تاج الأمنيات
يتقدم بأوراقه لطلب وظيفة و هو يردد في داخله( لن أفوز بهذه الوظيفة)، تتقدم لطلب النقل و هي تقول( قلبي يقول أن اسمي لن يدرج في حركة النقل)، يسجّل في الجامعة و هو يحدّث نفسه أنه لن يحصل على مقعدٍ في التخصص الذي يرغبه. و النتيجة أن أياً منهم لم يحصل على ما يتمناه ، و قد صدق حدس و ظن كلٍ منهم. فيضرب كفيه ببعضهما قائلاً بحسرة ( هذا ما توقعته، أنا حظي سيء) و الحقيقة يا كرام أن أمثال هؤلاء ليسوا سيئي الحظ، بل سيئي الظن بالله سبحانه وتعالى. ألم يقل سبحانه في الحديث القدسي ( أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء) ، أي أنا قادرٌ على أن أفعل بعبدي ما ظن أني فاعلٌ به. الإنسان ابن أفكاره، سجين معتقداته، فمتى ما توقع الخير أتاه، و متى ما أحسن بربه الظن أكرمه و أعطاه. فما أجمل أن نصبغ أمنياتنا بالأمل، و نعطّر أحلامنا بفألٍ حسن، و نتوّج أهدافنا بحسن الظن بالله جل و علا، ساعين في ذلك بالعمل، و صدق التوكل، والأخذ بالسبب، و بذل الجهد و الوسع. و نغرس روح الفأل الحسن في نفوس النشء فينطلقوا في أحلامهم متعبدين لله بحسن ظنهم به، و ثقتهم بتيسيره ، و خصوصاً في المواطن التي تضعف فيها همتهم و تذبل فيها حماستهم. فافتحوا نوافذكم للأمنيات، و استقبلوها بحب، و ألبسوها تاج الأمنيات(حسن الظن بالله)، و انتظروا تحققها بثقة و إيمان. |
الساعة الآن 05:21 AM. |
Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024