين طائفة بينهم وبين المؤمنين عهد وميثاق ففي هذه الحالة لا يحل للمؤمنين -بالنظر إلى ذلك الوقت- أن ينكثوا عهدهم وأن يحلوا ميثاقهم، بل عليهم أن يحافظوا على العهد والميثاق ولو كان اعتداء من أولئك على هذا الصنف من الناس وهم الذين آمنوا ولم يهاجروا.
وتابع سماحته: ومن أجل عظم شأن الهجرة كان غير المهاجرين من أصحاب البوادي وغيرهم لا يستحقون شيئا من الفيء والغنائم اللهم إلا إن شاركوا المؤمنين في الحرب، فقد كان رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام عندما يؤمر أميرا على سرية أو على طائفة من المجاهدين يوصيه بأشياء، من جملة ما يوصيه به الدعوة إلى توحيد الله وإلى كلمة لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله، هذه الجملة التي هي عنوان التوحيد ودليل الانقياد لأمر الله تبارك وتعالى ، فإن وافق أولئك على هذه الدعوة واستجابوا لداعيها وآمنوا بمبادئها كان على هذا الأمير أن يخبرهم بأن عليهم أن يهاجروا إلى دار الإسلام ومعقله، إلى حيث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، فإن كانت منهم استجابة فبها ونعم، وإن لم يستجيبوا أخبروا بأن شأنهم كشأن الأعراب، فلا يستحقون شيئا من الغنائم ولا شيئا من الفيء إلا إن شاركوا المسلمين في الجهاد فعندئذ يعطون نصيبهم الذي يستحقونه بسبب جهادهم.
وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى بيّن بهذا أن طوائف الناس في ذلك الوقت كانت ثلاثة، طائفة المؤمنين من المهاجرين والأنصار وهؤلاء هم الذين تكون بينهم الولاية ويكون بينهم الرباط وتكون بينهم المناصرة ويشد بعضهم أزر بعض ويفنى بعضهم في مصلحة البعض، حتى أن الواحد منهم يؤثر أخاه على نفسه ويقدمه على أهله .وطائفة المؤمنين الذين لم يهاجروا، هؤلاء هم في عداد المؤمنين ولكن لا يستحقون هذه المناصرة التي تكون بين المؤمنين من المهاجرين والأنصار .والطائفة الثالثة هي طائفة الذين كفروا، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) فهؤلاء لا موالاة بينهم وبين المؤمنين (إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ).. هكذا يعزل الكافرون، ولا تكون بينهم وبين المؤمنين ولاية، فبعضهم أولياء بعض.




الإخلاص

وأضاف: والهجرة كانت مشروطة بالإخلاص، فإن المهاجر يجب أن تكون هجرته إلى الله ورسوله، أما هجرته إلى الله فلأجل طاعته، وإقامة منهجه ونصرة دينه والذود عن حياض هذا الدين، وأما الهجرة إلى رسوله فلأجل مناصرة الرسول عليه الصلاة والسلام، وشد أزره ليبلّغ عن الله سبحانه وتعالى، وليجاهد في سبيل الله من أجل إعلاء كلمة الله. أما إن كانت الهجرة مشوبة بشيء من أغراض الدنيا فهي ليست متقبلة عند الله، فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه) ويعني ذلك أن الذين يهاجرون لأجل النساء اللاتي يتمكنون من نكاحهن، أو لأجل نيل غرض من أغراض الدنيا لا نصيب لهم من ثواب الهجرة إلى الله ورسوله، فإنما هجرتهم لأجل هذه الأغراض التي هاجروا من أجلها ، وليس للحق من هجرتهم نصيب.


