الصحة العامة يعتني بمواضيع تختص بالصحة العامة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
04-07-2013, 04:48 PM | #1 | |||||||||||||||
شكراً: 3,991
تم شكره 5,638 مرة في 2,480 مشاركة
|
. ولكن عندما يستخدم مايكل موس هذه العبارة تكون بشكل ما أقل إغراء . ووفقاً لهذا الكاتب الاستقصائي الذي حاز جوائز عدة، فإن لحظة النشوة تتعلق بالكيفية التي يصف بها الصانعون مستويات السكر والدهون والملح في الأطعمة المصنعة التي تكون مغرية للغاية، بحيث تبدو عودتنا لها طلباً للمزيد شبه مضمونة . أمضى موس أكثر من ثلاثة أعوام في التقصي والتحقيق في كل ما يتعلق بالأطعمة والمأكولات السريعة “الجنك” “junk food” من أجل كتابه الجديد “ملح، سكر، دهون: كيف صادتنا شركات الأغذية العملاقة؟”. يمكن القول إن النتائج التي خرج بها موس تعتبر بالغة الأهمية، فقد أماط اللثام عن كثير من الخدع المتعلقة بهذه الصناعة “التي تراوح بين تغيير مظهر بنية الملح لتعديل التركيبة الكيميائية للسكر وحتى إكساب المقرمشات صوت مضغ أكثر جلبة”، وكل هذه الخدع يمكنها إغواءنا لشراء الأطعمة التي تكون في الأغلب غير صحية بشكل مفرط . وقد اكتشف موس بعد نقاشاته مع مديري وعلماء في شركات أغذية متعددة الجنسية مثل بيبسي، كرافت، يونيليفر، مارس وكيلوغز، أن ثالوث الملح والسكر والدهون يشكل محور وقلب استراتيجياتهم التسويقية . كما أن هذه الصناعة تذهب لأقصى مدى ممكن عند استغلال قوة الإغراء الذي يتمتع به هذا الثالوث . وتستخدم شركات نتائج تصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة القوة الحسية للأغذية على سبيل المثال، كيف يشعل السكر أدمغتنا بالطريقة نفسها التي تشتعل بها بعد تعاطي شخص ما لمخدر الكوكايين . ويرغب الصانعون في الوصول إلى علاقة متينة بين الطعام والمتعة في أدمغة المستهلكين لتعويدهم على العودة دوماً لطلب المزيد، وهكذا أصبحت الصناعات الغذائية مهووسة بالوصول إلى، والطرق على “ لحظة النشوة” . وبوجود السكر، تكون لحظة النشوة هي المقدار المحدد والمحكم من الطلاوة التي تجعل الطعام والشراب ممتعاً لأقصى حد . وهي تعني اختبار آلاف من أفضليات المستهلكين علمياً، إنشاء معادلات حسابية ورياضية معقدة، وعمل استقصاءات واستبيانات لشعوب لمعرفة الاختلافات الثقافية والديموغرافية . ولحظات النشوة يمكن أن تختلف بين المناطق الجغرافية وحتى في نطاق الدولة نفسها . ففي الصين، يتسم سكان الجنوب بأسنان أكثر طلاوة من سكان الشمال . ولحظات النشوة تختلف باختلاف العمر أيضاً . وقد أظهرت دراسات أن نقطة النشوة بالنسبة للأطفال يمكن أن تتحقق باحتواء الطعام على نسبة سكريات عالية تصل ل36% “وهذه النسبة تبلغ ثلاثة أضعاف نسبة تحقق لحظة النشوة بواسطة المواد السكرية لدى أغلبية البالغين” . والمصنعون الذين يحصلون على أكثرية نقاط النشوة يحصلون على أعلى الأرباح وذلك على الرغم من أن هذه الأرباح تتحقق بإيصال كثير من المستهلكين لمراحل خطرة من السمنة وبلوغهم حدود الإدمان . وقد أجرى موس الذي يعمل في صحيفة “نيويورك تايمز” مقابلات مع أشخاص عالمين ببواطن صناعة الأغذية والمأكولات، لكي يدرك كيف ولماذا تنتج الشركات منتجات تضر بصحة الناس، وعلاقة هذه المنتجات بوباء السمنة المتنامي . وإضافة إلى السكر، أدركت صناعة المأكولات - على مدار القرن الماضي - كيف يكمل الملح والدهون، ثالوث المذاقات المبهجة التي يمكنها أن تلغي تحكمنا وسيطرتنا