أهلا وسهلا بكم, يرجى التواصل معنا لإعلاناتكم التجارية

انت الآن تتصفح منتديات حبة البركة

العودة   منتديات حبة البركة > القسم الإسلامي > مواضيع إسلامية عامة
مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-15-2018, 06:31 PM   #1


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 56934
 مشاركات: 6368
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : اليوم (04:31 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
 اوسمتي
التميز مشرف مميز 
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي من هم أصحاب الأعراف 




سورة ( الأعراف) واحدة من أجمل وأطول سور القرآن الكريم ، ويعتبرها العلماء من السور السبع الطوال ، وترتيبها التسلسلي هو السادس بين هذه السور بعد الأنعام وقبل الأنفال. وفي الحقيقة فهي تعتبر السورة الثالثة من حيث الطول بعد سورتي البقرة والنساء ، هذا إذا جعلنا الطول بمقياس الكلمات والحروف.

واختصت هذه السورة الكريمة بذكر أصحاب الأعراف، ومنهم أخذت اسمها ، ففي سياق حديث السورة عن حساب السماء ومصايرالفرق والطوائف المختلفة التي اختصمت في ربها على وجه الأرض.وبعد عرض صورة ومصير أصحاب الجنة وأصحاب النار وما يدور بينهما من حوار ، تنتقل بنا الآية 46من السورة إلى فريق ثالث يقول بشأنه ربنا تعالى:

"وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ".


فمن هم ( أصحاب الأعراف ) الذين عنتهم الآية ، وكيف حار العلماء والمفسرون واختلفوا في تفسيرها والوقوف على معناها بشكل محدد وحاسم لا يحتمل الجدال أو الإختلاف ؟


بالطبع - عزيزي القارئ – سيصدمك سؤالي هذا، فأنت وأنا لم نسمع من مشايخنا على المنابر في خطبة الجمعة أو في دروس الوعظ التي تتبع صلاة المغرب في مساجدنا، إلا تفسيرا أحاديا وقولا واحدا ، وهو أن ( أصحاب الأعراف) هم

هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم ،فجعلهم الله هناك على الأعراف أي السور أو الحاجز الذي بين الجنة والنار، إلى أن يقضي فيهم ما يشاء، ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته إياهم .


هذا ما قيل لنا وما سمعناه وما حفظناه عن ظهر قلب ..

لكن الحقيقة أنه عند البحث والتحري والتمحيص في كتب التفسير الموثقة والمعتمدة ، نكتشف أن للمسألة وجوه أخرى كثيرة جدا ومتعددة للغاية ، وفيها ماهو أقرب إقناعا ووجاهة من هذا المألوف أوالمحفوظ في ذاكرتنا ووعينا الذي نشأ على السماع وعاش على الجمود والتقليد. فالعلماء قد اختلفوا اختلافا بينا في تحديد من هم أصحاب الأعراف، وفي السبب الذي صاروا به موقوفين على الأعراف..


وسنحاول في تلك السطور التوقف مع بعض - وليس كل- الآراء والأقوال والإحتمالات التي ذكرها العلماء والمفسرون في تعيين أصحاب الأعراف والأسباب التي جعلتهم يقفون على هذا المكان .


1- في تفسير الطبري: أنهم مساكين أهل الجنة، وينسب هذا القول إلى ابن مسعود وكعب الأحبار وابن عباس.. وفي الطبري أيضا أنهم المستشهدون في سبيل الله الذين خرجوا عصاة لآبائهم فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار، ومنعتهم المعصية أن يدخلوا الجنة، وهم على سور بين الجنة والنار، حتى تذبل لحومهم وشحومهم، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق، فإذا فرغ من حساب خلقه فلم يبق غيرهم، تغمدهم منه برحمة فأدخلهم الجنة برحمته .


2- وقيل أنهم ملائكة موكلون بهذا السور، يميزون الكافرين من المؤمنين قبل إدخالهم الجنة والنار. قاله أبو مجلز ، ولما قيل له: لا يقال للملائكة رجال، فقال: إنهم ذكور وليسوا بإناث، فلا يبعد إيقاع لفظ الرجال عليهم كما وضع على الجن في قوله تعالى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الجِنِّ فزادوهم رهقا".وهذا الرأي مثبت في تفسير الطبري وتفسير الفخر الرازي وغيرهما من كتب التفسير . وفي تفاسير أخرى قيل أن أصحاب الأعراف هم مؤمنو الجن، أو هم قوم كانت عليهم ديون. أو هم أولاد المشركين الذين ماتوا قبل سن التكليف، أو هم آخر من يفصل الله بينهم، وهم عتقاؤه من النار.


3- ومما أورده القرطبي في تفسيره :

"وقال القشيريّ: وقيل هم فضلاء المؤمنين والشهداء، فرغوا من شغل أنفسهم، وتفرغوا لمطالعة حال الناس؛ فإذا رأوا أصحاب النار تعوّذوا بالله أن يُرَدّوا إلى النار، فإن في قدرة الله كل شيء، وخلاف المعلوم مقدور ".


