رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
11-11-2015, 02:40 AM | #1 | ||||||||||||||
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
|
1- *** بﻼل بن رباح المؤذن يكنى أبا عبد الله ، وقيل : أبا عبد الكريم ، وقيل : أبا عبد الرحمن ، وقال بعضهم يكنى : أبا عمرو . وهو مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، اشتراه بخمس أواق ، وقيل بسبع أواق ، وقيل بتسع أواق ، وقيل اشتراه بعبد مكانه ، أعطاه أمية بن خلف مقابل بﻼل ، ثم أعتقه ، وكان له خازناً ، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذناً ، شهد بدراً ، وأحداً ، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . 2- *** وكان أول من أظهر اﻹسﻼم سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمار وأمه سمية ، وصهيب ، وبﻼل ، والمقداد وقيل : خباب . فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب . وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه . وأما سائرهم فأخذهم المشركون ، فألبسوهم أدرع الحديد ، وصهروهم في الشمس ، فما منهم إنسان إﻻ وقد أتاهم على ما أرادوا ، إﻻ بﻼﻻً فإنه هانت عليه نفسه في الله ، وهان على قومه ، فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة ، وهو يقول أحد أحد . 3- *** وكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة بمكة المكرمة ، واشتد حرها ، وعظم لهبها ، فيطرحه على ظهره ، ثم يأمر بصخرة عظيمة ، فتوضع على صدره ثم يقول له : " ﻻ تزال هكذا حتى تموت ، أو تكفر بمحمد وتعبد الﻼت والعزى " ، وبﻼل في ذلك البﻼء والكرب الشديد يقول : " أحد ، أحد " . وكان صادق اﻹسﻼم ، طاهر القلب . قال سعيد بن المسيب : كان بﻼل شحيحاً على دينه ، وكان يعذب على دينه ، فإذا أراد المشركون أن يوافقه على كفرهم قال : الله ، الله . 4- *** أين نحن من بﻼل ، بﻼل يتعرض للعذاب والقتل حتى يترك اﻹسﻼم ، وله في ذلك دليل من كتاب الله لكنه يصبر على اﻷذى والعذاب في سبيل الله تعالى ، نعم يتقرب إلى الله بالصبر على العذاب ، وﻻ يترك دينه . ومنا اليوم من يفسد ويفسق ويفعل المعاصي ، ويقترف اﻹثم ، ويأتي الذنوب ، وهو يتنعم بنعم الله عليه ، فشتان بين اﻻثنين . الرعيل اﻷول يتقربون إلى الله بفعل الطاعات ، والخير والبر والقربات ، ومنا اليوم من يتقرب إلى الله بالمعاصي ، ﻷنه واقع فيها ﻻ محالة ، فﻼ حول وﻻ قوة إﻻ بالله .* 5- *** وتمضي اﻷيام ويعتقد بﻼل ، ويهاجر إلى المدينة ، ويخرج مع المسلمين إلى غزوة بدر ، ويرى من بين جموع المشركين أمية ابن خلف ، فيهتف بﻼل قائﻼً : " ﻻ نجوت إن نجا " ، ويهجم عليه هجوم اﻷسد الجريح المنتقم ، ويمكنه الله منه ، فيقتله بيده التي كان يوثقها أمية ، ويهتف المسلمون ببدر : " أحد ، أحد " . فقال فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه أبياتاً : هنيئاً زادك الرحمن خيراً ... فقد أدركت ثأرك يا بﻼل . 6- *** عن جابر بن عبد الله أن عمر رضي الله عنه كان يقول : أبو بكر سيدنا ، وأعتق سيدنا ، يعني بﻼﻻً . 7- *** ونزل في بﻼل وغيره قوله تعالى : " ما لنا ﻻ نرى رجاﻻ كنا نعدهم من اﻷشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم اﻷبصار " ، كان يقول أبو جهل : أين بﻼل أين فﻼن كنا نعدهم في الدنيا من اﻷشرار فﻼ نراهم في النار أم هم في مكان ﻻ نراهم فيه أم هم في النار ﻻ نرى مكانهم ؟ 