الذاتية على نظامنا الغذائي . وقد اكتشف موس مدى قوة تأثير هذه الطريقة حينما أقنع ثلاثة من كبريات شركات صناعة الأغذية لكي تسمح له بتذوق عينة من منتجاتها لا تحتوي إلا على القليل من هذه المكونات الثلاثة “الملح والسكر والدهون” . فقد صنعت شركة كيلوغ لموس نسخة أقل ملوحة من المقرمشات سائغة المذاق التي يحبها . وعلق موس قائلاً: “من دون الملح، فقدت المقرمشات سحرها . وكان مذاقها كالقش والكرتون، ولم يكن لها أي طعم” . وقال موس إن مصانع الأغذية تعشق الملح، الذي ترى أنه يتسم بقوى سحرية تعزز من جاذبية المأكولات المصنعة . والأمر نفسه حدث مع الشوربات، واللحوم والخبز التي صنعتها شركات أخرى له . ويقول موس: “لقد أظهرت هذه الاختبارات أن سحب كمية معتبرة من الملح، أو السكر، أو الدهون من الأطعمة المصنعة يجردها من مذاقها” . وبدلاً من السعي إلى جعل المنتجات مثيرة للشهية بنفسها، اكتشف المصنعون أن تغيير التركيبة الكيميائية للسكر والملح والدهون يجعلها أكثر جاذبية، ويقلل تكلفة منتجاتهم . ويقول موس إن علماء شركة نيستله يعدلون شكل وتوزيع كريات الدهون في الأطعمة للتأثير في مذاقها . وتقول العلوم الإدراكية إن متعة الأطعمة الدهنية تكون متماثلة في إحساسها وفي مذاقها . فنحن نستشعر الدهون عبر العصب التوأمي الثلاثي، فوق وتحت الفم . ويبعث هذا العصب معلومات محسوسة تتعلق بالدهون للدماغ، وكلما كان الإحساس أفضل، زاد الاشتهاء . وفي شركة كارغيل الأمريكية التي تعتبر أكبر شركة مصنعة للملح في العالم، يطحن العلماء الملح لتحويله إلى بودرة صافية لإتاحة وصول أسرع لبراعم التذوق وتعزيز فورة نكهة الملح . ويقول موس إن مثل هذه التحسينات تجعل مقاومة المقرمشات أضعف مما كانت عليه قبل 20 عاماً . ويعدل السكر بطرق كثيرة للغاية، فقد ابتدع العلماء معززات كثيرة لمضاعفة مذاقه الحلو 200 مرة، وإضافة إلى ذلك عمد العلماء لبلورة الفركتوز “وهو واحد من مركبات السكر” وتحويله إلى مادة مضافة تعزز جاذبية الأطعمة التي لا تحتوي على مقدار كبير منه . وفي الآونة الأخيرة ازدادت مخاوف الأطباء المتعلقة بالآثار الصحية للفركتوز، لأن الجسم لا يعالج شراب الفركتوز بالطريقة نفسها التي يعالج بها السكر الطبيعي . ويقول الأطباء إن الفركتوز يضع عبئاً أكبر كثيراً على الكبد، مما يؤدي لحدوث مشكلات صحية متعددة، تشمل تزايد مستويات الدهون في مجرى الدم، وهذا عرض له علاقة بأمراض القلب . وثمة مخاوف صحية أخرى متعلقة بالملح، والدهون والسكر . إذ يرتبط الاستهلاك المفرط للملح بالأمراض القلبية وارتفاع ضغط الدم . بينما يرتبط الاستهلاك الزائد للدهون بالسمنة، السكري والأمراض ذات العلاقة . وفي بريطانيا يجادل اتحاد صناعات الأغذية والمشروبات بأن أعضاءه يتصرفون بوعي ومسؤولية لتقليل مستويات الملح ومساعدة المستهلكين على اتخاذ قرارات سليمة من الناحية الصحية . وتقول باربره غالاني مديرة سلامة الأغذية والصحة في الاتحاد: “منذ أمد بعيد ظل صانعو الأغذية والمشروبات يبذلون مجهوداً مقدراً لإيجاد حل لمشكلة السمنة والأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي، وقد اثمرت هذه الجهود إلى تقليص مستويات الملح طواعية بنسبة 10% في الأعوام ال 5 الأخيرة وتطوير ديباجة التعريف بالمنتج” . وأضافت: “أظهرت المراجعات العلمية الأخيرة أنه لا يوجد دليل يشير إلى إمكانية إصابة الناس بإدمان الطعام، ويشمل ذلك عناصر غذائية مثل السكر أو الدهون . ولا يوجد برهان مقنع يفيد بإظهار الأشخاص زائدي الوزن لمؤشرات تدل على الإدمان” . ويقول موس إن الناس في الولايات المتحدة ليس لديهم وعي كاف بهذه المشكلات التي تدركها شركات الصناعات الغذائية، التي يتسبب بها الملح والدهون والسكر . وذكر موس، أن رؤساء ال 11 شركة الأكبر في مجال الصناعات الغذائية في الولايات المتحدة، اجتمعوا سراً في 1999 لكي يتباحثوا حول كيفية معالجة وباء السمنة المتنامي بتغيير الوصفات الغذائية والاستراتيجيات، بيد أن هذا الاجتماع لم يتبع بأفعال وقرارات إيجابية “ويبدو أن الشركات تشعر بأنها تعتمد تماماً على هذه المكونات الغذائية” . وفي المملكة المتحدة، قلل الصانعون “على مدار العقد الماضي” من مقدار الملح في منتجاتهم الغذائية . بيد أن مستويات السمنة لاتزال تتصاعد، ربما بسبب تعود الشركات على التملص من الضغوط التي تمارس عليها لجعل أغذيتها أفضل من الناحية الصحية . ويرى موس أن الشركات المصنعة للأغذية حينما تضطر إلى تقليل مقدار واحد من المكونات الرئيسة الثلاثة “السكر، والملح، والدهون” فانها تلجأ غالباً إلى زيادة مستويات الاثنين الآخرين لتعويض الجاذبية المفقودة . ولذلك قد تزداد مستويات السكر والدهون في المنتجات التي توضع على ديباجتها عبارة: “ملح قليل” . ويقول موس: “هذه واحدة من أبرز سلوكيات التضليل التي تبتدعها صناعة الأغذية، ولذلك ينبغي علينا جميعاً أن نكون متيقظين للغاية حينما يتعلق الأمر بالمنتجات التي توضع على ديباجاتها عبارات مثل: “الآن منخفضة بنسبة . . .” . وهذه الحيل بدأت في الظهور منذ فترة لا تقل عن 100 عام . ففي العام ،1890 أنشأ جون هارفي كيلوغ، وهو طبيب أمريكي مثالي، مصحة في مدينة بوتل كريك لمساعدة الأمريكيين على التخلص من نظامهم الغذائي الذي يقوم على اللحوم واللحوم والمزيد من اللحوم . وحينذاك وضع مرضى اللحوم على أنظمة غذائية صارمة وغير جاذبة، بيد أن جون كيلوغ ابتكر إفطاراً من حبوب القمح بدت مستساغة وشهية المذاق . ولكن في العام ،1906 أضاف شقيقه ويل، الذي كان يدير الحسابات، السكر لمزيج رقائق القمح “الكورن فليكس”، وعلى الفور حققت هذه الوصفة الغذائية نجاحاً ساحقاً، وغضب جون من شقيقه واختصما في المحاكم، وفي النهاية فاز ويل بحقوق تسويق هذه الخلطة السكرية واستخدم اسم العائلة . كورن فليكس كيلوغ كان بمثابة شهادة ميلاد لحقبة الإفطار المُحلى المربحة “والتي جاء في أعقابها الغداء المُحلى والعشاء المُحلى أيضاً” . وهكذا أصبح تجنب الأطعمة المصنعة غير الصحية، أكثر صعوبة . بيد أن البعض نجحوا في ذلك، ومنهم مديرو الشركات في شركات صناعة الأغذية الكبرى الذين، وفقاً لموس، يميلون إلى تجنب تناول منتجاتهم الغذائية، خاصة إذا تعرضوا لمتاعب صحية . وهم يفضلون تناول الأغذية الطازجة وممارسة التمرينات الرياضية بانتظام للمحافظة على صحتهم ولياقتهم . ولذلك إذا كنا نرغب في الاستفادة من نمط حياة هؤلاء المديرين، فقد نحتاج إلى تتبع خطاهم، وذلك بالتخلص من نقاط ولحظات النشوة التي يغروننا بها، وتجنب كثير من المنتجات التي تخرج من بوابات مصانعهم ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: الصحة العامة |
|||||||||||||||
أنـــا ابنة فلسطيـــن واليها أنتمي ولو علقوني على المشانق لن أنحنـــي خلقت ثائرة لا أعرف هويتي فأقسمت أن أدافــع عن قضيتي |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ شمس على المشاركة المفيدة: |
|
|