عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2010, 11:06 PM   #2


الصورة الرمزية مجموعة انسان
مجموعة انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 العلاقة بالمرض: مصابة
 المهنة: لا شيء
 الجنس ~ : أنثى
 المواضيع: 51985
 مشاركات: 6367
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : يوم أمس (10:44 PM)
 التقييم :  95
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 9,478
تم شكره 17,570 مرة في 8,937 مشاركة
افتراضي  



سر الماء في الجهاز العصبي المركزي

في الحقيقة أن المتأمل لحدوث القطبية بين طرفي جدار الخلية وكيف تحدث , يعلم أنها لم تكن لتحدث أبدا لولا وجود الماء في داخل الخلايا وخارجها بنسب عالية جدا , والذي جعل الله منه كل شيء حي " وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " (30) الأنبياء , ذلك أن الدارس لجزيء الماء يكتشف بأن هذا الجزيء هو الجزيء الوحيد في كل الكون الذي يكون في الحالة العادية مشحونا بشحنتين موجبة وسالبة , مما يجعل العلماء يطلقون عليه اسم الجزيء القطبي , الذي لديه قطبين موجبا وسالبا , ذلك أن جزيء الماء وكما هو معلوم يتكون من جزيئين من الهيدروجين وجزيء من الأكسجين , وهما يرتبطان مع بعضهما بعضا بطريقة تساهمية , بحيث إن الإلكترونات تتخذ مدارا مشتركا حول جزيئي الهيدروجين وجزيء الأكسجين , بحيث إنها تشكل ما يعرف باسم السحابة الإلكترونية , ويلاحظ بأن هذه السحابة الإلكترونية تتوزع توزعا غير متجانس حول ذرات جزيء الماء , فبينما تكون السحابة الإلكترونية أكثر كثافة بالقرب من ذرة الأكسجين حيث تشكل القطب السالب , تكون السحابة الإلكترونية أقل كثافة بالقرب من جزيئي الهيدروجين اللذين يشكلان القطب الموجب , وفي الحقيقة أن هذه الخاصية المميزة لجزيء الماء تجعله أقوى مذيب في الطبيعة , لقدرته الهائلة على تفكيك الجزيئات المستقرة عن بعضها بعضا , مفرقا إياها إلى ذرات مشحونة بعد أن كانت جزيئات متعادلة ذات شحنة تعادل صفر , فالمتأمل لجزيء كلوريد الصوديوم , يجد أنه جزيئا شحنته صفر , وهو مستقر لا يميل لأن يتفاعل مع أي عنصر آخر بدون وجود أي وسيط آخر , ذلك لأن التفاعل الكيميائي إما أن يحدث باكتساب إلكترونات أو فقدانها كما يحدث في الرابطة الأيونية أو المساهمة بالإلكترونات كما يحدث في الرابطة التساهمية أو رابطة جاذبية بين شحنات كما يحدث في الرابطة القطبية , ولا يمكن أن يتم أي تفاعل كيميائي في كل الكون مهما كان إلا من خلال هذه الروابط وهذه التفاعلات , ولذلك كون جزيء كلوريد الصوديوم جزيئا ذو شحنة تعادل صفر , فهذا يعني أنه يستحيل أن يدخل في أي تفاعل كيميائي أبدا مما يجعله في عرف الكيمياء جزيئا ميتا لا يتفاعل أبدا , وهنا يأتي دور الماء , فعندما يذاب جزيء كلوريد الصوديوم في جزيئات الماء , نجد أن الماء وبكل سهولة يقوم بفصل ذرة الكلور عن ذرة الصوديوم , وذلك بأنه يعطيها استقرارا جزئيا , فبينما كانت الشحنة الموجبة لذرة الصوديوم تعادلها الشحنة السالبة في ذرة الكلور في مركب كلوريد الصوديوم وتكون شحنة المركب الكلي تعادل صفر , نجد أنه بعد ذوبان هذا الجزيء في الماء , تقوم جزئيات الماء بالإحاطة بذرة الصوديوم الموجبة الشحنة بحيث إن جزيئات الماء تواجهها من الطرف السالب لجزيئات الماء , وهذا يعطي نوعا من الاستقرار الجزيء لذرة الصوديوم , بالرغم من أنها مشحونة بشحنة موجبة , إذ يحيط بها عدد من الشحنات السالبة دون الارتباط بها , مما يجعلها شحنة موجبة مفردة محاطة بجزيئات الماء من طرفها الموجب , في حين أن ذرة الكلور السالبة تبقى سالبة وتحاط بمجموعة من جزيئات الماء بحيث تواجهها جزيئات الماء وتحيط بها من الطرف الموجب , وهذا يعطي ذرة الكلور نوعا من الاستقرار بالرغم من أنها تبقى سالبة . ( 4) .
