ثقاقة عامة وشعر معلومات ثقافية وشعر |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
03-19-2015, 03:40 AM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
بسم الله مولى الرحمات وصاحب النفحات وإله الأرض والسماوات والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد المخلوقات ورسول الخير والبركات وعلى آله وصحابته أجمعين . ففي تعاقب الليل والنهار , ومرور الشهور والأعوام عبرة لمن اعتبر , ومواعظ لمن اذكر , إذ تتغير الأوضاع , وتتقلب الأحوال , ويرفع الله أقواما , ويضع آخرين . في العام المنتهي عزّ أفراد من بعد ذلة , وذل غيرهم من بعد عزة , واغتنى أناس , وافتقر آخرون . وشفي مرضى , ومرض أصحاء , وقامت حروب , وشردت شعوب , وهكذا الأيام والليالي في تقلباتها وأحوالها . نعــــــمة وعبــــرة في تعاقب الليل والنهار , ودوران الزمن , نعمة وعبــــــــــــــرة :: أما النعمة فقد جاء ذكرها في قوله تعالى (( الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون )) . وأما العبرة والعظة فنهاية عام ودخول عام , وكل ذلك أيام تنقضي من عمرك ياابن آدم . وأنت تقترب من الآخرة يوماً بعد يوم , والموت يطلبك ويقترب منك ساعة بعد ساعة . قال الحسن البصري : يا ابن آدم إنما أنت أيام , كلما انـقضى يوم ذهب بعضك . أيها المسلم : وأنت تدخل عاما جديدا : هل راجعت حساباتك في عبادة ربك , وطاعة مولاك ؟ كيف كنت في العام الماضي مع المعاصي والذنوب ؟ كيف كان تعاملك مع الهوى والشيطان ؟ . هل كان جهادا ومجاهدة , واستعاذة ومخالفة , أم استسلام للهوى وموافقة وطاعة للشيطان ومتابعة ؟؟ ألم تعلم أن العام طوي بما فيه من خير وشر ؟ رفعت أقلامه ! وجفت صحفه وسجلت أعماله !! في ختام العام , أفلا يكون منك فرح وسرور بما عملت من خير فيه يحفزك إلى زيادة ومثابرة , واكتساب للخيرات , ومسابقة في الصالحات . يصاحبه شعور ندم وتأسف على تفريط في اكتساب المزيد من الحسنات والوقوع في بعض المحرمات أو المكروهات فيقودك هذا الشعور إلى صدق التوجه إلى الله تعالى بالتوبة النصوح , وسلوك الصراط المستقيم , والإنضمام إلى حزب المتقين . بمثل هذا الشعور والإحساس يختم المؤمنون المفلحون ذوو الغايات النبيلة والنفوس السامية والهمم العالية عاما قد مضى , ويستقبلون عاما قد حل . اما العابثون اللاهون فيأكلون وينامون ويعبثون , ولا يأخذون من مرور الأيام عبرا , ولا يستفيدون من أحداث العام دروسا . فليس لهم أهداف عالية , ولا غايات نبيلة . وقد انحصرت أهدافهم في إشباع شهواتهم , وإرواء نزواتهم . من ياترى يعتبر ؟! كم من أشخاص عاشوا العام الراحل بالآمال والتطلعات للمستقبل وتأمينه ! كدحوا في طلب الرزق كثيرا , وضربوا في الأرض لاكتساب الرزق طويلا . تطلعوا للمناصب العالية وسعوا في تحصيل الأموال الكثيرة . جدوا في بناء البيوت الكبيرة وتوفير المراكب المريحة . نافسوا الدنيا وتفوقوا فيها , جاوزوا الصعاب وأمّنوا لأهلهم عيشا رغيدا , لكـــــــــــنــــهم كانوا عن الأخرة من الغافلين , وعن تحصيل رضوان الله معرضين , وإلى الموبقات سبّـــاقين . بينا هم كذلك مسرورين , نادتهم القبور , وتخطفتهم المنون , فرحلوا عن الدنيا وهم فيها يأملون . رحــل العام ورحلوا , ولم يبق لهم إلا ماعملوا . قد نسيت أخبارهم , واندرست آثارهم , وذهب توقيرهم وأخبارهم ! أوليس فيهم أبلغ موعظة وعبرة ؟! فهل نتأمل ونتدبر ؟ وبمن مضى نتعظ ونعتبر , فإنا نسير إلى ما ساروا إليه , ولسوف نرد على ماوردوا عليه ... م/ن ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: ثقاقة عامة وشعر |
||||||||||||||
|
|
|