مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-10-2013, 07:15 AM | #1 | |||||||||||||
شكراً: 3,462
تم شكره 3,976 مرة في 2,568 مشاركة
|
نعمة الأرض والجبال نعمة الأرض والجبال تحدثت عن نعمة الأرض والجبال معًا للعلاقة بينهما, فجاء الكلام في فقرتين: أ- نعمة الأرض. ب- نعمة الجبال. (1/237) أ- نعمة الأرض: قال تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ} 1، وقال تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} 2، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} 3، وقال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتاً, أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً} 4. إن الله سبحانه وتعالى يذكّر عباده بنعمة الأرض التي جعلها لهم كالفراش ممهدة وموطأة ومستقرة، وهو الذي ذللها لنا للاستفادة من خيراتها ولولا تذليل الله لها ما استطعنا أن نشق فيها الطرق ولا البناء عليها ولا الحرث ولا سائر أنواع المنافع والتي منها أن الأموات يكفتون في بطنها، فهي تُكِنُّ الأحياء على ظهرها في المساكن والأموات في القبور، فكأنها كفتت أذى الناس أحياء وجيفهم أمواتًا. ونعمة أخرى في الأرض وهي أنها مستودع الرزق, حيث إن فيها معايش بني آدم وأسباب رزقهم، فالله وحده هو الذي جعل في الأرض المعايش والأسباب المختلفة ليكسب العباد بها أقواتهم ويتجرون, وأكثرهم مع هذا قليل الشكر، يقول الطبري: "ولقد وطناكم أيها الناس في الأرض وجعلناها لكم قرارًا تستقرون فيها ومهادًا تمتهدونها __________ 1 سورة الأعراف آية 10. 2 سورة الزخرف آية 10. 3 سورة الملك آية 15. 4 سورة المرسلات آية 25- 26. (1/237) وفراشًا تفترشونها {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِش} تعيشون بها أيام حياتكم من مطاعم ومشارب نعمة مني عليكم وإحسانًا مني إليكم {قَلِيلاً مَا تَشْكُرُون} وأنتم قليل شكركم على هذه النعم التي أنعمتها عليكم لعبادتكم غيري واتخاذكم إلهًا سواي"1. __________ 1 تفسير الطبري 8/125 وانظر كذلك 14/90 وتفسير ابن كثير 1/57 و2/202 و4/398 وص460. (1/238) ب- نعمة الجبال: قال تعالى: {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ, وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} 1، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ} 2، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ} 3. هذه نعمة عظيمة من الله تعالى على عباده, حيث ثبتّ الأرض بالجبال حتى لا تميد بأهلها وتضطرب فلا يستطيعون التصرف لمعاشهم لعدم استقرارها. والجبال كذلك علامات يستدل بها المسافرون برًّا وبحرًا إذا ضلوا الطريق, ومن منافع الجبال كذلك أن الثلج إذا سقط عليها وتراكم يذوب تدريجيًّا، فيشرب منه الناس ويسقون المزروعات, ولو ذاب دفعة واحدة لما استفيد منه, ولأهلك السيل كل ما مر عليه. ومن منافع الجبال كذلك ما فيها من مغامرات وكهوف ليتحصن فيها الناس، وهي أكنان للناس والحيوان, كما قال تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً} 4. __________ 1 سورة النحل آية 15-16. 2 سورة الأنبياء آية 31. 3 سورة المرسلات آية 27. 4 سورة النحل آية 81. (1/238) هذه النعم العظيمة في الأرض والجبال توجب على العباد شكر المنعم وتوحيده وعبادته دون الآلهة والأوثان؛ لأنه هو الذي خلقهم وخلق هذه النعم, فيكون هو وحده المستحق عليهم الطاعة والشكر والعبادة، وقد استعمل موسى عليه السلام هذا الدليل في الدعوة لتوحيد الله فقال لفرعون وقومه: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى, كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى} 1. يقول ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى} : "أي لدلالات وحججًا وبراهين لأولي النهى أي لذوي العقول السليمة على أنه لا إله إلا الله ولا رب سواه"2، ويقول كذلك في تفسيره لقوله تعالى: {أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً} 3: "وهذه الآية دالة على توحيده تعالى بالعبادة وحده لا شريك له"4. __________ 1 سورة طه آية 53-54. 2 تفسير ابن كثير 3/156. 3 سورة النمل آية 61. 4 تفسير ابن كثير 1/58 ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة |
|||||||||||||
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مونمون على المشاركة المفيدة: |
|
|