8- *** وكان بﻼل إذا فرغ من اﻷذان فأراد أن يعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد أذن ، وقف على الباب وقال : حي على الصﻼة ، حي على الفﻼح ، الصﻼة يا رسول الله . فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرآه بﻼل ابتدأ في اﻹقامة . 9- *** وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة مؤذنين :* بﻼل بن رباح ، وابن أم مكتوم [ بالمدينة ] ، وسعد القرظ [ بقباء ] ، وأبو محذورة [ بمكة ] . 10- *** حكم وصفات اﻷذان : أوﻻً : حكم اﻷذان واﻹقامة : أنهما فرض كفاية ، وهو ما يلزم جميع المسلمين إقامته ، فإذا قام به من يكفي ، سقط اﻹثم عن الباقين .* وهما مشروعان في حق الرجال حضراً وسفراً للصلوات الخمس ، وإن تركهما أهل بلد فإن على اﻹمام أن يقاتلهم ، ﻷنهما من شعائر اﻹسﻼم الظاهرة ، فﻼ يجوز تعطيلهما . ثانياً : صفات اﻷذان : إذا جاءت السنة بتنوع مشروع صحيح في ذكر معين ، فينبغي أن يؤتى بهذا مرة ، وهذا مرة ، والفائدة من ذلك ، أن السنن ﻻ تُنسى ، ﻷننا لو أهملنا إحدى الصفات ، نُسيت اﻷخريات . ولهذا أكثر الناس اليوم ﻻ يعرفون إﻻ أذان بﻼل رضي الله ، بينما يجهلون أذان وإقامة أبو محذورة وهو أذان مشهور عمل به الشافعي وغيره . قال شيخ اﻹسﻼم رحمه الله : " فإذا اتبع الرجل المشروع المسنون ، واستعمل اﻷنواع المشروعة ، هذا تارة ، وهذا تارة ، كان ممن حفظ السنة علماً وعمﻼً " [ مجموع الفتاوى 24/250 ] . وقال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في الشرح الممتع على زاد المستقنع 2 / 45 : " كلُّ ما جاءت به السُّنَّة من صفات اﻷذان فإنه جائز، بل الذي ينبغي: أنْ يؤذِّنَ بهذا تارة، وبهذا تارة إن لم يحصُل تشويش وفتنةٌ. فعند مالك سبعَ عَشْرةَ جملة، بالتكبير مرتين في أوَّله مع الترجيع _ وهو أن يقول الشهادتين سِرًّا في نفسه ثم يقولها جهراً _ . وعند الشافعي تسعَ عَشْرَة جملة ، بالتكبير في أوَّله أربعاً مع الترجيع ، وكلُّ هذا مما جاءت به السُّنَّة ، فإذا أذَّنت بهذا مرَّة ، وبهذا مرَّة كان أولى .* والقاعدة : " أن العبادات الواردة على وجوه متنوِّعة، ينبغي لﻺنسان أن يفعلها على هذه الوجوه " ، وتنويعها فيه فوائد : أوﻻً : حفظ السُّنَّة، ونشر أنواعها بين النَّاس. ثانياً : التيسير على المكلَّف، فإن بعضها قد يكون أخفَّ من بعض فيحتاج للعمل. ثالثاً : حضور القلب، وعدم مَلَله وسآمته. رابعاً : العمل بالشَّريعة على جميع وجوهها. فإذا علمنا هذا فإنه قد ثبت لﻸذان ثﻼث صفات ، ولﻺقامة صفتان : الصفة اﻷولى :* اﻷذان : خمس عشرة كلمة : جاءت في حديث عبد الله بن زيد في الرؤيا التي رآها وهي : الصفة المعروفة اليوم ، وعدد كلماتها ، خمس عشرة كلمة . واﻹقامة : إحدى عشرة كلمة ، وهي اﻹقامة المعروفة اليوم ، وهي التي كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وفاته . الصفة الثانية :* اﻷذان : تسع عشرة كلمة : وهي مثل اﻷذان اﻷول ، مع ترجيع الشهادتين ، والترجيع : أن يذكر الشهادتين مرتين مرتين يذكرهما في نفسه ، ثم يعيدهما رافعاً بهما صوته . واﻹقامة : سبع عشرة كلمة ، التكبير أربعاً ، وعدم الترجيع في الشهادتين . الصفة الثالثة : اﻷذان : سبع عشرة كلمة : كالصفة الثانية ، لكن مع اﻻقتصار على تكبيرتين في أوله . واﻹقامة : سبع عشرة كلمة ، كما سبق في الصفة الثانية . 