وأكد سماحته قائلا: إن هذه الهجرة كانت معلماً تاريخياً لأنها ترتب عليها ما ترتب من تمحيص المؤمنين وجمع شتاتهم وتأليف قلوبهم وإذابة الفوارق بينهم واستلال السخائم والأحقاد التي ورثوها من عهودهم السابقة عندما كانوا على ملة الجاهلية، فقد انتزعت هذه الأحقاد ومحيت هذه السخائم وغسلت صدورهم من آثار ذلك تغسيلا، وترتب عليها ما ترتب بعد اجتماع الشمل وتوحد الكلمة واتفاق الكل على الانصياع لأمر الله، والذب عن حرمات الله، ترتب على ذلك ما ترتب من الخروج في أرجاء الأرض لأجل إقامة منهج الله سبحانه وتعالى، ففتح الله تبارك وتعالى لهؤلاء المهاجرين والأنصار ما فتح من أرجاء الأرض في وقت كانوا فيه قلة لو قيسوا بالجموع الكثيرة التي واجهوها في أرجاء الأرض، فقد أذل الله تبارك وتعالى لهم الأكاسرة والقياصرة، ومكنهم من أرضهم وديارهم وأورثهم أرضهم وأموالهم، فأقاموا منهج الله تبارك وتعالى في مشارق الأرض ومغاربها ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.


وأوضح في هذا السياق القول: من هنا كانت الوحدة ما بين الأمة الإسلامية من أهم الأمور التي تبوّأهم ما وعد الله تبارك وتعالى به عباده المؤمنين من النصر والتمكين، فهذه الوحدة لا يمكن أن تتم إلا في ظل العبودية لله تبارك وتعالى بحيث يتجرد الناس من أهوائهم، ويتجردون من نزعاتهم ويتجردون من كل البواعث التي تبعثهم إلى التفرق والتشتت والتناحر، ويتجردون من كل غرض من أغراض الدنيا بحيث لا يكون لهم هم في هذه الحياة إلا إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهؤلاء هم الذين وعدهم تبارك وتعالى بأن ينصرهم على القوم الكافرين، فقد قال عز من قائل: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) وهؤلاء هم الذين سجل الله تبارك وتعالى لهم الوعد في سورة النور حيث قال: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).



ميلاد أمة

وبيّن سماحته في هذه المحاضرة أنه لعظم شأن الهجرة وما أحدثته في هذا العالم من نتائج مثمرة أجمع المسلمون في عهد الخليفة الراشد عمر رضي الله تعالى عنه على أن يجعلوها ميقاتا تاريخيا لهذه الأمة، لأن الأمة ولدت بالهجرة، فقبل ذلك كان المسلمون أفرادا محتقرين، وأوزاعا مشتتين، ولكن الله تبارك وتعالى أراد بهذه الهجرة أن يجمع هذا الشتات، فتكونت هذه الأمة، وكانت أمة عزيزة، أمة منيعة، أمة حية، فانطلقت في أرجاء الأرض حاملة دعوة الحق إلى الخلق، وهذا يعني أن على هذه الأمة أن تعتز بهذا التاريخ، وليس عدولها عنه إلى غيره إلا تنكرا لماضيها واحتقارا لما كان عليه سلفها، وكل أمة تحتقر ما كان عليه سلفها، وتعرض عن أمجاد ماضيها هي أمة مهينة ذليلة .


وأضاف سماحته قائلا: على الأمة الإسلامية أن تستمسك بالتاريخ الهجري وأن تجعله ميقاتا لها، بحيث تؤرخ به جميع شؤونها وجميع معاملاتها، فالله تبارك وتعالى ناط هذا التاريخ بالشهور القمرية، وقد قال في كتابه العزيز: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ)، وقال سبحانه وتعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) فالاستمساك بهذه الشهور من الدين القيم، كيف وجميع العبادات منوطة بها، فالصيام والحج وعدد النساء وسائر العبادات كالزكاة وغيرها إنما هي منوطة بهذه الشهور القمرية لا بالشهور الشمسية التي يعوّل الناس عليها في تاريخهم الآن.







ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مجموعة انسان على المشاركة المفيدة:
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الهجره, النبويه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 08:31 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024