أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم الإسلامي > مواضيع إسلامية عامة
مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة

 

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 07-27-2013, 06:58 AM   #1


الصورة الرمزية مونمون
مونمون غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 44
 العلاقة بالمرض: متصفح
 المهنة: ـــ
 المواضيع: 2431
 مشاركات: 1635
 تاريخ التسجيل :  Sep 2010
 أخر زيارة : 06-04-2015 (04:07 PM)
 التقييم :  75
 مزاجي
 اوسمتي
المشرفة المميزة 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,462
تم شكره 3,976 مرة في 2,568 مشاركة
افتراضي تذوق حلاوة مناجاة ربك الكريم 




تذوق حلاوة مناجاة ربك الكريم
هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أحدكم إذا قام يصلي إنما يناجي ربه، فلينظر كيف يناجيه" (1).

وهذه الوصية هي العلامة الفارقة بين أبناء الآخرة كما في توصيف يحيى بن معاذ: أبناء الدنيا يجدون لذة الكلام، وأبناء الآخرة يجدون لذة المعاني(2).

وسُميت: مناجاة من جهة قيام العبد بالذكر وتلاوة القرآن من جهة، ومن جهة الدعاء وسؤال الله من جهة أخرى، فيسِرَّ العبد إلى ربه بحاجته ويبوح إليه بما أهمه وأحزنه، وقد يأتي الرد من الرب على العبد كلامًا كما في حديث الفاتحة (3)، وقد يأتي أفعالاً: حبًّا ولطفًا، أو هدايةً وبرًّا، أو فتحًا ويسرًا، أو رزقًا وبركةً، أو فرحًا وسعادةً لا توصفان، ولهذا سمَّاها يحيى بن معاذ بالوليمة حين قال: كم بين من يريد الوليمة للوليمة وبين مَن يريد حضور الوليمة ليلتقي الحبيب في الوليمة(4).

وقوله: (كيف يناجيه) تُلقي في القلب وجوب التعظيم والتبجيل وموافقة القلب اللسان، والإقبال على الله بالكلية، وتفريغ القلب له ولذكره، وإجلال كلامه عند تلاوته، وضرورة تدبره، فلا يليق لعاقلٍ أن يتلقى شكر هذه النعمة الجليلة التي هي مناجاة ملك الملوك بشغل قلبه بشيء من متاع الدنيا الفاني، فاطلب قلبك قبل الصلاة، فإن وجدته فكبر وإلا فسلم! وكأنَّ القرآن يصيح فيك ويقول: فرغ قلبك من غيري أسكنه.

قال الطيبي: شبه العبد وتوجهه إلى الله تعالى في الصلاة وما فيها من القراءة والأذكار وكشف الأسرار واستنزال الرحمة مع الخشوع والخضوع بمن يناجي مولاه ومالكه، فمن شرائط حسن الأدب أن يقف محاذيه، ويطرق رأسه، ولا يمد بصره إليه؛ لأن الآداب الظاهرة والباطنة مرتبط بعضها ببعض(5).

ويلزم لهذه المناجاة الهدوء والسكون وعدم التشويش؛ لذا أخرج الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: "إن المصلي يناجي ربه فلينظر بم يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن"(6).

ويلزم لهذه المناجاة لزوم الأدب واستحضار عظمة الموقف. قال صلى الله عليه وسلم: "إن أحدكم إذا كان في صلاته فإنه يناجي ربه، فلا يبزقن بين يديه ولا عن يمينه، ولكن عن يساره وتحت قدمه"(7) .

ومن معاني المناجاة كذلك الحب والوداد والقرب والوصال، ومن أنس بمولاه استوحش مما سواه؛ لذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لا يسأل أحدكم عن نفسه إلا القرآن، فإذا كان يحب القرآن ويعجبه فهو يحب الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإن كان يبغض القرآن فهو يبغض الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم" (8).

ولذا كان السلف يستشعرون هذا المعنى وهم يقرءون القرآن، حتى إنهم كانوا يتلقونه تلقي الغائب الغريب لرسالة جاءت على شوق من الحبيب(9)؛ ولذا كانت الليالي الطوال تمر عليهم دون أن يشعروا، بل كان أكثر ما يزعجهم طلوع الفجر، وما أقصر ليلة مملوءة بالسرور!!.

إن الليـالي للأنـام مناهـل تطوى وتنشر دونها الأعمارُ

فقصارهن مع الهموم طويلة وطوالهن مع السرور قصارُ

ولمثل هذا التعظيم كان عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه إذا نشر المصحف غُشي عليه ويقول: "هو كلام ربي.. هو كلام ربي" (10).

قُبلة الملك
ويلزم لهذه المناجاة تعطير الفم لملاقاة الحبيب ومناجاة الملك ومقابلة الملك، وهذا سر من أسرار الأمر بالسواك، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أمر يومًا بالسواك قائلاً: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا تسوَّك ثم قام يصلي قام المَلَك خلفه، فسمع لقراءته، فيدنو منه أو كلمة نحوها حتى يضع فاه على فيه، وما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك، فطهروا أفواهكم للقرآن" (11).

وامتثل قتادة الأمر على نحو عجيب فقال: "ما أكلت الكراث منذ قرأتُ القرآن" (12).

رقة القلب
قال الأصمعي: أقبلت ذات مرة على مسجدٍ بالبصرة إذ طلع أعرابي جلف جاف على قعود له متقلدًا سيفه وبيده قوسه، فدنا وسلم وقال: ممن الرجل؟ قلت: من بني أصمع. قال: أنت الأصمعي؟ قلت: نعم. قال: ومن أين أقبلت؟ قلت: من موضع يُتلى فيه كلام الرحمن. قال: وللرحمن كلام يتلوه الآدميون؟! قلت: نعم. قال: فاتلُ عليَّ منه شيئًا، فقرأت: ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾ إلى قوله: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ﴾ فقال: يا أصمعي حسبك، ثم قام إلى ناقته فنحرها وقطعها بجلدها، وقال: أعنِّي على توزيعها، ففرقناها على من أقبل وأدبر ثم قام إلى سيفه وقوسه فكسرهما ووضعهما تحت الرحل وولى إلى البادية وهو يقول: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾، فمقتُّ نفسي ولُمتها، ثم حججتُ مع الرشيد فبينما أنا أطوف إذا أنا بصوتٍ رقيق، فإذا أنا بالأعرابي وهو ناحل مصفر، فسلَّم عليَّ وأخذ بيدي فقال: اتلُ عليَّ كلام الرحمن، وأجلسني من وراء المقام فقرأتُ: ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴾ حتى وصلت إلى قوله تعالى ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ فقال الأعرابي: لقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًّا، وقال: وهل غير هذا؟ قلت: نعم.. يقول الله تبارك وتعالى: ﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ﴾ فصاح الأعرابى وقال: يا سبحان الله.. مَن الذي أغضب الجليل حتى حلف!! ألم يصدقوه في قوله حتى ألجؤوه إلى اليمين؟؟ فقالها ثلاثًا وخرجت بها نفسه (13).

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 12:06 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024