أنت أقوى من التصلب المتعدد تقدر عليه

أنت أقوى من التصلب المتعدد تقدر عليه

بين كل الأحداث التي تحدث في مجتمعاتنا ، وبين كل الصراعات الاجتماعية والاقتصادية والأسرية ، وبين كل الأشخاص المتواجدون معنا ومن حولنا في هذا العالم :
نجد أشخاصاً اصطفاهم الله تبارك وتعالى من بين الجميع واختارهم ليصابوا ويبتليهم بمرض غير معروف عند معظم البشر بل والأغرب أنه يتشابه مع بعض الأمراض الأخرى ، تم تسميته بعدة مسميات كسارق الشباب ، المرض الغامض ، أجل هو التصلب اللويحي المتعدد

ولكني أطلقت عليه إسماً وهو " الضيف الثقيل "
قد يتعجب البعض من المسمى ويخبرني البعض الآخر بأن الضيف يأتي ويرحل ولكن هذا المرض لا يرحل وإن رحل سيترك أثراً في أجسادنا يتسبب لنا بدمار حياتنا بكاملها ، ولكن دعوني أخبركم بشئ جميل اخترت هذا المسمى له لأني أعلم وبداخلي يقين بأنه سيرحل عنا في يوم من الأيام فلا شيء يدوم على حاله ، وما خلق الله من داء إلا وخلق له دواء

أما عن الأثر الذي يتحدثون عنه فما أجمله من أثر عندما يكون هذا الأثر هو حب من الله لنا فدائماً أقول المحنة أو الابتلاء الذي يقرب من الله خيراً من المنه التي تبعدنا عنه
بعض من هؤلاء الأشخاص الذين يعانون منه للأسف الشديد يعيشون في وسط بعض الأشخاص الذين لا يفهمون طبيعة ما يعانون منه ، أو بالمعنى الأدق لم يعودوا يستطيعون تحملهم ، فتسمع من البعض أنه سئم العيش بجوارنا ، والبعض الآخر يعاملوهم بشفقة وما أدراك ما نظرة الشفقة ، والبعض الآخر يقول كلمات تتصدع من شدتها الجبال ككلمة لم أعد أستطيع العيش مع إنسان عاجز 🥺

وللأسف الجميع يفهم أن العجز في الجسد ولكن الحقيقة أن العجز في التفكير وليس في الجسد ولكن هيهات هيهات من يفهم ذلك

وبين كل هذا يصبح المريض بين حروب عدة وأبرزها الحرب من الداخل ومما يعاني واشدها حرب يعيشها لإقناع من حوله بشدة مما يعاني

وفي وسط كل هذه الصراعات التي يعيشها المريض تظهر فئة أخرى وهي الأخطر حوله وهي فئة المحبطين ، تجدهم يلقون الكلمات كالرصاص في صدر المريض أو كالجبل على قلبه ، البعض منهم يقول أن نهايتك العجز والكرسي ، والآخر يقول أنك لا تستطيع الزواج والعمل والانجاب وممارسة حياتك الطبيعية كباقي الأشخاص ، وقس على هذا النمط من الكلمات الكثير والكثير

تجد بعض المرضى للأسف ينساقون وراء هذه التراهات وتكون النتيجة لديهم هو الاستسلام للواقع الأليم
ولكن يخرج من وسط كل هؤلاء المرضى عدد قليل جداً من المحاربين الذين لم يخضعوا لليأس والإحباط ، يحاربون ويحاربون حتى استطاعوا التغلب على جميع أعراضه واثبتوا للعالم أجمع أن التصلب اللويحي المتعدد ليس نهاية العالم بل هو بداية لحياة جديدة مليئة بالتحديات التي يستطيع التغلب عليها بإرادته وحسن ظنه في الله وما أجمل الحياة عندما تملئ بالتحديات التي تنتهي بالانتصار والتغلب عليها وإثبات بأنك أقوى من أي شيء وأنك تستطيع التغلب على أي شيء فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها

ورسالتي في النهاية لهؤلاء المحاربين وأيضاً للمستسلمين للاحباط واليأس:
التصلب المتعدد ليس نهاية الحياة بل بعض المصابين به بدأوا كل جميل بعد إصابتهم بالتصلب

التصلب المتعدد لا يمنع من أصابه من الزواج والانجاب

التصلب المتعدد ليس مرض وراثي إلا بنسبة لا تتخطى ال5% فلا تحبط نفسك ولا تجعل عقلك الباطن يخيفك ويخبرك بأنك ستكون من هذه النسبة فكل شيء مقدر عند الله فلا توقف حياتك على شئ فالحياة تعيشها مرة واحدة فلا تجعلها مليئة باليأس والإحباط

التصلب المتعدد لا يمنعك من العمل فالمحاربين لا يجعلون أي شيء يوقفهم عن الاجتهاد والعمل بل ينتصرون عليه

التصلب المتعدد ليس نهايته الكرسي المتحرك والعكاز كما يقال فيوجد الكثير من يعاني منه من عشرات السنين ولم يصلوا لهذا الوضع ، وأيضاً يوجد من وصل لهذا الوضع باهماله لنفسه وغذائه الصحي والتمارين وعلاجه والاستسلام لمرضه وعاد من جديد واهتم وعاند المرض وصاحبه في نفس الوقت واستطاع التغلب على اعراضه وعاد من جديد للحركة والحياة الطبيعية

لا تجعل اليأس وكلمات المحبطين تتغلب عليك فأنت أقوى من التصلب المتعدد تستطيع التغلب عليه

اجعل شعاركم دائماً " أنت أقوى من التصلب المتعدد تقدر عليه " ولا تلتفت لمن حولك وامض في حياتك قدماً نحو النجاح والأمل
كلماتي من القلب للقلب ❤
أحبكم في الله عمر_مهران

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: تجارب مع التصلب اللويحي