ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
07-09-2022, 03:04 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
كتب الشاعر والكاتب الباكستاني مرزا أديب المتوفى سنة 1999 م في كتابه "المصباح": ذهبت الى دلهي في الستينات للعمل وفي أحد الأيام نزلتُ من الحافلة. ثم فتشتُ جيوبي لأتفاجأ بأن أحدهم قد سرقني، وما كان في جيبي حين نُهبت سوى تسع روبيات ورسالة في ظرف كنت قد كتبتها إلى أمي: "أمِّي الحنون فُصلتُ من عملي! لا أستطيعُ أن أرسل لك هذا الشهر مبلغ الخمسين روبية المعتاد..." وكنت قد وضعت رسالتي هذه في جيبي منذ ثلاثة أيام على أمل أن أرسلها في وقت لاحق بما يتوفر من روبيات، وبالرغم من أن الروبيات التسع التي سرقت لا تساوي شيئاً. لكن الذي فُصل من عمله وسُرق ماله تساوي في نظره 9000 روبية!!! مضت أيام وصلتني رسالة من أمي توجست خوفاً، وقلت في نفسي: لا بد أنها طلبت المبلغ الذي إعتدت إرساله إليها، لكني عندما قرأت الرسالة إحترت كونها تحمل شكرها ودعواتها لي، قائلة: «وصلتني منك 50 روبية عبر حوالتك المالية، كم أنت رائع يا بني، ترسل لي المبلغ في وقته ولا تتأخر بتاتاً ، رغم انهم فصلوك من عملك، أدعو لك بالتوفيق وسعة الرزق». وقد عشت متردداً محتاراً لأيام. مَنْ يا ترى الذي أرسل هذا المبلغ إلى أمي؟!! وبعد أيام وصلتني رسالة أخرى بخط يد بالكاد يُقرأ، كتب فيها صاحبها: "حصلت على عنوانك من ظرف الرسالة، وقد أضفتُ إلى روبياتك التسعة، إحدى وأربعين روبية كنت قد جمعتها سابقاً، وأرسلتها حوالة مالية إلى أمك حسب العنوان الذي في رسالتك وبصراحة فإني قد فكرت في أمي وأمك، فقلت في نفسي: لماذا تبيت أمك أيامها طويلة على الجوع وأتحمل ذنبك وذنبها؟؟؟تحياتي لك، أنا صاحبك الذي انتشلك في الحافلة فسامحني"! أحياناً قد نصادف لصوصاً أشرف بكثير من أولئك الذين يرفعون شعاراتٍ في حقيقتها منزوعة الدسم إن لم تكن مزيفة. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: ثقاقة عامة وشعر |
||||||||||||||
|
|
|