ونلاحظ هنا قدرة جزيء الماء الخارقة والتي اختصه الله سبحانه وتعالى بالخاصية القطبية , في تحويل جزيء كلوريد الصوديوم من الشحنة صفر حيث ليس له الميل للتفاعل أو اكتساب إلكترونات أو فقدانها , إلى ذرات كلور مشحونة بالشحنة السالبة وذرات صوديوم مشحونة بالشحنة الموجبة , وكلاهما ذرات قوية مشحونة تسعى للدخول في أقوى التفاعلات الكيميائية من أجل أن تحصل على الاستقرار بفقدانها للإلكترونات ( ذرة الكلور ) أو اكتسابها لها ( ذرة الصوديوم ) , وتحول قدرة المواد من الشحنة صفر إلى الشحنة السالبة والموجبة , يجعلها تتحول من عدم قدرتها في الدخول في أي تفاعل حيوي , إلى قدرتها الخيالية بل سعيها وحرصها للدخول في التفاعلات الحيوية , والتي ما سميت حيوية إلا لأن الحياة تتم بها , وهي تتم داخل الكائنات الحية , ومن هنا نستطيع أن نفهم قول الله سبحانه وتعالى " وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " (30) الأنبياء .
ويجب ملاحظة أن ذرات البوتاسيوم والصوديوم الموجودة خارج الخلية العصبية وداخلها تكونان مشحونتان وذلك بسبب وجودهما في وسط مائي هو السيتوبلازما في داخل الخلية التي تتكون من 92 % من تركيبها ماء وكذلك السائل خارج الخلوي الذي يتكون أيضا من 92% من الماء في تركيبه أيضا المرجع ( 5) , وفي الحقيقة أن حدوث الشحنة الموجبة والسالبة خارج الخلية العصبية وداخلها ما هو إلا بسبب وجود ذرات البوتاسيوم والصوديوم بشكلها المشحون , وما ذلك أيضا إلا لوجود الماء ذو الخاصية القطبية في داخل الخلايا وخارجها , ولولا وجود الماء لبقيت هذه العناصر بدون شحنة , ولما شاهدنا فرقا في الجهد بين داخل الخلية وخارجها أبدا , ولكن وجود الماء هو الذي يجعلها مشحونة ويولد فرق الجهد هذا , وقد أشار القرآن الكريم إلى قدرة جزيئات الماء القطبية على شحن العناصر الموجودة في التربة والتي لا تكون لها القدرة على الدخول في أي تفاعل حيوي بسبب عدم وجود شحنة لها " فالتفاعلات الحيوية الكيميائية لا يمكن أن تتم إلا بفقدان شحنات أو اكتساب شحنات أو المساهمة بشحنات أو رابطة قطبية بين شحنات ) وعند نزول الماء من السماء إلى التربة نجد أنه يقوم بشحن العناصر بشحنات موجبة وأخرى سالبة , فأما الشحنات المتشابهة في الشحنة فتهتز متباعدة عن بضعها بعضا بمبدأ التنافر , وأما الشحنات مختلفة الشحنة فتهتز متجاذبة من بعضها بمبدأ التجاذب " وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ " ( 5) الحج , وإن هذه الشحن لهذه العناصر في التربة يجعلها قادرة على الدخول في تفاعلات النمو والربو . من أجل ذلك ذكرت الآية الاهتزاز بالتجاذب والتنافر" اهْتَزَّتْ " وبعد ذلك ذكر الدخول في التفاعلات الحيوية للنمو والربو والإنبات " وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ " والله تعالى أعلم , ( 6) .
إذن نلخص كافة ما سبق بالنقاط التالية
1- وجود الماء في داخل الخلايا وخارجها هو الذي يشحن ذرات البوتاسيوم الموجودة بشكل أكبر في داخل الخلايا , ويشحن كذلك ذرات الصوديوم الموجودة أكبر في خارج الخلايا
2- وجود قنوات تسريب للبوتاسيوم في داخل جدار الخلية بعدد كبير , يجعل عددا كبيرة من ذرات البوتاسيوم تخرج إلى خارج الخلية , جاعلة داخلها سالبة الشحنة وخارجها موجبا
3- وجود قنوات تسريب للصوديوم في داخل جدار الخلية بعدد صغير , يجعل عددا صغيرا من ذرات الصوديوم تدخل لداخل الخلية .
4- خروج البوتاسيوم بكمية أكبر بكثير من دخول الصوديوم يجعل الشحنة في داخل الخلية سالبة وخارجها موجبا
5- وجود مضخة الصوديوم بوتاسيوم ATPase التي تدخل ذرتين من البوتاسيوم الذي خرج , وتخرج ثلاث ذرات من الصوديوم الذي دخل , تساهم في زيادة سلبية الشحنة في داخل الخلية وإيجابية الشحنة في خارجها .
6- وجود المركبات السلبية المرتبطة مع بروتينات ضخمة في داخل الخلية , وعدم قدرة هذه المركبات الضخمة على الخروج يحبس مزيد من الشحنات السالبة في داخل الخلية مما يزيد سلبية داخل الخلية بالنسبة لخارجها .




 
 توقيع : مجموعة انسان







رد مع اقتباس