![]() |
حكمة النبي وجمع شمل المسلمين ميثاق المهاجرين والأنصار وموادعة اليهود
ميثاق المهاجرين والأنصار وموادعة اليهود :
بعد أن قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، عقد معاهدة أزاح بها كل ما كان من حزازات الجاهلية والنزعات القبلية ، ولم يترك مجالا لتقاليد الجاهلية ، وقد وضع في هذه المعاهدة ميثاقا للمهاجرين والأنصار ، متضمنا موادعة اليهود بالمدينة ، وهذا من أبرز الجهود التي بذلها صلى الله عليه وسلم في الإصلاح والتأسيس . كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بين المهاجرين والأنصار ، وادع فيه اليهود ، وعاهدهم ، وأقرهم على أموالهم ، واشترط عليهم ، وشرط لهم . وهذا الميثاق في غاية الدقة ، وحسن السياسة ، وكمال الحكمة من النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد ربط بين جميع المسلمين في المدينة وبين اليهود ، فأصبحوا كتلة واحدة ، يستطيعون أن يقفوا في وجه كل من يريد أهل المدينة بسوء . وهذه الخطوات الخمس : بناء المسجد ، ودعوة اليهود إلى الإسلام ، والمؤاخاة بين المؤمنين وتربيتهم ، وكتابة الميثاق ، هي التي حل بها النبي صلى الله عليه وسلم - بفضل الله تعالى - الخلاف المستحكم بين سكان المدينة ، وأزال بها جميع آثار الماضي ، ووحد بها قلوب المسلمين ، وطبق بها النظام المتقن داخل المدينة ، ومن ثم انتشر هذا النظام ، والدعوة إلى الله من هذه المدينة إلى جميع أقطار العالم . كتاب رحمة للعالمين |
الساعة الآن 11:11 AM. |
Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025