وجاء فيه أيضا :

"وحكى الزَّهرَاوِي أنهم عدول القيامة الذين يشهدون على الناس بأعمالهم، وهم في كل أمة.


واختار هذا القول النحاس، وقال: وهو من أحسن ما قيل فيه".


4- أما ابن الجوزي في تفسيره المسمى ( زاد المسير في علم التفسير) فيقول : " وفي أعمالهم ( أي أصحاب الأعراف) تسعة أقوال:

أحدها: أنهم قوم قُتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم، فمنعهم من دخول الجنة معصية آبائهم، ومنعهم من دخول النار قتلهم في سبيل الله، وهذا مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم.


والثاني: أنهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فلم تبلغ حسناتهم دخول الجنة، ولا سيئاتهم دخول النار، قاله ابن مسعود، وحذيفة، وابن عباس، وأبو هريرة، والشعبي، وقتادة.


والثالث: أنهم أولاد الزنا، رواه صالح مولى التوأمة عن ابن عباس.

والرابع: أنهم قوم صالحون فقهاء علماء، قاله الحسن، ومجاهد؛ فعلى هذا، يكون لبثهم على الأعراف على سبيل النزهة.


والخامس: أنهم قوم رضي عنهم آباؤهم دون أُمهاتهم، أو أُمهاتهم دون أبائهم، رواه عبد الوهاب بن مجاهد عن إبراهيم.


والسادس: أنهم الذين ماتوا في الفترة ولم يبدِّلوا دينهم، قاله عبد العزيز بن يحيى.


والسابع: أنهم أنبياء، حكاه ابن الانباري.


والثامن: أنهم أولاد المشركين، ذكره المنجوفي في تفسيره.


والتاسع: أنهم قوم عملوا لله، لكنّهم راؤَوا في عملهم، ذكره بعض العلماء.


5- وفي (التفسير الكبير) المسمى ( مفاتيح الغيب) يقول الفخر الرازي :

"الأعراف فهو جمع عرف وهو كل مكان عال مرتفع، ومنه عرف الفرس وعرف الديك، وكل مرتفع من الأرض عرف، وذلك لأنه بسبب ارتفاعه يصير أعرف مما انخفض منه.


إذا عرفت هذا فنقول: في تفسير لفظ الأعراف قولان:


القول الأول: وهو الذي عليه الأكثرون أن المراد من الأعراف أعالي ذلك السور المضروب بين الجنة والنار، وهذا قول ابن عباس.


والقول الثاني: وهو قول الحسن وقول الزجاج: في أحد قوليه أن قوله )وَعَلَى الأعراف) أي وعلى معرفة أهل الجنة والنار رجال يعرفون كل أحد من أهل الجنة والنار بسيماهم.. قيل للحسن: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فضرب على فخذيه ثم قال: هم قوم جعلهم الله تعالى على تعرف أهل الجنة وأهل النار يميزون البعض من البعض، والله لا أدري لعل بعضهم الآن معنا!


ثم يواصل الفخر الرازي عرض وجهة النظر التي تذهب إلى أن أصحاب الأعراف هم الأشراف من أهل الطاعة وأهل الثواب من الأنبياء والملائكة والشهداء ن فيقول :


" فإن قيل : هذه الوجوه الثلاثة باطلة ؛ لأنه تعالى قال في صفة أصحاب الأعراف أنهم ) لم يدخلوها وهم يطمعون) أي : لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون في دخولها ، وهذا الوصف لا يليق بالأنبياء ، والملائكة والشهداء .


أجاب الذاهبون إلى هذا الوجه بأن قالوا: لا يبعد أن يقال: إنه تعالى بين من صفات أصحاب الأعراف أن دخولهم الجنة يتأخر، والسبب فيه أنه تعالى ميزهم عن أهل الجنة وأهل النار، وأجلسهم على تلك الشرفات العالية والأمكنة المرتفعة ليشاهدوا أحوال أهل الجنة وأحوال أهل النار فيلحقهم السرور العظيم بمشاهدة تلك الأحوال، ثم إذا استقر أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار، فحينئذ ينقلهم الله تعالى إلى أمكنتهم العالية في الجنة، فثبت أن كونهم غير داخلين في الجنة لا يمنع من كمال شرفهم وعلو درجتهم.


وأما قوله: (وَهُمْ يَطْمَعُونَ( فالمراد من هذا الطمع اليقين ، ألا ترى أنه تعالى قال حكاية عن إبراهيم عليه السلام : (والذي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لي خَطِيئَتِى يَوْمَ الدين) وذلك الطمع كان طمع يقين، فكذا هاهنا.


