![]() |
فِى مَهَبِّ الغِيَابِ.. قصيدة جديدة لـ أحمد حسن عوض
هَلْ تَصْمُتُ أَشْيَاؤُكَ فِيكَ؟ لَا شَكَّ بِأَنَّكَ دُونَ شَرِيكٍ الوَطَنِ، الضَّوْءِ، الظلِّ، اللَّيْلِ، المَطَرِ، النَّبْعِ، النَّهْرِ، الشَّجَرِ، الأَرْضِ، الوَمُضْ، النَبْضٍ، الخَافِتِ في الأصداء بعيدا، وَتِلَاشيك هَلْ حَرَّكَ ذَلِكَ شَيْئًا فِيكَ؟ اُنْظُرْ، فهُنَاكَ الأُفُقُ وَرَاءَ البَابِ، المفْضيُّ لِلتِّرْحَالِ وللتَّسَآل وَللتَّحْديق، وَهُنَاكَ فرَاغٌ آخَرُ لِلتَّحلِيقِ، وَهُنَاكَ عُيُونٌ وَمَسَافَاتٌ وَشَبَابِيكُ، وَسُماء عَطَشَي لِلأَحْلَامِ وَللإِلْهَامِ وَللأَنْغَامِ وَالتَّصْدِيقِ وَالشِّعْرِ هُنَالكَ عِنْدَ البَابِ يَتِيمٌ يَسْتَجْدِي التَّصفيقَ، مِطْرَقَةٌ تَهْوِي فَوْقَ الصَّمْتِ النَاظِر للكَلِمَاتِ عَقِيمٌا دُونَ بَرِيقٍ، وَدَوَّارٌ يَخْطُو نَحْوَ وُجُوهٍ غامَتْ ثُمَّ تَرَاءَتْ، ثُمَّ انْدَاحَتْ، ثُمَّ تَلَاشَتْ دُونَ رَفِيقٍ. تَابُوتٌ، أبهة لِلْفَوْضَى، أَنْوَارٌ صَاخِبَةٌ، أَبْنِيَةٌ خَرْسَاءُ، فَضَاءَاتٌ، أجراس ومآذن وظِلالٌ شَاحِبةٌ وَهُنَاكَ أَنَّا فِي مَهبِّ الغِيَابِ نَثارٌ مِنَ الوَعدِ، لَا يَغتوِيكَ، هَلْ حَرَّكَ ذَلِكَ شَيْئًا فِيكَ؟ |
الساعة الآن 11:10 AM. |
Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025