صلاة الجنازة على المنتحر

صلاة الجنازة على المنتحر

سألني أحد الإخوة الكرام سؤالا يقول فيه:(هل المنتحر يصلى عليه صلاة الجنازة؟)

أولا لابد من كلمة حول الانتحار لأنه كثر في زماننا حفظنا الله جميعا وعافانا.

الانتحار من أشد الموبقات وأعظم الكبائر وقد جاء في الوعيد عليه آيات وأحاديث تكاد لا تحصى لكثرتها وذلك لشناعة هذا الجرم حتى قال الله عز وجل:(ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا) نسأل الله العافية والرسول صلى الله عليه وسلم عليه وسلم قال:( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يوم القيامة يتوجأ بها -يعني يطعن بها-في بطنه خالدا مخلدا في نار جهنم ومن تحسى سما فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا) فهنا وعيد بالخلود في النار وأن من يفعل هذا لا يغفر له هذا ظاهر الحديث لكن جاءت آيات وأحاديث تثبت أن الله لا يخلد في النار من كان مسلما يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ولذلك العلماء استشكلوا هذه الأحاديث وهي كثيرة في من يقتل نفسه فقالوا نعم هذا هو جزاؤه الذي يستحقه لو أراد الله أن يعاقبه لكن الله عز وجل من كمال رحمته كتب أن أهل الإيمان لا يخلدون في النار.

ويدل على هذا أحاديث عديدة منها (قصة الصحابي الذي هاجر إلى المدينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أصيب في أحد المعارك ولم يحتمل آلام الجراح فأخذ خنجرا وقطع بها براجمه اي عقد الأصابع حتى سال دمه ومات رضي الله عنه فرآه الطفيل بن عمرو الدوسي في المنام في حال حسنة وقد غطيت يداه فقلت يا فلان كيف حالك؟ أين أنت؟ قال: ابشرك ان الله غفر لي بهجرتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم قلت فما بال يديك مغطيتان قال: لقد قيل إنا لن نصلح منك ما أفسدت قال فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:اللهم وليديه فاغفر) فهذا الحديث يدل على أنه لا يخلد في النار صحيح أن معصيته كبيرة لكنه لا يخلد وهذا مما يستدل عليه العلماء ان المنتحر لا يحكم عليه بالكفر ولو أنه ارتكب جرما كبيرا وموبقة من الموبقات هذه كلمة في مسألة الانتحار والعياذ بالله
نعوذ إلى السؤال اخي الحبيب مادام أن العلماء اجمعوا ان المنتحر لا يكفر فإنهم أجمعوا أيضا على أنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين ويدعى له بالرحمة وهناك مجموعة من الأئمة يتحرجون في الصلاة على المنتحر وهذا خطأ منهم أنت كإمام صل على كل ميت جيء به إليك ولا دخل لك بطريقة موته ولا تنسى أن مجموعة من المنتحرين مرضى نفسانيين فلا تحكم على أحد مادمت لست مطلعا عليهم.

إذن اخي الحبيب مسألة الانتحار هي جريمة عظمى وموبقة من الموبقات والعياذ بالله إلا أن العلماء أجمعوا على عدم تكفيره والصلاة عليه نسأل الله تعالى السلامة والعافية لنا جميعا وأن يختم لنا بالحسنى والله تعالى اعلى واعلم.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة