منتديات حبة البركة - اكتشف تأثير اليوجا المذهل علي جهازك العصبي

بقلم: ليز تيري، معلمة يوغا في دبي CYT500

هل تساءلت يومًا لماذا يتحدث الأشخاص الذين يمارسون اليوغا بحماس عن التأثير الجسدي والذهني الذي تتركه اليوغا؟
فوائد اليوغا كثيرة لا تحصى، لذا أريد أن أركز على تأثير اليوغا على الجهاز العصبي. كثيرون منا يعيشون في القلق، التوتر والاكتئاب ويغرقون في كمية من المهام اليومية التي تفوق ساعات النهار في اليوم، لماذا؟ لأنه بوجود عائلاتنا، أطفالنا، أصدقائنا وعلاقاتنا الاجتماعية يتم جذبنا في الكثير من الاتجاهات مما لا يترك لنا الوقت لنفحص أنفسنا، أجسادنا أو تنفسنا.
باختصار، يضم الجسم جهازًا عصبيًا لا إراديًا مقسمًا إلى جزءين: الجهاز العصبي الودي والجهاز العصبي اللاودي. بمعنى آخر الجهاز العصبي الودي هو عمل آلية الجسم في الهجوم أو الهروب لتنظيم العديد من الأجهزة الأخرى في الجسم.
والجهاز العصبي اللاودي هو استجابة الجسم للاسترخاء للعمل على إبطاء معدل ضربات القلب، تخفيض ضغط الدم وغيرها من الأمور. عندما نعيش حياة مليئة بالضغوطات والتوتر لإنهاء العمل في الموعد المحدد نادرًا ما يكون الجهاز العصبي اللاودي محفزًا مما يبقي الجسم والذهن تحت الكثير من الضغط. إذا استمرت هذه الحالة لفترة طويلة يخرج الجسم عن التوازن مما يؤدي إلى المرض.
وقد اكتشفت دراسة علمية نشرت مؤخرًا في الولايات المتحدة الأمريكية أن اليوغا أسانا (التمارين الجسدية في اليوغا)، التأمل والبراناياما (عمل التنفس) تحفز الجهاز العصبي اللاودي وتعيد التوازن إلى أجهزة الجسم الداخلية وتحديدًا الجهاز العصبي اللاارادي. وبحسب مقال حديث لأليس والتون في مجلة Forbes فإن “اليوغا تساعد في إخماد استجابة الجسم للتوتر من خلال تخفيض معدل هرمون الكورتيزول الذي لا يقوم فقط بإشعال ردود فعلنا على الاجهاد في جزء من الثانية بل أيضًا يعيث فسادًا في الجسم عندما يكون الشخص تحت جهد مزمن. لذا فإن تخفيض معدل الكورتيزول في الجسم أمر جيد عامة. إلى ذلك تحفز اليوغا معدل المواد الكيميائية المسببة للشعور الجيد في الدماغ مثل غابا، سيروتونين والدوبامين المسؤولة عن مشاعر الاسترخاء والسعادة، وتحفز طريقة معالجة الدماغ للمكافآت”.
خلال عملية التحرك في اليوغا، عمل التنفس والعثور على مكان للسكون في التأمل، يعود التوازن إلى الجسم وجميع أجهزته الداخلية. الجهاز العصبي اللاارادي جهاز مهم جدًا في الجسم وعندما يكون متزنًا تنتظم بالتالي الأجهزة الأخرى التي يؤثر عليها.
وتضيف والتون في مقالها إن “لليوغا فائدة أخرى، تقول سارة دولغونوس، طبيبة في اليوغا عملت في جمعية اليوغا في نيويورك أناندا أشرام. وتشير إلى أنه بالاضافة إلى قمع الاستجابة للجهد تحفز اليوغا الجهاز العصبي اللاودي مما يهدئنا ويعيد التوازن بعد انتهاء ضغوطات كبيرة. عندما يدور الجهاز العصبي اللاودي ” يتدفق الدم باتجاه الغدد الصماء، الأعضاء الهضمية والدورة اللمفاوية بينما ينخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم”، تقول دولغونوس.
عندما يكون الجهاز العصبي اللاودي مجهزًا “تتمكن أجسامنا من استخراج الغذاء من الطعام الذي نتناوله بشكل أفضل والتخلص من السموم بفعالية أكبر لأن الدورة معززة، ويدخل الجسم بالتالي في حالة تجديد وشفاء.
اليوغا أكثر من مجرد تمرين وهي طريق قوي لشفاء الجسم والذهن والروح وإعادة التوازن إليهم. وأهم شيء أن اليوغا هي ممارسة لمدى العمر وليس فقط تمرينًا يمارس مرتين في الشهر أو بضع مرات في السنة. كل شخص لديه 10 دقائق في اليوم ليمدد جسمه ويركز على التنفس الواعي ويتصل مع نفسه.
10 دقائق في اليوم للاسترخاء قد تغير حياتك!

إليك بعض الوضعيات الرائعة التي تركز على اتزان الجهاز العصبي:
وضعية الانحناء نحو الأسفل:
قفي على آخر السجادة وأبعدي قدميك عن بعض بمسافة وركيك. مدي ذراعيك فوق رأسك وأنت تشهقين وانحني نحو الأمام من الوركين وأنت تزفرين. اشهقي وارفعي العمود الفقري قليلًا نحو الأعلى وأنت تتقدمين بيديك نحو الأمام لتصبحي بشكل V معكوس. اضغطي كفيك على الأرض وأبعدي أصابعك عن بعضها. ارفعي الوركين نحو الأعلى ليصبح البطن مواجهًا للفخذين. ثبتي كعبيك على الأرض.

وضعية الرجلين على الحائط:
اجلسي قرب حائط واستلقي على جانب واحد. احني الركبتين لتتمكني من تحريك مؤخرتك نحو الحائط. عندما تلامس مؤخرتك الحائط استلقي على ظهرك وارفعي رجليك على الحائط. يمكنك وضع بطانية أو مخدة تحت وركيك لترفعي نفسك قليلًا وتشعري بالراحة.

وضعية الجلوس المدعوم المنحني نحو الأمام:
اجلسي على سجادتك ومدي رجليك أمامك. اثني ركبتيك لوضع مخدة أو بطانية ملفوفة تحتهما. عندما تضعين الدعم تحت الركبتين انحني نحو الأمام واسترخي فوق رجليك. ابقي بهذه الوضعية لمدة 4-5 دقائق على الأقل وركزي على التنفس.