وقفة مع"النصب"و"اللغوب"

وقفة مع"النصب"و"اللغوب"

قال تعالى في سورة "فاطر":(لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب).

فما معنى النصب؟ وما معنى اللغوب؟ وهل اللفظان بمنزلة واحدة وعلى معنى واحد؟

عند "الزمخشري" في "الكشاف" قال:(النصب هو التعب والمشقة) وعند "البغوي" في "معالم التنزيل":(النصب هو التعب)
اما اللغوب عند "الزمخشري":(هو الفتور الذي يصيب الجسم)
إذن يتبين أن النصب هو التعب الشديد الذي تخور معه قوى الجسم فلا يصبح في الجسم قوة ولا يستطيع الجسم معه ان يقوم معه بمزيد من العمل.

يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:(فإذا فرغت فانصب) عند بن جرير:(فانصب في عبادة ربك اي اتعب تعبا شديدا معه تخور وتنتهي قوة الجسم) لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من الليل حتى تفطرت قدماه.

ويقول تعالى في نعيم اهل الجنة وكمال هذا النعيم:(لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب) فذكر النصب وهو التعب الشديد وذكر اللغوب وهو فتور الجسم وذكرهما معا لأن ذكر أحدهما قد يوهم القارئ أن الآخر قد يقع فنفى الله تعالى الإثنين ليبين قمة نعيم الجنة ونعيم أهلها.

يقول تعالى في سورة "الكهف":(فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غذاءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) اي تعبنا تعبا شديدا من جراء هذا السفر.

إذن هذا النصب هو التعب الشديد الذي تخور وتنتهي معه قوة الجسم واما اللغوب فهو فتور الجسم وبداية هذا التعب واذا حصل اللغوب فإن في الجسم بقية من قوة ربما يستطيع الإنسان مع اللغوب ان يقوم بمزيد من العمل.

ولما زعمت اليهود أن الله خلق السماوات والارض في ستة أيام واستراح يوم السبت رد عليهم تعالى بقوله:(ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب) اي حتى هذا اللغوب وهو بداية التعب وفتور الجسم لم يصب الله تعالى.

خلاصة الكلام إذن يتبين لنا أن هناك فرقا بين النصب وبين اللغوب فلا يمكن للقرآن الكريم ان يجمع بين مترادفين في آية واحدة فكل كلمة في القرآن الكريم إلا وتوضع في مكانها الخاص بها حسب السياق الذي جاءت فيه وهذا من بديع القرآن وبيان نظمه مما يدل على أنه من عند الله تعالى.

ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: منتديات حبة البركة - من قسم: مواضيع إسلامية عامة