مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
04-03-2019, 06:11 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
يقول تعالى في سورة "البقرة":(تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون). وقال في نفس السورة:(تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) فقال في الآية الأولى "تقربوها" وفي الآية الثانية "تعتدوها" فما السر البياني في هذا الإختلاف بين هاتين الآيتين وهذين اللفظين؟ أولا حدود الله عز جل نوعان:-حدود تمنع خارجها من الدخول فيها وهذه هي المنهيات في قوله:(فلا تقربوها) -وحدود تمنع من كان فيها من الخروج منها وهذه هي الأوامر في قوله:(فلا تعتدوها) في الآية الأولى يقول تعالى فيها:(تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون) وهذه الآية نهي كما قال تعالى في حال الاعتكاف:(ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد) فلما فصل الله عز وجل في مسألة الصيام ومسائل الاعتكاف نهى الله عز وجل عن قرب النساء في الاعتكاف فقال:(ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد) وهذا نهي فأمر الله عز وجل بعدم القرب منه فإذا نهى الله عز وجل عن شيء نهى عن القرب منه وهذا له نظائر عديدة في القرآن الكريم. اما الآية الثانية فقال تعالى:(فلا تعتدوها) فهي تتحدث عن مسائل الطلاق ومسائل النكاح فلما فصل الله عز وجل في مسألة الطلاق الرجعي وما يباح من هذا الطلاق قال تعالى:(تلك حدود الله فلا تعتدوها) وحدود الله عز وجل الممتثل لها أوجب الله له الجنة والواقع فيها أوجب الله له النار. خلاصة الكلام إذن أن الله تعالى لما تحدث عن الحدود النواهي جاء بكلمة القرب فقال: "فلا تقربوها" لأن الله تعالى ينهى عن القرب من النواهي قبل الوقوع فيها ولما تحدث عن الحدود الأوامر جاء بكلمة التعد فقال: "فلا تعتدوها" والخروج منها حتى لا نقع في مخالفتها فكل كلمة في القرآن الكريم إلا وتوضع في مكانها الخاص بها حسب السياق الذي جاءت فيه وهذا من بديع القرآن وبيان نظمه مما يدل على أنه من عند الله تعالى. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة |
||||||||||||||
|
|
|