مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
09-07-2013, 05:13 AM | #1 | |||||||||||||
شكراً: 3,462
تم شكره 3,976 مرة في 2,568 مشاركة
|
قال ابن القيم رحمه الله : واللهِ لو أنَّ القُلُوبَ سَلِيمةٌ ** لتَقطَّعت أسفاً مِن الحِرمَانِ قال الشيخ محمد بن صالح العُثيمين - رحمه الله تعالى - في شرح هذا البيت : - أقسَمَ وصدق ، والله لو أنَّ قُلُوبَنا سليمة لتقطَّعتْ أسفاً من الحِرمانِ ، ما أكثـرَ السَّاعات التي تمرُّ بنَا ونحنُ نُحرَمُ منها لانستفيدُ منها تذهب سَبَهللا ، والعُمرُ والزَّمن أغلى منَ الثمن ، أغلى منَ الذهب ، وأغلى منَ الفِضة ، الذهب والفِضة لو ذهبت يأتِي بدلها شيء ، لكن العُمر والزمن لا يأتِي بدله شيء إذَا ذهبَ ذهب ، ما فيه رد : ( وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) . [المنافقون] ( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا ) ما فِيه رُجُوع ( إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . [المؤمنون] ( لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) . [التغابن] أنت الآن في مُهلة اغتنم الوقت اجعل لِنفسِك حِزباً من كِتاب الله عزَّوجل ، اجعل لِنفسِك وقتاً للعمل الصالح ، قُم في آخر الليل ولو نِصف ساعة قبل الفجر ، ناجِ ربَّك ، ادعُ ، فإنَّهُ تعالى ينزل إلى لسَّماء الدُّنيا يقُول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأُعطيه ، من يستغفرني فأغفرله . من الذي لايقدر أن يقُوم قبل الفجر بنِصف ساعة ؟! أمرٌ بسيط جداً ، نحن نسأل الله أن يرحمنا برحمته ، لا نقوم ثلث الليل ولا نصف الليل لكن ألا تَرى أن يمكن أن نقوم نصف ساعة فقط نذكر الله فيها ؟! ، نتوضأ ، نُصلي ما شاء الله ، نوتر ، هذا أمر أظنه بسيطا جداً ، كذلك أيضاً نجعل حياتنا كُلَّها ذكراً لله ، فإنَّ المؤمن الكيِّس هو الذي يجعل حياتهُ كُلَّها ذكراً لله، لأن في كلِّ شيء أمامنا آية من آيات الله ، آية من آيات الله ، فإذا ذكرنا هذا الشيء الذي أمامنا من آيات الله ذكرنا بذلك الله عزَّوجل ، ذكرنا الله ، فيكُون الإنسان دائماً يذكر الله عزَّ وجل بما يُشاهد من آيات الله الكونية ، بل بما يُشاهد من نفسه وتقلُباته ، القلب الآن ، أنا أسألُكُم هل قُلوبكم على وَتِيرةٍ واحدة دائماً ؟ لا ، في غفلة أحياناً ، في إنابة أحياناً ، في تذكر أحياناً ، في حياة بينة أحياناً ، أحياناً يحيى قلبك حياةً تتمتع بها مدة من الزمن تتذْكُرها ، ربما تتذكر حالةً وقفت فيها بين يدي الله عزَّ وجل مُصليا ساجِداً ولو قبل ثلاثين سنة أو أكثر حسَب عُمر الأنسان ، لأنها أثَّرت في القلب . فمثل هذه الأشياء ينبغي أن نستغلها ، ينبغي أن نستغلها ، وأن لانغفل فالغفلة موت ، قسوة للقلب وموت للقلب . يقول : والله لو أنَّ القُلوب سليمةٌ ** لتقطَّعت أسفاً من الحِرمان حُزناً تتقطع من حرمانها لكنَّها سكرى بحُبِّ حياتها الدُّنيا وصدق القُلوب سكرى ، بل لحُب حياتها الدُّنيا تسعى للدُّنيا أولاً وآخراً ، ينام الإنسان وهو يُفكر في الدُّنيا يستيقظ وهو يُفكر في الدُّنيا ، نعم ، ومتى تفيق ؟ قال : وسوف تفيقُ بعد زمان متى ؟ عند الموت يفيق الإنسان ، يقول : ليتني فعلت ، ليتني فعلت . وأشدُّ من ذلك إفاقةً إذا كان يوم القيامة : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي ) ، قال الله تعالى ( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ) [الفرقان] أو يقولها القائل نفس الذي عض على يديه يقول : ( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ) وهناك لاينفع الندم عند الموت ، لاينفع الندم ، أسألُ الله تعالى بِاسمائِه وصِفاته أن يجعلني وإيَّاكم ممن يغتنمُ الأوقات بالأعمال الصالحات وأن يُثبتنا عِندَ الممات وبعد الممات ، وفي يوم يجعل الوِلدَانَ شيباً إنهُ جوادٌ كريم . اهـ ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة |
|||||||||||||
|
|
|