|
07-27-2019, 05:33 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
راحة البال، والشعورُ بالطمأنينة والسكينة: مطلبُ كلِّ إنسان. قد نفتقد هذا الهدوء النفسيَّ ونشعر بالضيق، ونشتاق إلى مشاعرَ تُطمئن أنفسَنا، وتبهج أرواحنا. كيف يُمكن الوصول إلى راحة البال؟ هناك بعض النقاط التي قد تعينك لتعرف إجابة هذه الأسئلة: حينما تخلص النية لله وَحده، ويكون هدفك الأساسي هو إرضاءَه وطاعته. حينما تكُفُّ عن القلق الزائد والخوفِ والتردُّد. حينما تتوقف عن تأنيب نفسك بقسوة، ولا تفعل سوى عتابها وتدميرها بالكلمات السلبية. فالأفضل لك أن تُفكر في حلول واقعية، وتسعى إليها جاهدًا، وتصبر وتتوكل، وتفوِّض أمرك إلى الله، ولا تستعجل النتائج. حينما تعرف أن المثالية والكمال لن تصل إليهما مهما فعلت؛ فهذه طبيعة البشر. حينما توجِّه كلَّ تفكيرك نحو ما ينفعك في هذه الدنيا وفي آخرتك. حينما تفكر فيما تفيد به نفسَك وغيرك، وتسعى نحو الارتقاء بنفسك، وتنمية مواهبك وقدراتك، وتتعلم علمًا ينفعك، وتعم فائدتُه عليك وعلى الآخرين. حينما تزيل كلَّ آثار عدم التسامح والرغبة في الانتقام ممن تعمَّد إيذاءك. كلما شعرت بالحزن والضيق يا ولدي، تذكر أن تتخلص من التفكير في مواقفَ محزنة، لا فائدة من تذكُّرها سوى تعذيب نَفْسك. توقَّف عن تذكُّر أشخاص قد يكونون تسببوا في إلحاق الضرر بك، أو ظلموك؛ لأنه لا جدوى من تذكُّرهم. اشغل تفكيرك وخاطرك بما هو نافع لك، تذكَّرْ مواقفك الإيجابية، تذكر حسناتٍ وصفات ومواقفَ طيبةً رأيتها من الآخرين، وتعلَّم منهم واكتسب مهاراتٍ جديدة. علِّق قلبك وفكرك بكل ما هو إيجابي. غضبك من الآخرين وانشغال بالك بهم، لن يؤثر سوى فيك وحدك، وحتمًا سيكون تأثيرًا سلبيًّا، أما الآخرين، فقد تكون خارج دائرة اهتماماتهم، ولا يشغلهم مطلقًا سواء أكنت غاضبًا منهم، أو لم تسامحهم. وقَد لا يعبؤون بك؛ فأنت لست مهمًّا لديهم، ومشاعرُك نحوهم لا قيمة لها. أنت بذلك تؤذي نفسك، وتشحنها بمشاعر سلبيَّة؛ أضرارها عليك وحدك. إن لنفسك عليك حقًّا، فاسعَ نحو الارتقاء بها، وتحصينها ضد أي مشاعر تلحق الضرر بها. لا تقارن حياتك بالآخرين، ولا تشغل بالك بالبشر كثيرًا. ركز في حياتك وفي النعم العديدة التي منحها الله لك. حينما تعرف كيف تتخلص من كلِّ الأفكار السلبية المدمرة المحبطة. حينما تكُف عن الشكوى واللوم والعتاب والانتقادات التي توجهها للآخرين، وتبدأ أُسلوبًا جديدًا لتتعامل به في مواقف حياتك، والشخصيات التي تتعامل معها، أُسلوبًا أكثر حكمة وهدوءًا وتريثًا، أُسلوبًا يوجِّهُه ويرشده العقلُ والتفكُّر. حينما لا تيئس من رحمة الله. حينما لا تفقد الأمل في قدرة الله ومشيئته على تبديل حالك إلى أفضل حال. راحة البال تأتي يا ولدي من الرِّضا. حينما يتملكك الشعور بالرضا، ستبصر راحة البال، وستعرف معنى انشراح الصدر والطمأنينة. راحة البال في ذكر اللَّه: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]. حينما تُدرك أن الدنيا دار ابتلاء، وحتمًا سيحدث ما يحزنك ويقلقك أو يخيفك، وحتما قد يظلمك البعض، وقد تعتريك مشكلات متعددة في رحلة حياتك. قد تصاب في صحتك، ويتمكَّن المرض منك، وستعاني من أمراض القلوب، وهذه الأمراض لا طبيب ولا دواء لها سوى أن تهذِّب نفسك من هذه الأمراض، وتلتجئ إلى الله ليداويَك منها. الذكر والدعاء أفضل علاج للحصول على راحة البال. قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124]. أحسِنِ الظن بالله، وأخلِص النية له، واسعَ نحو التخلص من الأفكار والمشاعر السلبية، واستبدل بها أخرى إيجابية. ارتقِ بنفسك واصبر؛ حتى تنعم براحة البال. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: البرمجة اللغوية العصبية |
||||||||||||||
|
|
|