11- *** عن الشعبي قال: خطب بﻼل وأخوه إلى أهل بيت من اليمن فقال: أنا بﻼل وهذا أخي ، عبدان من الحبشة كنا ضالين فهدانا الله ، وكنا عبدين فأعتقنا الله ، إن تنكحونا فالحمد لله ، وإن تمنعونا فﻼ حول وﻻ قوة إﻻ بالله ، فزوجهما والحمد لله . 12- *** البشرى بالجنة : عن أَبي هريرة رضي الله عنه : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبِﻼَلٍ : " يَا بِﻼَلُ ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي اﻹسْﻼَمِ ، فَإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ _ حركة النعل وصوته على اﻷرض _ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ " قَالَ : مَا عَمِلْتُ عَمَﻼً أرْجَى عِنْدي مِنْ أَنِّي لَمْ أتَطَهَّرْ طُهُوراً فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ ، إِﻻَّ صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أنْ أُصَلِّي " [ متفقٌ عَلَيْهِ ، وهذا لفظ البخاري ] . عن بريدة رضي الله عنه قال : : أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوماً فدعا بﻼﻻً فقال : " يا بﻼل ! بم سبقتني إلى الجنة البارحة ، سمعت خشخشتك _ الصوت والحركو _ أمامي ، فأتيت على قصر من ذهب مربع مشرف فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا : لرجل من قريش ، فقلت : أنا قرشي ؟ لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر بن الخطاب ، فقال بﻼل : يا رسول الله ، ما أذنت قط ، إﻻ صليت ركعتين ، وما أصابني حدث إﻻ توضأت ، عندها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بهذا " [ رواه الحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وكذا قال الذهبي في التلخيص ] . 13- *** قال بﻼل رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أصبحوا بالصبح ، فإنه أعظم لﻸجر " [ رواه أحمد والترمذي وابن ماجة والطحاوي والبيهقي بسند صحيح ] ، ومعنى الحديث كما قال الطحاوي : أن يدخل في الفجر وقت التغليس _ في الليل _ ويطول القراءة ، حتى ينصرف عنها مسفراً . 14- *** عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : قال : كُنَّا مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ نفرٍ ، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : اطْرُدْ هؤﻻءِ ﻻ يَجْتَرئون علينا ، قال : وكنتُ أَنا وابُن مسعودٍ ، ورجل من هُذَيْل ، وبﻼلٌ ورَجُﻼَن _ لستُ أَسمِّيهمِا _ فوَقَعَ في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقعَ ، فحدَّثَ نفسَه _ ﻷنه صلى الله عليه وسلم كان يطمع في إسﻼم صناديد قريش _ فأنزل اللّه تعالى : { وَﻻَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ }[ اﻷنعام52 ] [ أخرجه مسلم ] . 15- *** وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بﻼﻻً وقت الفتح ، فأذن فوق الكعبة ، وحطم اﻷصنام وعدده ثﻼثمائة وستين صنماً ، فأخرج الناس من عبادة العباد ، إلى عبادة رب العباد . 16- *** وقيل : أن النجاشي بعث بثﻼث عنزات _ عصا قصيرة ، تستخدم كسترة في الصﻼة _ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعطى علياً واحدة ، وعمر واحدة ، وأمسك واحدة ، فكان بﻼل يمشي بها بين يديه في العيدين حتى يأتي المصلى ، فيركزها بين يديه ، فيصلي إليها ، ثم كان يمشي بها بين يدي أبي بكر ، ثم كان سعد القُرَظَ يمشي بها بين يدي عمر وعثمان . خﻼف العلماء في حكم السترة . 17- *** فضل اﻷذان . 18- *** الجهاد في سبيل الله وأنواعه : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جاء بﻼل يريد الجهاد إلى أبي بكر الصديق ، فقال له : يا خليفة رسول الله ! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : " أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله ". فقال أبو بكر : فما تشاء يا بﻼل ؟ قال : أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت . قال أبو بكر : أنشدك بالله يا بﻼل ! وحرمتي وحقي ، فقد كبرت ، وضعفت ، واقترب أجلي ، فأقام معه حتى توفي رضي الله عنه ، ثم أتى عمر ، فرد عليه ، فأبى بﻼل ، فقال : إلى من ترى أن أجعل النداء ؟ قال : إلى سعد ، فقد أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعله عمر إلى سعد وعقبه . 19- *** رؤيا بﻼل وهو بالشام : رأى بﻼل النبي صلى الله عليه وسلم ، في منامه وهو يدعوه لزيارة المدينة ، وزيارة المسجد النبوي ، والسﻼم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانتبه حزيناً ، وركب راحلته ، وقصد المدينة ، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل يبكي عنده ، ويمرغ وجهه عليه ، فأقبل الحسن والحسين ، فجعل يضمهما ويقبلهما ، فقاﻻ له : يا بﻼل ! نريد أن نسمع أذانك . ففعل وعﻼ السطح ، ووقف ، فلما أن قال : الله أكبر ، الله أكبر ، ارتجت المدينة ، فلما أن قال : أشهد أن ﻻ إله إﻻ الله ، ازداد رجتها ، فلما قال : أشهد أن محمداً رسول الله ، خرجالناس رجاﻻً ونساءً ، صغاراً وكباراً ، وقالوا : بعث رسول الله ، فما رؤي يوم أكثر باكياً وﻻ باكية بالمدينة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من ذلك اليوم . 20- *** بعد تلك الليلة الباكية المشهودة ، شد بﻼل رحاله عائداً إلى الشام مرابطاً فيها ، متفائﻼً ببشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسماعه لدف نعليه في الجنة . ولما احتضر بﻼل رضي الله عنه قال : غدا نلقى اﻷحبة محمداً وحزبه . فقالت امرأته : واويﻼه ! فقال : وافرحاه !. وتأتي لحظة الرحيل التي ﻻبد لكل حي منها ، مصداقاً لقوله تعالى : " إنك ميت وغنهم ميتون " ، " كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجﻼل واﻹكرام " ، " كل شيء هالك إﻻ وجهه له الحكم وإليه ترجعون " ويموت بﻼل رضي الله عنه ، ويدفن في الشام ، سنة عشرين بدمشق ، وهو ابن بضع وستين سنة . ويلحق بالرفيق اﻷعلى ، ليتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ، كما كان يتقدم بين يديه في الدنيا يفسح له الطريق ، ويسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم خشخشة نعليه في الجنة ، فرضي الله عن بﻼل ، وعن سائر الصحب واﻵل ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل . كتبه يحيى بن موسى الزهراني إمام جامع البازعي بتبوك ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: رسول الله صلى الله عليه وسلم |
||||||||||||||
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مجموعة انسان على المشاركة المفيدة: |
الكلمات الدلالية (Tags) |
بلال, رباح |
|
|