مواضيع إسلامية عامة أدعية وأحاديث ومعلومات دينية مفيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
06-10-2019, 04:53 PM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
يقول تعالى في سورة"آل عمران":(إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا). وقال في سورة"الفتح":(وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم) فجاء في الآية الأولى بلفظ "بكة" وفي الآية الثانية بلفظ "مكة" فما السر البياني في هذا الإختلاف بين هاتين الآيتين وهذين اللفظين؟ بداية لفظ "بكة" و "مكة" اسمان لمسمى واحد وهي مكة المكرمة واللفظان كلاهما جاءا مرة واحدة في القرآن الكريم. لفظ "بكة" من "البَكٍّ" وهو التدافع والازدحام وقد جاء عند "الراغب الاصفهاني" في "مفرداته عن القرآن":(ان البك هو شدة التدافع والازدحام) ونقل عامة علماء التفسير عن قول "سعيد بن جبير" رحمه الله قال:(سميت بكة بهذا الاسم لأن الناس يتباكون فيها اي يتدافعون) واذا رجعنا إلى سياق الآية التي جاءت فيها "بكة" وجدنا أنها جاءت في سياق الحج في سورة "آل عمران":(ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا) ولا ريب أن الحج هو مضنة التدافع والازدحام في الطواف وفي السعي في جميع مناسكه فجاء لفظ "بكة" منسجما مع سياق الآية أما لفظ "مكة" فقد جاء في سورة "الفتح" في سياق القتال كما قال تعالى:(وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم) ولا ريب أن القتال والجهاد ليس فيه مضنة التدافع والازدحام فجاء هذا اللفظ منسجما مع سياق الآية خلاصة الكلام إذن أن الله تعالى لما تحدث عن الحج في سورة "آل عمران" ولما كانت مناسك الحج فيها تدافع وتزاحم جاء بلفظ "بكة" الذي يدل على التدافعوالازدحام ولما تحدث عن القتال والجهاد في سورة "الفتح" جاء بلفظ "مكة" لأن الجهاد والقتال لا يعرف تدافعا ولا ازدحاما إنما يعرف تطاحنا وقتالا فكل كلمة في القرآن الكريم إلا وتوضع في المكان المناسب لها للسياق الذي جاءت فيه وهذا من بديع القرآن الكريم وجماله مما يدل على أنه من عند الله تعالى. ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة |
||||||||||||||
|
|
|