مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
06-17-2022, 05:58 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
《إنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتابًا قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ: إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي، فَهو مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ 》 الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري شرح الحديث : اللهُ سبحانَه وتعالى غَفُورٌ رَحِيمٌ، ورحمتُه سَبَقَتْ غَضَبَه؛ ومِن حِكمتِه سُبحانَه ورحمتِه العامَّةِ أنْ رَزَق الكافِرَ في الدُّنيا ونَعَّمه وخَوَّله مُدَّةَ عُمرِه، ومَكَّنَه مِن آمالِه ومَلَاذِّه، مع أنَّه لا يَستحِقُّ بكُفرِه ومُعاندتِه غيرَ أَلِيمِ العذابِ؛ فكيف رحمتُه بِمَن آمَنَ به، واعترَف بذُنوبِه، ورَجَا غُفرانَه، ودَعَاه تضرُّعًا وخُفْيَةً؟! وفي هذا الحديثِ: يقول النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ اللهَ كَتَب كتابًا قبلَ أن يَخلُقَ الخَلْقَ»، أي: إنَّ اللهَ تعالى كَتَب المقادِيرَ قبلَ أن يَخْلُقَ الخلقَ، ومِمَّا كَتَب سبحانه وتعالى وهو عندَه فوقَ العَرْش: أنَّ رحمتَه تعالى سَبَقَتْ غَضَبَه؛ فهو سبحانه وتعالى الغَفُور الرَّحِيم، فكانتْ رحمتُه أسبقَ لعبادِه مِن الغَضَبِ؛ فهو قد ابْتَدَأَ خَلْقَه بالنِّعمَة بإخراجِهم مِن العَدَمِ إلى الوُجُودِ، وبَسَطَ لهم- مِن رحمتِه- في قلوبِ الأَبَوَيْنِ على الأبناءِ مِنَ الصَّبرِ على تَرْبِيَتِهم ومباشرةِ أقذارِهم ما إذا تدبَّره متدبِّرٌ أَيْقَنَ أنَّ ذلك مِن رحمتِه تعالى، ومِن رحمتِه تعالى السابقةِ أنَّه يَرزُق الكُفَّارَ ويُنعِّمهم، ويَدْفَع عنهم الآلامَ، ثُمَّ رُبَّما أَدْخَلَهم الإسلامَ- رحمةً منه لهم- وقد بَلَغوا مِن التمرُّد عليه والخَلْعِ لرُبوبِيَّتِه غاياتٍ تُغضِبُه، فتَغلِب رحمتُه ويُدخِلهم- بعد إسلامِهم- جَنَّتَه، ومَن لم يَتُبْ عليه حتَّى توفَّاه فقد رَحِمَه مُدَّةَ عُمرِه بِتَرَاخِي عُقوبتِه عنه، وقد كان له ألَّا يُمْهِلَه بالعقوبةِ ساعةَ كُفرِه به ومعصيتِه له، لكنَّه أَمْهَلَه رحمةً له، فكلُّ ذلك مِن شَوَاهِدِ سَبْقِ رحمتِه تعالى لغَضَبِه، ومع هذا فإنَّ رحمةَ الله السابقةَ أكثرُ مِن أن يُحِيطَ بها وصْفٌ. وفي الحديثِ: دليلٌ على استواءِ اللهِ تعالى على عرشِه، وعُلُوِّه على خَلْقِه. ويَتَضَمَّنُ: سَعَةَ رحمةِ الله، وكثرةَ فضلِه في حِلْمِه قبلَ انتِقامِه، وعَفْوِه قبلَ عُقوبَتِه ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة |
||||||||||||||
|
|
|