ثم يورد بعد ذلك : "القول الثاني: وهو قول من يقول أصحاب الأعراف أقوام يكونون في الدرجة النازلة من أهل الثواب والقائلون بهذا القول ذكروا وجوهًا: أحدها: أنهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فلا جرم ما كانوا من أهل الجنة ولا من أهل النار فأوقفهم الله تعالى على هذه الأعراف لكونها درجة متوسطة بين الجنة وبين النار ثم يدخلهم الله تعالى الجنة بفضله ورحمته وهم آخر قوم يدخلون الجنة، وهذا قول حذيفة وابن مسعود رضي الله عنهما واختيار الفراء، وطعن الجبائي والقاضي في هذا القول واحتجوا على فسادّه بوجهين: الأول: أن قالوا إن قوله تعالى (وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الجنة أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون) يدل على أن كل من دخل الجنة فإنه لابد وأن يكون مستحقًا لدخولها، وذلك يمنع من القول بوجود أقوام لا يستحقون الجنة ولا النار، ثم إنهم يدخلون الجنة بمحض التفضل لا بسبب الاستحقاق.


وثانيهما: إن كونهم من أصحاب الأعراف يدل على أنه تعالى ميزهم من جميع أهل القيامة بأن أجلسهم على الأماكن العالية المشرفة على أهل الجنة، وأهل النار، وذلك تشريف عظيم، ومثل هذا التشريف لا يليق إلا بالأشراف ولا شك أن الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم فدرجتهم قاصرة، فلا يليق بهم ذلك التشريف."


وبعد ذلك يواصل الفخر الرازي كلامه المفتوح الذي يحتمل الرأيين معا ، ولكن من يدقق النظر في تلك الكلمات يتوصل بدون صعوبة إلى ما رجحه الرجل ، وهذا هو نص ما قاله بالحرف :


"ثم إن قلنا إن أصحاب الأعراف هم الأشراف من أهل الجنة فقد ذكرنا أنه تعالى إنما أجلسهم على الأعراف وأخر إدخالهم الجنة ليطلعوا على أحوال أهل الجنة والنار، ثم إنه تعالى ينقلهم إلى الدرجات العالية في الجنة كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال"إن أهل الدرجات العلا ليراهم من تحتهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء، وأن أبا بكر وعمر منهم" وتحقيق الكلام أن أصحاب الأعراف هم أشراف أهل القيامة، فعند وقوف أهل القيامة في الموقف يجلس الله أهل الأعراف في الأعراف، وهي المواضع العالية الشريفة فإذا أدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار نقلهم إلى الدرجات العالية في الجنة، فهم أبدًا لا يجلسون إلا في الدرجات العالية.


وأما إن فسرنا أصحاب الأعراف بأنهم الذين يكونون في الدرجة النازلة من أهل النجاة قلنا إنه تعالى يجلسهم في الأعراف وهم يطعمون من فضل الله وإحسانه أن ينقلهم من تلك المواضع إلى الجنة".


6- و(في محاسن التأويل) يقول القاسمي :


" ( وعلى الأعراف رجال) أي: على أعراف الحجاب وشرفاته وأعاليه، وهو السور المضروب بينهما، جمع عرف، مستعار من عرف الفرس، وعرف الديك، وكل ما ارتفع من الأرض عرف، فإنه بظهوره أعرف مما انخفض.


وقد حكى المفسرون أقوالًا كثيرة في رجال الأعراف، عن التابعين وغيرهم، أنهم فضلاء المؤمنين، أو هم الشهداء، أو الأنبياء، أو قوم أوذوا في سبيل الله، فاطّلعوا على أعدائهم ليشمتوا بهم، فعرفوهم بسيماهم، وسلموا على أهل الجنة.


واللفظ، لإبهامه، يحتمل ذلك؛ لأن السياق يدل على سمو قدرهم، لاسيما بجعل منازلهم الأعراف، وهي الأعالي، والشرف، كما تقدم ومن ذكر كلهم جديرون بذلك- والله أعلم".


أعتقد أنه بعد كل هذا الذي ذكرناه من اختلاف كبير وتباين حاد في الأقوال والتفاسير،يصبح قول ابن كثير الذي ذكره في تفسيره في سياق تناوله لاختلاف المفسرين في تعيين أصحاب الأعراف:

(وكلها قريبة ترجع إلى معنى واحد، وهو أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم "، قول فيه نظر ويحتاج إلى تفنيد ومراجعة.


وأخيرا أحب أن أستشهد وأختم برأي الشيخ محمد الغزالي الذي سجله في كتابه ( نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم) : " والشائع بين المفسرين أن هؤلاء قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فانتظروا حتى يُبت في أمرهم! وأرى أن أصحاب الأعراف هم الدعاة والشهداء الذين بلغوا رسالات الأنبياء وقادوا الأمم إلى الخير!! فإن الأعراف هي القمم الرفيعة، ومنها سُمِّى عرف الديك عرفا... وهم في الآخرة يرقبون الجماهير والرؤساء في ساحة الحساب، ويلقون بالتحية أهل الجنة، وبالشماتة أهل النار. وحديث القرآن الكريم عنهم يرجح هذا الفهم فهم يتكلمون بثقة ويوبخون المذنبين على ما اقترفوا ويستعيذون بالله من مصيرهم..ومن المستبعد أن يكون ذلك موقف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم لا يدرون أين يذهب بهم؟ "

منقول

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك





 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في الموقع .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك

الساعة الآن 05:51 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024