مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
02-28-2019, 07:20 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
يقول تعالى في سورة"المائدة":(إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور) وقال في سورة"الأنعام":(قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس) فقدم الله تعالى الهدى على النور في الآية الأولى وقدم النور على الهدى في الآية الثانية فما السر البياني في هذا الإختلاف بين الآيتين؟ في سورة"المائدة" يتحدث الله تعالى عن التوراة فقدم الله عز وجل الهدى ذلك أن أنبياء بني إسرائيل يهتدون في حكمهم بالتوراة كما قال تعالى:(انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا) فقدم الهدى عناية بهذه الكلمة في هذا السياق ثم ان التوراة أخص معنى من الكتاب فالكتاب يطلق على كل كتاب أنزله الله تعالى من السماء فلما كان الحديث عن الأخص وهو التوراة قدم الأخص وهو الهدى لأن الهدى أخص معنى من النور اما في سورة"الأنعام" فقد قدم الله النور على الهدى ذلك أن السياق يتحدث عن نفي الكفار إنزال شيء من السماء من لدن الله تعالى فالكفار ينفون بصورة قاطعة ان الله عز وجل أنزل شيئا من السماء كما قال تعالى:(وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء) ولفظ شيء هو أعم كلمة في اللغة العربية فلما كان النفي على سبيل العموم جاء السياق بالألفاظ العامة وأيضا قال تعالى:(قل من أنزل الكتاب) والكتاب أعم لفظا من التوراة لهذا قدم نور على الهدى لأن كلمة نور أعم من الهدى خلاصة الكلام إذن أن الله تعالى لما تحدث عن التوراة بصفة خاصة قدم كلمة هدى على النور لأنها أخص في المعنى ولما تحدث عن الكتاب بصفة عامة قدم النور على الهدى لأنها أعم واشمل فكل كلمة في القرآن الكريم إلا وتوضع في مكانها الخاص بها حسب السياق الذي جاءت فيه وهذا من بديع القرآن وبيان نظمه مما يدل على أنه من عند الله تعالى. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة |
||||||||||||||
|
|
|