"الملكوت"و"الملك"

"الملكوت"و"الملك"

يقول تعالى في سورة "الأنعام":(وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين)

وقال في سورة "آل عمران":(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) فما الفرق بين هاتين الكلمتين؟ وما السر البياني في هذا الإختلاف بين هاتين الآيتين؟

أما لفظ "الملكوت" فقد ورد في القرآن الكريم أربع مرات
واما لفظ "الملك" فقد تردد كثيرا في كتابه عز وجل ولا بد أن نبين قاعدة لغوية وهي:"الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى" ولفظ "الملكوت" أكثر حروفا من لفظ "الملك" وعليه فإن "الملكوت" أوسع دلالة ومعنى من لفظ "الملك" .

"الملكوت" هو ملك السماوات والأرض وما بينهما فمن ذا الذي يستطيع أن يملك هذا الأمر سوى الله عز وجل فبيده ملكوت كل شيء فالله عز وجل هو الذي له "الملكوت" لذا نجد هذه الكلمة في القرآن الكريم لا تصرف إلا لله عز وجل كما قال تعالى: (أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء) وقال أيضا"(وسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء) وغيرها من الآيات التي فيها "ملكوت" كلها تنسب الى الله عز وجل وهي خاصة به سبحانه .

أما لفظ "الملك" فقد تردد كثيرا في القرآن الكريم وهذا اللفظ مشترك بين الله وبين خلقه فمالك الملوك هو الله جل جلاله كما قال تعالى:(قل اللهم مالك الملك) ومن الناس من آتاه الله الملك في الدنيا كما قال تعالى في الذي حاج ابراهيم في ربه:(الم تر إلى الذي حاج ابراهيم في ربه ان آتاه الله الملك) فهذا أحد ملوك الدنيا وكما قال في شأن سليمان:(واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان) وغيرها من الآيات التي جاءت فيها لفظ "الملك" .

خلاصة الكلام إذن أن الله تعالى لما تحدث عن "الملكوت" نسبه إليه وحده دون غيره لأنه أوسع معنى ودلالة ولا يشترك فيه احد معه من خلقه ولما تحدث عن "الملك" نسبه إلى إليه وإلى خلقه لأنه ملك زائل غير دائم وكل ما نسب إلى الخلق فمآله كما قلت فالزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى فكل كلمة في القرآن الكريم إلا وتوضع في مكانها الخاص بها حسب السياق الذي جاءت فيه وهذا من بديع القرآن وبيان نظمه مما يدل على أنه من عند الله تعالى.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة