منتديات حبة البركة

منتديات حبة البركة (https://www.seedoil.net/vb/index.php)
-   ثقاقة عامة وشعر (https://www.seedoil.net/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   إنه العطاء .. ! (https://www.seedoil.net/vb/showthread.php?t=10366)

مجموعة انسان 11-17-2014 03:58 PM

إنه العطاء .. !
 
- قالت لي مُحدّثتي :


أتعجَّب كثيرًا مما يفعله والدي في الصباح فقد كان يجمع علب الحليب ذات الحجم الكبير ويغسلها !


حتى علمتُ فيما بعد أنَّهُ يأخذها معه إلى المسجد
ويتركها عند برادات الماء التابعة للمسجد فيأخذها العمال وينتفعوا بها !
أبتسمُ طويلًا كُلَّما تذكرت قولها وكأنِّي به قد وضع نصبَ عينيْه أنْ

تَزَوَّدْ مِنَ التقوى فإنكَ لا تدري * إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجرِ ؟

إنَّهُ العطـاء ,

لهُ أهلٌ قد شُغفوا به و مالت أنفسُهم إلى ماعند الكريمِ الرحمن سُبحانه

فتاقت أرواحُهُمْ وتطلَّعتْ إليهْ , وسارتْ في كُلِّ دربٍ مُوصلٍ إليهْ ,

حتى ينتهي بهم الدرب إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض أُعدت للمُتقين !

لا عجب ! .. ألم يقل الله تبارك وتعالى :

{ وَأَنْ لَيْسَ للإنسَانِ إلَّا مَا سَعَى وَأَنّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ! } ؟

إنَّ العظماء والنُّبلاء وأصحاب النُّفُوس الكبيرة لا تكاد أعينهم تقرّ بنعيم

ولا يستقيم له حال ولا يطيب لهم عيش إلا بالعطاء ..

فتراهُم أولي أرواح نديَّة وأيدٍ سخيَّة و أخلاقٍ عشبيَّة و ابتسامة ماطرة
و قُلُوبٌ بالحُبِّ والبذل زاخرة .

باختصار / هُم غيْثٌ لا ينقطعْ ! .. فلاريب أن يكُونُوا
هُم أسعد الناس وأحسنهم خلقا !

وأذكر أنَّ بعضهم عرَّفَ: الخُلقَ الحسنَ بأنَّهُ

كفُّ الأذى و بذل الندى (العطاء) و الصبر على الأذى و الوجه الطَّلق !

ولنا في رسُول الله صلى الله عليه وسلم أُسوةٌ حسنة حيث كان من
أسخى الناس و أجودهم وأكرمهم ,

أما قالت له خديجة رضي الله عنها مُخفِّفةً عنه وَ مُثبتةً له :

[ كلا أبشر ، فوالله لا يخزيك الله أبداً .. !
إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ] !

فكأنَّها تقول لا تحزنْ ,

فـما جزاء الإحسان إلا الإحسان !
نعم والله .


فالعطاء قِبْلَةُ السعادةِ و التوفيق كما هي الأعمال التطوعيَّة

إذ تبقى دائِمًا تنضح بالخير حتى أنَّهُ صلى الله عليه وسلم ,

حينما جاءه رجلٌ يشكو قسوةَ قلبِهِ، أوصاهُ أنْ / إذا أردتَ أن
يلين قلبك و أن تدرك حاجتك فامسح رأس اليتيم، ..!

- إنَّ من الجميل أن يُعطي الإنسانُ بلا أسباب ولا مناسبات ولا
ينتظر الشُّكر ولا رد الجميل ولا يتوق إلى المقابل..

فإنَّهُ إذا ألزم نفسه بهذه السياسة وتدربت روحه و مرنت مع هذه الرياضة
أفلح و فاز برضا الله ومحبته ..

ومن الذي ينشد غيرها ؟!



ألم يقل الله تبارك وتعالى : { إنَّ اللهَ يُحبُّ المُحسنين } ؟
والله هذه هي الغاية وأصحاب الهمم العالية و المطالب الغالية

لا يلتفتون إلى أي ردٍ للإحسان مُقابل الإحسان الأكبر من الرحيم الرحمن فإنَّ العُمر
يفنى و الأنفاس تُعدّ والأيام تنقضي !

فرابح أو خاسر..و لمن أعطى وأعطى فمات و الذكرُ يُخبر
أنَّ ما كان هوَ لله ثُمَ للتاريخ ؛ فليشهد .!

- إشــارة


فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها .. فالذكرُ للإنسانِ عمرٌ ثاني.


الساعة الآن 09:00 AM.

Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024